قال الرئيس الفلبيني بنينو أكينو إنه ربما يطلب من الولاياتالمتحدة نشر طائرات استطلاع فوق بحر الصين الجنوبي للمساعدة على مراقبة المياه المتنازع عليها في خطوة من الممكن أن تزيد من التوتر مع الصين. وابتعد البلدان مؤخرا عن أزمة استمرت شهورا في منطقة سكاربورو البحرية قرب الفلبين في مياه يزعم كل منهما أحقيته بها في أحدث جولة من الأزمات البحرية التي تدور حول هذا البحر الغني بالثروات. وأكدت الولاياتالمتحدة على حيادها في النزاع البحري المستمر منذ زمن طويل على الرغم من أنها عرضت المساعدة لتعزيز القوات المسلحة الفلبينية المنهكة. ومن ناحية أخرى حذرت الصين من تدخل "قوى خارجية". ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من واشنطن. وفي الشهر الماضي سحب أكينو سفينة خفر سواحل ليست مزودة بالكثير من السلاح وقارب صيد بسبب سوء الأحوال الجوية المحيطة بمنطقة سكاربورو البحرية وهي مجموعة من التكوينات الصخرية على بعد نحو 225 كيلومترا إلى الغرب من جزيرة لوزون الرئيسية في الفلبين. وربما يكون بحر الصين الجنوبي أكبر نقطة اشتعال عسكري في آسيا. وتصاعد التوتر منذ أن تبنت الولاياتالمتحدة سياسة في العام الماضي لزيادة نفوذها في المنطقة. وقالت الإدارة الأمريكية لإعلام الطاقة في تقرير صدر في مارس اذار عام 2008 إن من القضايا محل النزاع السيطرة على ما يعتقد أنها احتياطيات كبيرة من النفط والغاز. وتتراوح تقديرات احتياطيات النفط المؤكدة والتي لم تكتشف بعد في البحر بين 28 مليار و213 مليار برميل من النفط يوميا. وتتنازع الصين والفلبين وتايوان وبروناي وفيتنام وماليزيا على الحقوق في بحر الصين الجنوبي لكن مزاعم الصين تتضمن كل مياهها تقريبا. وقالت الصين في الأسبوع الماضي إنها بدأت تسيير دوريات "متأهبة للقتال" في مياه قالت إنها تحت سيطرتها في بحر الصين الجنوبي بعد أن قالت إنها "تعارض بشدة" قانونا فيتناميا يؤكد على السيادة على جزر باراسيل وسبراتلي. وقال أكينو الذي شهدت فترته الرئاسية فتورا في العلاقات مع الصين بسبب النزاع على البحر إنه لم يقرر ما إذا كان سيعيد سفنا فلبينية إلى المنطقة محل النزاع. وأضاف أنه دعا إلى اجتماع حكومي يوم الخميس لبحث هذه القضية وقضية العلاقة مع الصين بصفة عامة. وقال الرئيس البالغ من العمر 52 عاما لرويترز في غرفة بالقصر الرئاسي "سنبحث قضية العلاقة مع الصين برمتها وأريد أن أحصل على المشورة من مستشاري." وتتطلع مانيلا إلى حليفتها القديمة واشنطن للحصول على سفن وطائرات ومعدات استطلاع وغيرها من المعدات بينما تعيد الولاياتالمتحدة تركيز اهتمامها العسكري على آسيا. وعرضت مانيلا على واشنطن قدرة اكبر على استغلال مطاراتها ومنشآتها العسكرية مقابل الحصول على المزيد من المعدات والتدريب. كما عرضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقاسم بيانات استطلاع مع الفلبين بينما تسعى لقدرة أكبر على دخول المطارات في جنوب شرق آسيا. وعلى الرغم مما تعلنه واشنطن من حياد في قضية النزاع ببحر الصين الجنوبي فإن عودة الجيش الأمريكي إلى آسيا ينظر لها على نطاق واسع على أنها رد على زيادة القدرات العسكرية للصين. ويرى محللون أن عودتها إلى المنطقة ربما تكون مشجعة لدول أصغر مثل فيتنام والفلبين على اتخاذ موقف أكثر جرأة في النزاع الدائر حول البحر. (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي) من مانويل موجاتو وستيوارت جرادجينجز