سراييفو (رويترز) - أصدرت محكمة جرائم حرب البوسنة يوم الجمعة أحكاما بأطول فترات سجن حتى الآن على أربعة جنود سابقين من صرب البوسنة بسبب دورهم في عملية إعدام جماعي لمئات من مسلمي سربرينيتشا خلال أسوأ أعمال وحشية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقضت المحكمة بسجن كل جندي من الأربعة لفترات وصلت إلى 43 عاما بعدما أدانتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية لدورهم في قتل زهاء 800 رجل وصبي في مزرعة عام 1995 أثناء حرب البوسنة التي دارت رحاها بين عامي 1992 و 1995. وقالت القاضية ميرا اسماعيلوفيتش وهي تتلو نص الحكم "في 16 يوليو تموز عام 1995 أعدموا دون محاكمة نحو 800 من المدنيين الذكور بعضهم تقل أعمارهم عن 16 سنة وبعضهم تزيد اعمارهم عن 80 عاما من الساعة العاشرة صباحا حتى الرابعة مساء في مزرعة برانييفو." ووقعت المذبحة في اطار عمليات قتل منظمة لحوالي 8000 رجل وصبي مسلم بعد ان سيطرت قوات صرب البوسنة على الجيب الذي كان خاضعا لحماية الاممالمتحدة في يوليو تموز عام 1995. وحكم على ستانكو كويتش بالسجن 43 عاما وعلى كل من فرانك كوس وزوران جورونيا بالسجن 40 عاما وعلى فلاستيمير جوليان بالسجن 19 عاما لأن عمره كان اقل من 21 سنة في ذلك الوقت. والحد الأقصى لفترة السجن هو 45 عاما. وقتل كل الجنود ضحاياهم بالرصاص لكن القاضية قالت ان كويتش نفذ المجزرة بطريقة أشد قسوة من الآخرين ثم تباهى بعد ذلك بعدد الأشخاص الذين قتلهم. وخدم الجنود الأربعة في وحدة الكوماندوس العاشرة بجيش صرب البوسنة. وكان كوس قائد فصيلة بيلينا الأولى بالوحدة بينما كان الجنود الثلاثة الآخرين أفراد عاديون. وبرئت ساحة الجنود من تهم ارتكاب إبادة جماعية لعدم توافر أدلة بشأن اعتزامهم ارتكاب إبادة جماعية. وفصل قائد قوات صرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش الرجال والصبية عن النساء أثناء الهجوم على سربرنيتشا. وحاول كثير من الرجال والغلمان الفرار عبر الغابات لكن تم تعقبهم وقتلوا في أماكن عديدة. وأضافت القاضية ميرا اسماعيلوفيتش "لقد ارتكبوا عمليات القتل بدم بارد وبطريقة ممنهجة مبيتين النية بوضوح لقتل هؤلاء الرجال بشكل تمييزي لأنهم مسلمون" موضحة ان الجنود أخذوا استراحة لتناول الغداء قبل استئناف عمليات القتل. وأخذت المحكمة في نظرها للقضية بشهادة شخصين اثنين لم ينج غيرهما من المذبحة. (اعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)