باريس (رويترز) - قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه يوم الجمعة ان فرنسا تعكف على وضع مسودة قرار جديد بمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يهدف الى السماح بنشر قوة مراقبة اكبر حجما في سوريا يصل قوامها الى 500 مراقب فضلا عن طائرات هليكوبتر. ويفترض أن يتبنى مجلس الامن الدولي اقتراحا بارسال قوة مراقبة اكبر في اطار خطة من ست نقاط وضعتها الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية للتحول السياسي في سوريا. والمجلس منقسم بين دول غربية تريد الاطاحة بالرئيس بشار الاسد في جهة والصين وروسيا اللتين تدعمانه في جهة اخرى. وقال جوبيه لتلفزيون (بي.اف.ام) "هذه فرصتنا الاخيرة لتفادي حرب أهلية... لدينا هذا الاتفاق (الذي أبرمه كوفي عنان) مع كل شركائنا وبالتالي علينا أن نعطيه فرصة لبضعة ايام أخرى. يجب أن نعطي مهمة عنان كل فرصة للنجاح بما في ذلك توفير قوة مراقبة قوامها 500 فرد." تأتي تصريحات جوبيه في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم عنان مبعوث الجامعة العربية والاممالمتحدة الى سوريا ان الفريق الطليعي بالكامل المكون من 30 من مراقبي وقف اطلاق النار سينشر في سوريا في الاسبوع القادم وان الترتيبات جارية لارسال ما يصل الى 300 مراقب أعزل الى هناك. وكثفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الخميس الضغط على دمشق قائلة ان على مجلس الامن الدولي ان يبحث تبني قرار يفرض عقوبات يمكن تطبيقه اذا لم تسمح سوريا بنشر بعثة مراقبة كافية. وكانت حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يخوض الجولة الاولى من معركة الترشح للانتخابات لولاية ثانية يوم الاحد قد دعت الاسد مرارا الى التنحي. كما قالت ايضا انها ستدعم العمل العسكري اذا صدر تفويض من الاممالمتحدة وهو أمر غير مرجح بسبب معارضة موسكو وبكين للتدخل. وقال جوبيه "اذا لم تنجح (البعثة) خلال بضعة ايام او اسابيع فاننا سننتقل الى المرحلة التالية وقرار جديد يتضمن عقوبات وتدخلا كما اشارت السيدة كلينتون." وقالت كلينتون ان قرارا يقترح عقوبات سيقابل باستخدام حق النقض (الفيتو) في الوقت الحالي لكن على القوى العالمية أن تضغط من أجل استصدار قرار بعقوبات يقوم على الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة ويشمل عقوبات على السفر وعقوبات مالية وحظرا على التسلح وتدخلا عسكريا في نهاية المطاف. وقال المرشح الاشتراكي لانتخابات الرئاسة فرانسوا هولاند يوم الجمعة انه سيرسل قوات الى سوريا في حالة اذا أجازت الاممالمتحدة التدخل العسكري. وأضاف هولاند الذي تقدم بفارق كبير على ساركوزي في استطلاع للرأي بشأن جولة الاعادة التي تجري في السادس من مايو ايار لاذاعة اوروبا 1 "اذا تم (التدخل العسكري) في اطار الاممالمتحدة فاننا سنشارك في هذا التدخل." ويوم الجمعة هو الاخير الذي يستطيع فيه المرشحون ممارسة الدعاية الانتخابية قبل الجولة الاولى من الانتخابات يوم الاحد. وأظهرت اربعة استطلاعات للرأي تقدم هولاند على الرئيس في هذه الجولة. وقال جوبيه عن تصريحات هولاند "المسألة ان هولاند يحاول دائما التقدم. من السهل جدا قول اننا ندعم التدخل العسكري اذا صدر قرار لكن المشكلة هي معرفة ما اذا كان هذا ممكنا." (اعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)