هرات (افغانستان) (رويترز) - قال مسؤولون عسكريون ان ايطاليا واسبانيا قلصتا الاموال التي كانت مخصصة لمشروعات التنمية في افغانستان هذا العام مع اتساع نطاق ازمة ديونهما. وشطبت ايطاليا التي تنفق قرابة نصف معوناتها المالية لافغانستان على التعليم 400 الف يورو من تعهداتها المالية هذا العام تاركة خمسة ملايين يورو بينما تقلص اسبانيا مبلغها بملايين اليورو. وكان كبار المانحين تعهدوا في وقت سابق من الشهر الجاري بتقديم معونات تنمية بقيمة 16 مليار يورو حتى 2015 لافغانستان وهو ما يقل عن السنوات السابقة ويأتي بمعزل عن تعهدات الدول المنفردة التي تقدمها عن طريق فرق اعادة الاعمار. وطالبوا افغانستان بالتصدي بصورة افضل للفساد المستشري فيها. وقال الكولونيل فراشيسكو برينسيبي الذي يرأس فريق اعادة الاعمار المدني والعسكري في اقليم هرات في غرب البلاد على الحدود مع ايران "نشهد اكبر قدر من اليأس خلال عام بسبب الوضع الاقتصادي." وتوجد بهرات جميع القوات الايطالية تقريبا والبالغة اربعة الاف جندي مما يجعلها رابع اكبر مساهم في الحرب التي يقودها حلف شمال الاطلسي. وقال برينسيبي للصحفيين ان المبلغ الذي سيجري اقتطاعه كان سيغطي في الغالب الوقود والدعم لمشروعات الاعمار الايطالية. ومن اشهر اعمال فريقه مطار هرات الجديد الذي افتتح في ابريل نيسان بعد عمليات بناء تكلفت 1.4 مليار دولار واستغرقت ثمانية اشهر. اما الجنود الاسبان وعددهم 1500 فموزعون بين هرات واقليم بادغيس الواقع الى الشمال منه حيث يديرون مشروعا لاعادة الاعمار. وقال قائد القوات الاسبانية في بادغيس الكولونيل لويس ثيبريان كاربونيل ان هذا العام سيشهد "نقصا مهما بسبب اقتصاد اسبانيا" في تمويل التنمية. وقال كاربونيل ان اسبانيا انفقت 7.3 مليون يورو هذا العام ستذهب لانشاء الطرق والمشروعات الاخرى مقارنة بعشرة ملايين يورو العام الماضي . وحتى بالنسبة للدول ذات التوقعات الاقتصادية الافضل تتناقص المعونات لافغانستان مع اقتراب الموعد النهائي لسحب حلف شمال الاطلسي اغلب قواته المقاتلة في 2104 مما يثير القلق من ان الفساد المسيطر على البلاد والامن المهتز قد يعنيان ان افغانستان لن تتمكن من الوقوف على قدميها. وقال برينسيبي ان ستة فرق لاعادة الاعمار -ثلاث فرق امريكية وفريقان من السويد وفريقد الماني- انهت اعمالها في البلاد خلال الشهر الماضي. واضاف انه من بين الفرق القائمة حاليا وعددها 26 ستغلق سبعة بحلول منتصف العام المقبل الامر الذي يعني ان مشروعات التعليم والصحة والانشاء ستنتهي. وتعهدت ايطاليا بتقديم نحو 36 مليون يورو لمشروعات التنمية في افغانستان منذ 2005 في حين ساهمت اسبانيا بما يصل الى 226 مليون يورو منذ 2006 . (اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)