قالت مصادر عسكرية وأمنية وشهود عيان في محافظة شمال سيناء إن خمسة مسلحين على الأقل قتلوا وأصيب سادس يوم الأحد في حملة على متشددين بالمحافظة وإن قوات الجيش والشرطة التي تنفذ الحملة ألقت القبض على خمسة مسلحين آخرين. وقال مصدر عسكري إن الحملة التي بدأت يوم الأربعاء استهدفت في الساعات الأولى من الصباح مخبأ في منطقة الجورة جنوبي مدينة الشيخ زويد وأسفرت عن مقتل المسلحين الخمسة وإصابة السادس بجروح خطيرة. وأضاف أن الجيش والشرطة مستمران في الحملة على المسلحين الذين قتلوا 16 من افراد الجيش في هجوم مباغت بمدينة رفح الحدودية يوم الأحد الماضي. وقال مصدر أمني إن قوات الجيش والشرطة ألقت القبض على خمسة مسلحين في منطقة الخروبة شرقي مدينة العريش عاصمة شمال سيناء. وأضاف أن القوات عثرت على مدافع هاون وذخائر في المنطقة. وبدأت مصر عملية عسكرية ضد المتشددين في المنطقة بعد هجوم الأحد الماضي مباشرة. وقالت المصادر إن جثث القتلى الخمسة نقلت إلى المستشفى العسكري بالعريش الذي نقل إليه المصاب أيضا. وقال مصدر شرطي "الناس في المنطقة (الجورة) قدموا معلومات عن وجود مجموعة من الأشخاص غير المعروفين يقيمون في كوخ مؤقت. وعلى الفور شنت القوات غارة على المنطقة. المجموعة فتحت النار والشرطة ردت عليها." وقال ضابط شرطة كبير إن ستة قتلوا بينهم ثلاثة بالرصاص بينما تفحمت ثلاث جثث أخرى نتيجة قصف جوي للكوخ. وقال مصدر أمني آخر إن القتلى خمسة. وحصل مراسل لرويترز على شريط فيديو للمكان بعد الاشتباك ظهرت فيه ثلاث جثث متفحمة في الكوخ المحترق كما ظهر طابور من السيارات المدرعة التابعة للقوات القائمة بالحملة الأمنية قرب الكوخ. وقال ضابط شرطة إن القوات المهاجمة عثرت على بنادق ومنصات إطلاق صواريخ وشاحنة ودراجة نارية في المكان. وقال أحد سكان الجورة لرويترز إنه شاهد جثتين لرجلين ليسا من المنطقة وألقت الشرطة القبض على اثنين آخرين. وأضاف في اتصال هاتفي "قاوموا بشدة." وتابع "أطلقوا قنابل صاروخيةعلى القوات." وتعد الحملة الأمنية في شمال سيناء أكبر عملية عسكرية في المنطقة منذ حرب عام 1973 مع إسرائيل. كما تعد اختبارا مبكرا لقدرة الرئيس محمد مرسي على التغلب على المتشددين الذين يثير وجودهم في المنطقة قلق إسرائيل. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن مقتل العسكريين الستة عشر يوم الأحد الماضي. وكان المسلحون الذين هاجموا قوات حرس الحدود قد سيطروا على سيارتين عسكريتين واقتحموا معبرا في منطقة الحدود مع إسرائيل لكن القوات الإسرائيلية قتلتهم. وطالبت إسرائيل مصر بتأكيد سلطتها على المنطقة. كما أثار مقتل رجال حرس الحدود الغضب في مصر بما في ذلك مرسي الذي وعد باستعادة الأمن في سيناء. ويقول منتقدون إن مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين يرتكب مخاطرة إذا تعامل بلين مع الجماعات الجهادية. وترتبط جماعة االإخوان المسلمين بحركة حماس التي تدير قطاع غزة وللجماعة والحركة تاريخ طويل من الانتقاد العدائي لإسرائيل. لكن جماعة الإخوان المسلمين نبذت العنف كوسيلة للتغيير السياسي في مصر منذ عشرات السنين. والمعلومات عن الحملة الأمنية بسيناء شحيحة بسبب اتساع رقعة المنطقة الصحراوية التي تغطيها وندرة السكان بها ورفض سكان الإدلاء بمعلومات خشية انتقام السلطات. وقال مسؤولون مصريون ودوليون إن مسلحين مجهولين هاجموا نقطة تفتيش مصرية بوسط سيناء في وقت مبكر من? ?صباح يوم الاحد. وقالت مسؤولة في القوات متعددة الجنسيات التي تراقب تطبيق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية إن الهجوم لم يصب نقطة اتصال تابعة للقوات الدولية قرب نقطة التفتيش المصرية التي تعرضت للهجوم. وقال مسؤول مصري إن الجنود المصريين في نقطة التفتيش بمنطقة أم شيحان ردوا على المهاجمين ولم تقع إصابات. ومنذ يوم الأربعاء الماضي تعرضت نقاط تفتيش الشرطة لسلسلة من الهجمات المماثلة من جانب مسلحين يعتقد أنهم من المتشددين. ونقلت مصر مئات الجنود وعربات مدرعة إلى شمال سيناء يوم الخميس لمواجهة المتشددين الذين يعملون قرب الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة في نطاق عملية عسكرية قال قادة إنها أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 26 شخصا إلى الآن. ويصف المسؤولون المصريون المتشددين بأنهم إرهابيون. ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يوافقون على العملية التي يقوم بها الجيش المصري في المنطقة. وتقول القوة متعددة الجنسيات إنها تواصل عملها المعتاد في مراقبة تطبيق معاهدة السلام الموقعة عام 1979 بالتنسيق مع الجانبين المصري والإسرائيلي. من تميم عليان ويسري محمد (شارك في التغطية محمد عبد اللاه وإدموند بلير وتوم فايفر - تحرير محمد هميمي)