كشف مسؤولان عسكريان أن إيطاليا وإسبانيا قلصتا مساعداتهما المالية المخصصة لمشاريع إعادة إعمار أفغانستان برسم العام الجاري بفعل تفاقم المصاعب الاقتصادية للبلدين، حيث قلصت روما مساعداتها بنحو 400 ألف يورو (492 ألف دولار) لتصبح بحدود خمسة ملايين يورو (6.1 ملايين دولار) كما ستخفض مدريد دعمها المالي بملايين اليوروات. وقال الكولونيل فراشيسكو برينسيبي، الذي يقود فريق إعادة الإعمار المدني والعسكري في ولاية هرات غربي البلاد 'نشهد قدرا أكبر من اليأس خلال عام بسبب الوضع الاقتصادي'، مضيفا أن المبلغ الذي قلصته إيطاليا كان سيغطي في الغالب نفقات الوقود والدعم لمشروعات الإعمار الإيطالية.
ومن أبرز المشاريع التي نفذها الفريق الذي يقوده برينسيبي بناء مطار هرات الجديد والذي افتتح في أبريل/نيسان الماضي بكلفة 1.4 مليار دولار، وتنفق نصف المعونات الإيطالية لأفغانستان في مشاريع تعليمية.
وذكر قائد القوات الإسبانية في ولاية بادغيس (شمالي ولاية هرات) الكولونيل لويس ثيبريان كاربونيل أن 2012 سيشهد تراجعا كبيرا في تمويل التنمية بسبب وضع الاقتصاد الإسباني، مشيرا إلى أن بلاده ضخت 7.3 مليون يورو (9 ملايين دولار تقريبا) في 2012 مقارنة بعشرة ملايين يورو (12.3 مليون دولار) في 2011، وتخصص لتمويل بناء طرق ومشروعات أخرى.
وقد أسهمت إيطاليا منذ 2005 بمعونات تقدر ب36 مليون يورو (44.3 مليون دولار) لتمويل مشروعات تنموية في أفغانستان فيما قدمت إسبانيا 226 مليون يورو (278 مليون دولار) منذ 2006.
فرق الإعمار وحتى معونات الدول الأفضل حالا اقتصاديا لكابل آخذة في التناقص مع اقتراب الموعد النهائي لانسحاب أغلب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان في العام 2014، وأشار الكولونيل الإيطالي إلى أن ستة فرق لإعادة الإعمار أنهت عملها في البلاد خلال الشهر الماضي، وهي ثلاثة فرق أميركية وفريقان سويديان وفريق ألماني.
ويوجد في أفغانستان 26 فريقا لإعادة الإعمار، ويقول برينسيبي إن سبعة منها ستنهي عملها في منتصف العام المقبل، ما يعني أن مشروعات التعليم والصحة والإنشاءات التي تشرف عليها قد شارفت على نهايتها.
للإشارة فإن كبار المانحين الدوليين لأفغانستان تعهدوا خلال الشهر الجاري في مؤتمر باليابان بتقديم مساعدات تنموية لكابل بقيمة 16 مليار دولار إلى غاية العام 2015، غير أنهم ربطوا بين هذه المعونات ومحاربة السلطات الأفغانية للفساد المشتري في البلاد.