أديس أبابا (رويترز) - جمع زعماء افارقة رئيسي السودان عمر حسن البشير وجنوب السودان سلفا كير يوم السبت ووضعوا خطة لتدخل عسكري في شمال مالي حيث قالوا ان متمردين على صلة بالقاعدة يهددون أمن القارة. ولم يتصافح البشير وسلفا كير لدى لقائهما في اجتماع مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي المنعقد في اديس ابابا لكنها التزما بحل الخلافات بينهما من خلال الحوار وليس الصراع. وعقد الرئيسان اجتماعا ثنائيا في فندق في وقت لاحق. واشاد الزعماء الافارقة في الاجتماع بذلك باعتباره مؤشرا مشجعا على ان العدوين السابقين في الحرب الاهلية يمكنهما حل النزاعات بشأن اعادة ترسيم الحدود وايرادات النفط قبل الثاني من اغسطس اب وبالتالي تجنب العقوبات التي هدد بها مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وقال الحسن واتارا رئيس جمهورية ساحل العاج الذي يرأس مجلس السلم والأمن بالاتحاد للصحفيين بعد اجتماع مغلق "التصريحات الصادرة منهما شجعتنا على ان هناك نية حسنة." وكان وجود الزعيمين من الخرطوم وجوبا في جلسة المجلس التابع للاتحاد الافريقي هو أقرب لقاء بينهما منذ ان اجتمعا في مارس اذار قبل وقوع اشتباك بين قوات من السودان وجنوب السودان بشأن منطقة حقل هجليج النفطي في ابريل نيسان. وأوقف جنوب السودان انتاج النفط في يناير كانون الثاني بشأن نزاع مع الخرطوم حول اقتسام الايرادات ورسم مرور خط الانابيب عبر السودان المنفذ الوحيد لصادرات نفط الجنوب الى الخارج. واجتمع قادة الدول الافريقية في مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية لبحث سبل احتواء آثار انقلابين عسكريين وقعا هذا العام في مالي وغينيا بيساو. وبالاضافة الى تأييد مصالحة بين السودان وجنوب السودان القى الزعماء الافارقة بثقلهم وراء جهود انهاء التمرد العسكري في شرق جمهورية الكونجو الديقراطية الذي ادى الى توتر العلاقات بين كينشاسا ورواندا جارتها في منطقة البحيرات العظمى. وقال الزعماء الافارقة وهم يركزون على مالي حيث سيطر مقاتلون محليون واجانب مرتبطون بالقاعدة على شمال البلاد بعد تمرد انفصاليين علمانيين من الطوارق انهم لن يدخروا جهدا لاعادة توحيد البلاد. وأعدوا استراتيجية سياسية وعسكرية تهدف الى تأمين العودة الكاملة لحكومة مدنية الى السلطة في جنوب مالي بعد انقلاب 22 مارس اذار وتوقع تشكيل قوة امن مدعومة دوليا تكون مهمتها استعادة الشمال اذا لم ينسحب المتمردون من هناك. وقال مفوض مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي رمضان العمامرة في بيان للصحفيين ان المجلس "يكرر دعوة كل الدول الاعضاء وكل المجتمع الدولي لتقديم الدعم الفني واللوجستي والمالي اللازم". ويسعى الزعماء الافارقة الى الحصول على دعم مجلس الامن لتدخل عسكري في مالي لانهاء التمرد واعادة توحيد الدولة. وأقر مجلس الامن جهود دول غرب افريقيا لانهاء الاضطرابات لكنه لم يصل الى حد دعم عملية عسكرية الى ان يتمكن الزعماء الافارقة من توضيح اهدافها. وقال دبلوماسي اوروبي يتابع المنطقة عن كثب "في الوقت الراهن لا يوجد شيء جاهز." وقال واتارا ان خبراء عسكريين من الاتحاد الافريقي كانوا في باماكو لبحث استراتيجية التدخل العسكري مع القوات المسلحة في مالي. وأضاف ان هذا العمل يجري الان. وفي وقت سابق ندد واتارا بما وصفه بأنه "نية الجماعات الإرهابية إقامة ملاذ آمن في شمال مالي." وقال واتارا الذي ندد بوجود صلات مزعومة بين القاعدة في منطقة الساحل الأفريقي وجماعات إسلامية أخرى عنيفة ومتشددة مثل بوكو حرام في نيجيريا والشباب في الصومال إن هذا "يشكل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي." ولكن بينما كان الزعماء الأفارقة يبحثون مشكلات المنطقة خيم التنافس على رئاسة المفوضية الأفريقية على عملهم. وهذا الصراع لا يزال قائما منذ تصويت في قمة يناير كانون الثاني والذي انتهى بتعادل بين جان بينج الرئيس الحالي ودلاميني زوما وزيرة خارجية جنوب أفريقيا. ويقول دبلوماسيون إن الاتحاد الأفريقي مهدد بانقسام قد يؤثر على مصداقيته العالمية وعلى قدرته على معالجة الأزمة في حالة استمرارها حيث وقفت دول القارة الناطقة بالفرنسية وراء بينج بينما وقفت الدول الناطقة بالإنجليزية خلف مرشحة بريتوريا. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)