انطلقت مظاهرات غاضبة في عدة دول عربية للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام، وقتل شخص في الخرطوم خلال محاولات اقتحام السفارة الأمريكية في السودان، بينما سقط قتيل في لبنان بعدما أشعل محتجون النار في مطعم أمريكي للوجبات السريعة، وأصيب خمسة اشخاص في مصر في اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن. وقتل شخص خلال محاولات اقتحام السفارة الأمريكية في الخرطوم بعد أن دهسته سيارة شرطة في إطار الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء، وتم إشعال النيران في سيارة للشرطة بالقرب من السفارة بعد أن اخترق مئات المتظاهرين طوقا أمنيا خارجيا. واقتحم محتجون في وقت سابق السفارة الألمانية بالخرطوم وأضرموا النيران في محيطها، وأطلقت الشرطة السودانية في العاصمة القنابل المسيلة للدموع لتفريق 5000 متظاهر عند محاولتهم اقتحام سفارتي ألمانيا وبريطانيا للاحتجاج على الفيلم. وقام المحتجون بقذف السفارتين المتجاورتين بالحجارة وحاولوا اقتحام بوابتهما الرئيسية قبل أن يتمكنوا من دخول السفارة الألمانية. أفادت تقارير بوقوع إصابات وتصاعد سحابة كثيفة من الدخان فوق مقر السفارة الأمريكية في تونس الجمعة خلال اشتباكات بين محتجين وقوات الشرطة التي أطلقت الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم. وأصيب خمسة أشخاص على الأقل بجروح حينما فتحت الشرطة النار الجمعة لصد محاولات اقتحام مجمع السفارة في العاصمة التونسية احتجاجا على الفيلم الامريكي المسيء للنبي محمد. من جهة أخرى ذكرت مصادر أمنية أن سحابة الدخان مصدرها موقف السيارات بالسفارة، مشيرة إلى أن بعض المتظاهرين القوا زجاجات حارقة على المبنى، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس. وقام المتظاهرون بإحراق العلم الأمريكي خارج مبنى السفارة. وفي لبنان، عمد مئات المحتجين في مدينة طرابلس شمال لبنان الى احراق أحد فروع مطاعم كنتاكي للوجبات السريعة، مرددين هتافات تندد بزيارة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر للبنان وشعارات مناهضة للولايات المتحدة، وأسفرت هذه الأحداث عن مقتل شخص وإصابة 25 آخرين. وتأتي زيارة البابا إلى لبنان والتي تستمر ثلاثة أيام وسط موجة غضب عارمة في العالم العربي والإسلامي جراء فيلم براءة المسلمين المسيء للإسلام. وفي مصر قام رئيس الوزراء هشام قنديل عصر اليوم بتفقد الحالة الأمنية في محيط السفارة الأمريكية، يرافقه وزير الداخلية أحمد جمال الدين حيث ساد هدوء حذر في القاهرة بعد أن أقامت قوات الأمن المتاريس لمنع تقدم المتظاهرين صوب السفارة. وأعلن قنديل أنه تم القبض على 100 شخص من مهاجمى السفارة الأمريكية الجمعة وجارى التحقيق معهم لمعرفة من يقف وراءهم. يذكر أن السفيرة الأمريكية لدى مصر آن باترسون كانت قد وصلت إلى مطار القاهرة الدولي الجمعة بعد عودتها من رحلة بدأت قبل الأزمة. وكان مدير الاستقبال والطوارىء بمستشفى المنيرة العام الدكتور محمود سعيد صرح بأن المستشفى استقبل اليوم خمس حالات إصابة جراء تظاهرات انطلقت للتنديد بالإساءة للنبي محمد بميدان التحرير، من بينهم إصابة واحدة بطلق نارى خرطوش وحالته حرجة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن سعيد قوله إن المصاب بالطلق الخرطوش ويدعى طايع أبو الوفا عبدالرحمن 26 عاما مصاب بطلق نارى خرطوش فى البطن والصدر والذراع اليمنى، وتم تحويله إلى مستشفى قصر العينى لاستكمال علاجه. من جهة أخرى، تراجع عدد من الاحزاب والجماعات الاسلامية في مصر من بينها جماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي عن دعوتها للمشاركة في مليونية نصرة الرسول التي كان مقررا لها اليوم عقب صلاة الجمعة في ميدان التحرير. وكانت الاشتباكات بدأت الاربعاء بعد أن ألقى المحتجون الحجارة والزجاجات الفارغة على قوات الأمن التى ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وشارك الاف الفلسطينيين يتقدمهم رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية إلى جانب عدد من قادة حماس والفصائل الفلسطينية في التظاهرة التي انطلقت من مساجد مدينة غزة قبل ان تتوقف اخيرا امام المجلس التشريعي غرب المدينة، حسبما ذكرت فرانس برس. وحمل المشاركون أعلام الفصائل الفلسطينية خاصة رايات حركتي حماس والجهاد الاسلامي مرددين شعارات منها الموت الموت لاميركا والموت الموت لاسرائيل وهم يحملون لافتات كتب على احداها كلنا رسول الله على اخرى لبيك يا رسول . كما قام المتظاهرون باحراق أعلام أمريكية وإسرائيلية خلال التظاهرات التي انطلقت أيضا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ومدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع. بدوره جدد هنية دعوته خلال صلاة الجمعة الإدارة الأمريكية للاعتذار للامة العربية والاسلامية عن الفيلم المسئ، وتقديم منتجي ومخرجي الفيلم للعدالة الدولية . كما طالب ب استمرار المظاهرات والاحتجاجات السلمية والحضارية من اجل ألا تتكرر هذه الافعال وهذه الجرائم ضد الانبياء والرسل والمطالبة بعدم إصدار هذه الأفلام التي تمس معتقداتنا . واعتبر ان نشر الفيلم جاء لاشعال الحرب على الاسلام واثارة النعرات الطائفية على وجه الخصوص في مصر ولاشغال العرب عن ربيعهم