واشنطن (رويترز) - قالت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي يوم الخميس انها تتوقع دعما تمويليا كبيرا للصندوق يساعده في حماية الدول من أزمة ديون منطقة اليورو بعد أن اتخذت أوروبا خطوات هامة من جانبها. ووصفت لاجارد منطقة اليورو بأنها "بؤرة خطر محتمل" يتهدد انتعاشا اقتصاديا عالميا لا يزال "خجولا وهشا" وحثت صانعي السياسة في الاتحاد الاوروبي على ضخ بعض أموال الانقاذ مباشرة في بنوك الاتحاد المتعثرة. وقالت لاجارد في مؤتمر صحفي في بداية اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي "نتوقع زيادة مواردنا بشكل كبير نتيجة لهذا الاجتماع." ويريد صندوق النقد الدولي الحصول على تمويل جديد لا يقل عن 400 مليار دولار لمضاعفة موارده لمواجهة أزمة ديون منطقة اليورو وأي امتداد لها الى دول أخرى. وحتى الان جمع الصندوق 320 مليار دولار جميعها من الدول الاوروبية واليابان ويريد مساهمات اضافية من اقتصادات صاعدة كبرى لا تزال تقاوم ذلك حتى تضمن الحصول على دور أكبر في ادارة الصندوق. ويمكن أن يؤدي سعي الصندوق لحماية دول خارج أوروبا -قد تواجه صعوبات اذا اتسعت أزمة منطقة اليورو- الى تهدئة المخاوف في أسواق المال من مخاطر امتداد الازمة. وهناك قلق لدى المستثمرون من أن الازمة قد تضرب ايطاليا وأسبانيا وتجبرهما على الانضمام الى اليونان وأيرلندا والبرتغال في الحصول على انقاذ مالي. وتنتاب الاسواق مخاوف بشان قدرة أسبانيا على خفض العجز في ميزانيتها مع انكماش اقتصادها. وهبطت الاسهم العالمية يوم الخميس رغم طلب قوي على السندات الاسبانية مع استمرار شكوك المستثمرين في متانة الاوضاع المالية لمنطقة اليورو اضافة الى بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع في الولاياتالمتحدة مما أثر سلبا على المعنويات. ومن المنتظر أن يجتمع وزراء مالية دول مجموعة بريكس -البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا- في واشنطن في وقت لاحق يوم الخميس حيث سيتم مناقشة تعزيز موارد صندوق النقد الدولي. وقالت الصين والبرازيل وروسيا انها مستعدة للمشاركة لكنها تريد في المقابل مزيدا من حقوق التصويت في مجلس ادارة الصندوق. ومن المنتظر أن تبحث مجموعة الدول السبع المتقدمة تعزيز موارد الصندوق في اجتماع غير رسمي في وقت لاحق يوم الخميس ومن المتوقع أن يثار الموضوع في عشاء يضم مجموعة الدول العشرين المتقدمة والنامية وأيضا في اجتماع يوم الجمعة. وقالت لاجارد يوم الاربعاء وهي تعلن أحدث التطورات في تعهدات التمويل "تتزايد ضمانات حصول الصندوق على موارد كافية لمواجهة الازمات وتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي وتأتي ضمن اهتمامات جميع الاعضاء في الصندوق." وتأمل لاجارد في جمع 400 مليار دولار على الاقل في اجتماعات هذا الاسبوع التي تختتم يوم السبت باجتماع للجنة السياسات المالية والنقدية بالصندوق ولجنة التنمية المشتركة بين صندوق النقد والبنك الدولين. وأدى ارتفاع تكلفة الاقتراض في أسبانيا وايطاليا الى تسريع جهود جمع التمويل وحذر صندوق النقد من ان تداعيات اتساع الازمة قد تقوض الانتعاش الاقتصادي العالمي. وامتنعت الولاياتالمتحدة عن المساهمة في تمويلات جديدة لكنها ألقت بثقلها أمس وراء الجهود لجمع مزيد من التمويل من دول أخرى.