مقديشو (رويترز) - كثفت قوات الاتحاد الافريقي والحكومة الصومالية هجومها على مقاتلي حركة الشباب في الأحياء الشمالية للعاصمة الصومالية يوم الأربعاء مما أجبر مئات الأسر على الفرار والتوجه إلى وسط المدينة. وتحاول قوة الاتحاد الافريقي التي تسيطر بالفعل على أغلب أجزاء العاصمة التقدم عبر ممر أفجويي الذي كان يوما منطقة ريفية إلى الشمال الغربي من مقديشو لكنه أصبح الآن يضم مئات الآلاف من الصوماليين الذين أخرجوا من منازلهم. ويمتد الممر الذي يعتقد أنه يضم أكبر تجمع للنازحين في العالم نحو 30 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مقديشو إلى أفجويي معقل حركة الشباب. وبدأت قوة الاتحاد الافريقي زحفها يوم الثلاثاء وسيطرت على جزء من قرية تري ديشو على بعد 13 كيلومترا من العاصمة. وقال وزير الدفاع الصومالي حسين عرب عيسى في اديس ابابا "نجحت (القوات) في السيطرة على اراض جديدة نحو أفجويي ونأمل ان نسيطر نهائيا على افجويي وربما أبعد من ذلك خلال 24 او 48 ساعة القادمة." واضاف لرويترز "الاهداف هي ضمان ان نصل بين كل اقاليم الصومال. هذه العملية تسير وفقا للهدف المحدد." وقال الكابتن ندايراجيجي كومي المتحدث باسم القوة إن قوات بوروندية من بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميسوم) تتقدم اليوم من تري ديشو في اتجاه ايلاشا وأفجويي لكنها تلقى مقاومة من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأضاف "نريد السيطرة على ايلاشا وإذا لم نتعطل بسبب المقاومة سنسيطر على أفجويي. صادرنا مدفعين مضادين للطائرات وضعا على سيارتين ودمرنا واحدا امس. كما رأينا نحو 40 جثة منتفخة من الشباب تحت الأشجار. قتلوا في معركة أمس." وتشن حركة الشباب حملة دامية منذ خمس سنوات للاطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وفرضت احكام الشريعة الاسلامية برؤيتها المتشددة على البلاد التي غرقت في العنف طوال العقدين الماضيين. وما زالت الحركة تسيطر على أجزاء من وسط الصومال وجنوبه لكن قوات كينية واثيوبية توغلت داخل الصومال تخرجها تدريجيا كما أن قوات الاتحاد الافريقي تعمل على طردها من مقديشو. وقالت حركة الشباب انها خسرت اربعة من مقاتليها وقتلت ثلاثة من قوات الاتحاد الافريقي وهو ما نفاه كومي. وقالت الحركة يوم الثلاثاء انها قتلت 30 جنديا. ومن الصعب التحقق من تقديرات اي من الطرفين للخسائر وهي تقديرات مبالغ فيها دائما. وقال الشيخ عبد العزيز ابو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية للشباب لرويترز "اعداؤنا يعدون ثانية لمزيد من المعارك لكننا مستعدون." ويأمل المدنيون الفارون أن يجدوا مكانا آمنا في وسط مقديشو. وقالت فرهيا ادن وهي ام لاثنين لرويترز في سوق البكارة "فررنا مع الاطفال في الصباح الباكر...لا يمكننا أن نبقى هناك لأن القذائف تتساقط وصوت الرصاص يدوي حولنا." ومضت تقول "الناس مذعورون... لم يكن لدينا وقت لأخذ كل متعلقاتنا." وقال منسق الاممالمتحدة للشؤون الانسانية والسكان في الصومال ان استمرار القتال قد يؤدي إلى نزوح مزيد من السكان. وقال مارك بودن في بيان "ما زلت قلقا من ان يؤدي استمرار الاعمال العدائية والقتالية إلى مزيد من النزوح وهو ما من شأنه ان يزيد من الضغط على قدرة المخيمات والمجتمعات المضيفة في مقديشو او يدفع الناس بعيدا عن المساعدات الضرورية التي يحتاجونها." وقال أحد السكان ويدعى حسين فرح إنه رأى الكثير من المقاتلين يركبون سيارات وبعضهم يحمل مدافع رشاشة على الكتف. وأضاف عند نقطة تفتيش منعه عندها جنود صوماليون هو وأسرته من دخول العاصمة "ربما تستغرق سيطرة الحكومة على تلك المنطقة وقتا." وقال الكابتن أحمد نور ضابط الشرطة الصومالي إن القوات الحكومية سدت الطريق لأنها لا ترغب في أن يحاصر مدنيون في مرمى النيران. وأضاف "هناك تحركات عسكرية بامتداد الطريق. حضر الكثير من الأسر وسنسمح بدخول من تبقى منهم لاحقا عندما نعيد فتح نقطة التفتيش." ويقول الاتحاد الافريقي إنه من خلال تأمين ممر أفجويي فإن ذلك سيتيح توصيل المساعدات إلى 400 ألف شخص. ولم يتسن الاتصال بحركة الشباب للتعقيب اليوم لكن الحركة قالت امس إن أفرادها قتلوا نحو 30 جنديا. ومن الصعب التحقق من أقوال أي من الجانبين عن تقديرات القتلى التي كثيرا ما يجري المبالغة فيها. وقال شاهد من رويترز في مدرج للطائرات بمقديشو حيث تم شن الهجوم إنه رأى أمس جثتي جنديين صوماليين وجنديين مصابين من بوروندي. (اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)