رفض السودان الاثنين عرضا تقدمت به دولة جنوب السودان يتضمن تقديم تعريفة اعلى لاجور مرور النفط عبر الاراضي السودانية وتقديم مبالغ مالية للسودان تقدر 8.2 مليار دولار، مستبعدا امكانية التوصل الى صفقة شاملة بين البلدين انتهاء المهلة المحددة من مجلس الامن في الثاني من اغسطس/اب. ويأتي عرض جنوب السودان والرفض السوداني قبل ايام من الموعد النهائي الذي حددته الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لتوصل البلدين الى حل للمشاكلات العالقة بينهما، ومن بينها اجور مرور ونقل النفط الخام في الاراضي السودانية وترسيم الحدود والمشكلات الامنية العالقة. وقد صرح رئيس وفد جنوب السودان المفاوض باغان اموم للصحفيين بأن جوبا مستعدة لاستئناف تصدير النفط الذي اوقف في يناير/كانون الثاني الماضي، اذا تم الاتفاق على اجور معقولة لمرور النفط في الاراضي السودانية الى موانئ التصدير. واوضح اموم تفاصيل العرض الذي تقدمت به بلاده والذي يقضي بتقديم 9.10 دولارا كأجور مرور للبرميل الواحد. وكانت الخرطوم طلبت في وقت سابق مبلغ 36 دولارا للبرميل الواحد والتي تتضمن تعريفة لمرور ونقل النفط واجور الموانئ السودانية. وقد عرض جنوب السودان على السودان التنازل عن الديون التي تقدر ب 4.9 مليار دولار وإعطائه 3.2 مليار دولار من أجل دفع المحادثات بين البلدين قدما بهدف حل القضايا العالقة. ورفض السودان العرض مطالبا بصفقة شاملة لحل مجمل القضايا العالقة، وفي المقدمة منها الامن وايقاف ما يقول انه دعم جنوب السودان لجماعات مسلحة متمردة في اراضيه. وقال مطرف صديق عضو الوفد السوداني المفاوض في المحادثات الجارية في اديس ابابا نعتقد إن الامن هو الشرط الاساسي ، مستبعدا التوصل الى صفقة شاملة قبل الموعد النهائي المحدد، لكنه اشار الى انه يأمل في التوصل الى حل على المدى البعيد. واوضح صديق من المستحيل أن ينجز الاتفاق في غضون تسعة ايام او تسعين يوما، فبعض القضايا يحتاج الى وقت اطول لمناقشته وحله . وكان جنوب السودان قال السبت انه علق المفاوضات المباشرة وجها لوجه التي كانت مقررة بين البلدين متهما الخرطوم بالقيام بغارة جوية جديدة على اراضيه. ورد السودان الاثنين بالقول إن الغارة جاءت ضد عبور مسلحين تابعين لحركة المساواة والعدالة الدرافورية المتمردة، والتي تتهم الخرطومجوبا بدعمها، الى الاراضي السودانية. وقال صديق نحن لا نستطيع ان نبقى مكتوفي الايدي عند قيامهم بعبور الحدود لذا قمنا بالاشتباك معهم عبر القوة الجوية والان نحن في اشتباك معهم على الارض . وكان مفاوضون من جنوب السودان قد أعلنوا استئناف المفاوضات بين السودان وجمهورية جنوب السودان بحضور وسيط الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا وذلك على الرغم من الاتهامات بشن غارات جوية سودانية على جنوب السودان. وقال المتحدث باسم وفد جنوب السودان عاطف كير في العاصمة الاثيوبية عقدنا الاحد لقاء وطرحنا مواقفنا . وتعتبر هذه اول مفاوضات منذ المصافحة بين رئيسي السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفا كير ميارديت في 15 من تموز/يوليو الجاري خلال القمة الاخيرة للاتحاد الافريقي. وتهدف المفاوضات السودانية الى تسوية الخلافات التي لا تزال قائمة بعد عام على نيل جنوب السودان استقلاله، وتتركز هذه الخلافات على ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين وتقاسم الثروة النفطية وتحديد وضع المناطق المتنازع عليها. وقد ورث جنوب السودان ثلاثة ارباع احتياطات السودان قبل التقسيم، لكنه ما زال يحتاج الى البنى التحتية للشمال لتصدير النفط لان الطرفين لم يتوصلا الى الاتفاق على رسوم المرور.