حاول الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس التوصل الاحد الى تشكيل حكومة ائتلافية لتجنب اجراء انتخابات تشريعية جديدة يمكن ان تؤدي الى افلاس البلاد وخروجها من منطقة اليورو، الا ان الشكوك لا تزال تخيم حول ما افضت اليه مشاورات الحكومة. ولم تتح لقاءات بابولياس مساء الاحد مع قادة الاحزاب النيابية الصغيرة التوصل الى تشكيل حكومة ائتلاف، واشار التلفزيون الرسمي الى ان المباحثات مع التشكيلات الرئيسية الثلاث واليسار المعتدل ستستانف الاثنين. وصرح فوتيس كوفليس زعيم حزب اليسار الديموقراطي (ديمار) اثر لقائه الرئيس اليوناني مساء الاحد "لقد قال لي الرئيس انه ومع الاسف ليس من الممكن حتى الان تشكيل حكومة وحدة". وكان بابولياس استقبل صباحا لمدة تسعين دقيقة زعماء اليمين والاشتراكيين وحزب سيريزا اليساري المتشدد لاقناعهم بتشكيل حكومة ائتلاف. ولدى خروجه من الاجتماع صرح زعيم حزب باسوك الاشتراكي ايفانغيلوس فينيزيلوس انه "افضى الى مأزق"، مؤكدا ان "تفاؤله محدود" في التوصل الى اتفاق محتمل مع حزب ديمار اليساري الموالي لاوروبا. من جهته قال زعيم حزب الديموقراطية الجديدة المحافظ انطونيس سماراس ان حزب سيريزا رفض مجددا المشاركة او حتى دعم حكومة ائتلاف وان تعهد ب"اعادة التفاوض" بشأن الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي الذي يفرض على البلاد تطبيق خطة تقشف صارمة. وصرح سماراس للصحافيين "بذلت كل الجهود للتوصل الى تعاون شامل". واضاف الزعيم المحافظ ان "سيريزا يرفض ليس فقط قبول تشكيل حكومة قابلة للاستمرار بل حتى دعم حكومة ستعيد التفاوض بشروط الاتفاق". اما زعيم اليسار الراديكالي فاكد الاحد ان اتفاقا تم التوصل اليه بين ثلاثة احزاب - محافظون واشتراكيون وحزب يساري صغير - لتشكيل حكومة انتقالية لسنتين مكلفة تنفيذ خطة التقشف "الاجرامية" في اليونان. وقال اليكسيس تسيبراس زعيم حزب سيريزا بعد محادثات عن الازمة مع المحافظين والاشتراكيين امام الرئيس بابولياس "ان ثلاثة احزاب اتفقت على خطة لتشكيل حكومة لسنتين بغية تطبيق الاتفاق حول القرض (لانقاذ اليونان). فهم يمثلهم 168 نائبا في البرلمان الجديد ويملكون الغالبية". ونفى حزب ديمار على الفور ذلك في بيان واصفا تأكيدات تسيبراس بانها "اكاذيب معيبة". الا ان زعيم حزب ديمار فوتيس كوفيليس اعتبر ان "الآمال ضئيلة". وقال لقناة ميغا قبل ساعات على بدء الاجتماع ان حزب ديمار يطالب بان "تتخلى" الحكومة الجديدة عن خطة التقشف الصارمة التي فرضها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي على البلاد والعودة "فورا" عن القوانين المتعلقة بالعمل وعن خفض الرواتب وتسهيل اعمال الصرف. واضاف "اشك في امكانية التوصل الى اتفاق. لدي آمال ضئيلة". الا ان حزب سيريزا رفض المشاركة في حكومة تلتزم بتعهدات اليونان حيال الدائنين. وخلال المساء، استقبل بابولياس زعماء الاحزاب البرلمانية الصغيرة وفي طليعتهم بانوس كامينوس زعيم حزب اليونانيين المستقلين (يمين قومي 10,6% من الاصوات اي 33 مقعدا)، المعارض لشروط اتفاقات القروض الى اليونان التي فرضها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي. وصرح كامينوس للصحافيين عقب اللقاء انه عرض عليه رسالة من رئيس الحكومة الاخيرة لوكاس باباديموس حول وضع الاقتصاد اليوناني، الا انه اضاف انه لم يتم اطلاعه على مضمون تلك الرسالة. اما زعيم الحزب الشيوعي (8,48% 26 مقعدا) اليكا باباريغا فقد صرح عند خروجه من الاجتماع ان هذه المشاورات مجرد "مظاهر لخداع الشعب اليوناني". ولا بد من التوصل الى حل بحلول الخميس، الموعد المحدد لاول جلسة للبرلمان الجديد والا ستنظم انتخابات جديدة في حزيران/يونيو. واظهرت اخر استطلاعات الرأي ان غالبية اليونانيين يريدون حلا. وذكر معهد كابا في استطلاع نشرته الاحد صحيفة "تو فيما" ان 72% من اليونانيين يعتبرون ان على الاحزاب التعاون "باي ثمن" لتبقى اليونان في منطقة اليورو و78% يريدون حكومة "تقوم بكل ما في وسعها" لتحقيق هذه الغاية. لكن الاستطلاع نفسه اظهر انه في حال تنظيم انتخابات جديدة سيصل حزب سيريزا في المرتبة الاولى مع 20,5% من الاصوات مقابل 18,1% للمحافظين و12,2% لاشتراكيي حزب باسوك. وقال دائنو اليونان بدءا بالاتحاد الاوروبي والمانيا بوضوح في الايام الماضية، انه في حال تخلفت اثينا عن التزاماتها في اطار القروض الممنوحة بموجب خطة الانقاذ فانهم سيتوقفون عن دفع الاموال وسينظرون في احتمال خروجها من منطقة اليورو. وحذر رئيس البنك المركزي الالماني ينس فيدمان السبت من "انه اذا لم تحترم اثينا وعودها سيكون الخيار ديموقراطيا. والنتيجة ستكون الغاء القاعدة لحصولها على مساعدات جديدة". والجمعة قال وزير المال الالماني ولفغانغ شوبل ان "منطقة اليورو يمكنها تحمل خروج اليونان من منطقة اليورو". وتقدر بروكسل لليونان في توقعاتها الاقتصادية الاخيرة انكماشا ب4,7% هذا العام ونموا معدوما العام المقبل. وعلى اليونان تسديد 435 مليون يورو من الديون في 15 ايار/مايو.