شاركت الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا في قافلة من 1000 زورق وهي تستقل مركبا ملكيا مذهبا في رحلة عبر نهر التيمس بلندن يوم الأحد ضمن اربعة أيام من الاحتفالات بمرور 60 عاما على اعتلائها عرش بريطانيا. ودقت الاجراس للترحيب بالموكب النهري في حين كان زورق الملكة يبحر بهدوء الى جانب طابور ملون من القوارب التي تباينت ما بين القوارب الفاخرة واليخوت وزورق حربي تقليدي وجندول البندقية الشهير. وفشل الطقس البريطاني المتقلب والأمطار في اطفاء وهج الحماس الذي تملك مئات الالاف من المتابعين الذين كانوا يلوحون بالأعلام على ضفة النهر في انتظار القاء نظرة على هذا الاستعراض الملكي على طول 11 كيلومترا. كما تحدى نحو مئة متظاهر من أنصار الغاء الملكية الأمطار ووقفوا وهم يحملون لافتات كتبوا عليها "اجعلوا الملكية في ذمة التاريخ" مطالبين برئيس منتخب لبريطانيا. ومنحت الملكة التي ارتدت فستانا باللونين الفضي والابيض المحتشدين ابتسامة عريضة ولوحت لهم بيدها من السفينة الملكية (سبيريت أوف تشارتويل) إلى جانب زوجها الأمير فيليب (90 عاما). واصطحبت الملكة إلى جوارها أيضا افرادا اخرين من العائلة المالكة من بينهم ولي العهد الأمير تشارلز وابنه الأكبر الأمير وليام وزوجته كيت التي كانت ترتدي فستانا احمر اللون من تصميم الكسندر مكوين وقبعة بنفس اللون. وقال المنظمون في انحاء البلاد ان الملايين حضروا احتفالات الشوارع التي اقيمت بمناسبة اليوبيل الماسي للملكة. ولم يحتفل أحد من أفراد الأسرة الملكية باليوبيل الماسي للجلوس على العرش قبل الملكة إليزابيث الثانية (86 عاما) سوى جدتها الملكة فيكتوريا. وقالت جاكي (36 عاما) التي تعمل مستشارة للمبيعات وسافرت من اقصى جنوبانجلترا لتشاهد قافلة التيمس "نحن انجليز ونعرف كيف يكون الطقس. لا يعنينا اذا ابتلت ملابسنا كما تعرفون - انه اليوبيل وانها الملكة لذا من اللطيف ان نحضر ونحتفل." وضمت القافلة مشاركين من نيوزيلاندا كانوا يجدفون على قواربهم الصغيرة ويرتدون ملابسهم التقليدية إضافة الى بحارة واشخاص يرتدون ملابس القراصنة ليبدو المشهد مهرجانا للألوان يضم مشاركين من كل اركان الارض. وضمت القافلة ايضا زوارق شاركت عام 1940 في اجلاء القوات البريطانية وقوات الحلفاء من دانكيرك بشمال فرنسا -وهي عملية انقاذ شهيرة قامت بها سفن وزوارق من كل الاشكال والاحجام وتعتبر فصلا مشهودا من التاريخ البريطاني. وقال المنظمون ان قافلة يوم الاحد كانت الاكبر من نوعها منذ تنظيم قافلة مشابهة للملك تشارلز الثاني وقرينته كاثرين اوف براجانزا عام 1662 . كما شارك في القافلة الزورق موتور توربيدو بوت 102 الذي تفقد من على ظهره قائد قوات الحلفاء الجنرال دوايت ايزنهاور ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل السفن الحربية قبل يوم من انزال نورماندي عام 1944 الذي اجتاح فيه الحلفاء فرنسا التي كانت تحت الاحتلال النازي. ومرت القافلة تحت 14 جسرا ومرت بمعالم هامة من بينها مبنى البرلمان وكاتدرائية سان بول وبرج لندن. ومن بين السفن الأخرى المشاركة في الموكب السفينة أمازون التي شاركت أيضا في احتفالات العيد الماسي للملكة فيكتوريا عام 1897 عندما كانت الامبراطورية البريطانية لا تغيب عنها الشمس. وظهرت انباء قافلة اليوبيل الماسي على المواقع الاخبارية في انحاء العالم وكانت من اكثر الموضوعات متابعة على موقع تويتر وتراوحت التدوينات الخاصة بها من التهنئة إلى السخرية. ورغم ان الملكة ما زالت رأس الدولة في 16 بلدا من بينها استراليا وكندا وانها رئيسة الكومنولث البريطاني إلا أن بريطانيا مجرد طيف لامبراطوريتها السابقة. لكن الاهتمام بالاحتفال والاهتمام بالملكة اليزابيث امتد إلى المستعمرات السابقة مثل كندا. وقالت اماندا باتشلور خبيرة التسويق لرويترز من منزلها في تورونتو حيث كانت تشاهد التلفزيون "احترم الملكة اليزابيث الثانية على كياستها واجتهادها. "كونها ما زالت محل اهتمام الملايين من الناس في بريطانيا وخارجها على مدى ستة عقود شهدت تغييرات متسارعة شهادة على ما تتمتع به من حب. انها رمز للاستقرار والامن. انها نوع من التاريخ الحي." ويقول مؤرخون ومعلقون إن اليوبيل الماسي وما يصاحبه من صور البذخ والألق يمنح البلاد شعورا بالفخر الوطني في وقت يعاني فيه الاقتصاد من الركود ويواجه الشعب اجراءات تقشف صارمة. واقيمت احتفالات الشوارع في انحاء انجلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية بهذه المناسبة. وحضر الامير تشارلز وزوجته كاميلا عزف النشيد الوطني في وسط لندن قبل توجههما للمشاركة في القافلة النهرية الملكية. وستستمر الاحتفالات يوم الاثنين بحفل لأغاني البوب خارج قصر بكنجهام -مقر إقامة الملكة في لندن- يشدو فيه مطربون من بينهم بول مكارتني وستيفي وندر. وتصل الاحتفالات إلى ذروتها يوم الثلاثاء بقداس في كاتدرائية سان بول في وسط لندن يعقبه جولة للملكة في موكب لعربات تجرها الخيول على طول الطريق المؤدي لقصر بكنجهام حيث ستحيي الملكة الحشود من شرفة القصر. (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) من مايك كوليت وايت ومايكل هولدن