خرجت تظاهرات في مناطق سورية عدة الجمعة في ما اطلق عليه اسم جمعة "خذلنا العرب والمسلمون"، كما وقعت اشتباكات ومواجهات بين القوات النظامية من جهة والمتظاهرين والمنشقين من جهة ثانية اوقعت 29 قتيلا، في وقت طالب الموفد الدولي كوفي انان الرئيس السوري بشار الاسد بتطبيق خطته لوقف العنف في البلاد على الفور. وقال احمد فوزي المتحدث باسم موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، الجمعة انه يتعين على الرئيس السوري "تنفيذ الخطة على الفور". واضاف "بوضوح، لم نلاحظ وقف الاعمال الحربية ميدانيا. هذا يثير قلقنا الشديد"، مشددا على ان خطة انان يجب تطبيقها "الان". وسيتحدث انان الاثنين الى مجلس الامن الدولي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من جنيف لاطلاعه على الوضع. وتدعو خطة انان الى وقف القتال من جانب جميع الاطراف تحت اشراف الاممالمتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث. وافاد دبلوماسيون الجمعة ان الاممالمتحدة تعتزم نشر بعثة مراقبين من 250 شخصا في حال وقف اطلاق النار في سوريا. وطلبت الاممالمتحدة من دمشق ان تسمح بارسال فريق من الخبراء من هيئة عمليات حفظ السلام ليدرسوا على الارض توافر شروط هذا الانتشار. ولم ترد الحكومة السورية على الطلب بعد. واكد المتحدث باسم انان احمد فوزي لوكالة فرانس برس ان هيئة عمليات حفظ السلام "تستعد لارسال بعثة" الى سوريا، دون اعطاء تفاصيل اخرى. واعلنت الولاياتالمتحدة الجمعة فرض عقوبات ضد وزير الدفاع السوري وضابطين كبيرين في الجيش السوري. وتتضمن العقوبات التي اعلنتها وزارة الخزانة تجميد الارصدة التي قد يملكها هؤلاء الاشخاص الثلاثة، وهم داود راجحة ومنير اضنوف وزهير شاليش، في الولاياتالمتحدة، ومنع الرعايا الاميركيين من اجراء اي اتصال معهم. كما اعلنت كندا اضافة 12 فردا جديدا ومؤسستان نفطيتان الى قائمة الافراد والكيانات التي تخضع لتجميد الارصدة وحظر التحويلات الاقتصادية كما اعلنت وزارة الخارجية الكندية. وبذلك يرتفع عدد المشمولين بهذه العقوبات الى 127 فردا و41 كيانا. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض الجمعة الى تنفيذ خطة مجلس الجامعة العربية الداعية الى تفويض الاسد صلاحياته الى نائبه لبدء عملية انتقالية. فيما اعتبرت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية الجمعة ان مقررات القمة "امتداد لسياسة الانظمة" القائمة على "اباحة التدخل الاجنبي" في سوريا ودفعها نحو حرب اهلية. ميدانيا ادت اعمال العنف الى مقتل 29 شخصا بينهم 27 مدنيا وعنصران من قوات الامن النظامية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس "خرج عشرات الالاف من المتظاهرين الجمعة في نقاط تظاهر كثيرة في مختلف مناطق سوريا، ولم تكن التظاهرات في بعض المناطق حاشدة بسبب الانتشار الامني والعسكري، وبسبب وجود الاف الناشطين والمتظاهرين في المعتقلات". وفي دمشق، خرجت تظاهرة في حي جوبر عملت قوات الامن على تفريقها قبل ان تقع اشتباكات بينها وبين منشقين، بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي. وسقط شاب ظهرا في اشتباكات حي جوبر، والتي عادت وتجددت مساء، كما قتل آخر برصاص الامن في تظاهرة في كفرسوسة بحسب المرصد. وخرجت تظاهرات في احياء القابون والحجر الاسود والميدان والعسالي والقدم "نادت باعدام الاسد وتسليح الجيش الحر"، بحسب الدمشقي. وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في مدينة دوما، بحسب ما افاد ناشطون في المكان، ورفع متظاهرون في مدينة عربين في ريف دمشق لافتات كتب عليها "صامدون حتى اخر نقطة دم"، و"سوريا تنزف". وفي عربين ايضا، سقط جندي من الجيش النظامي اثر هجوم مجموعة مسلحة منشقة على حاجز في المدينة، بحسب المرصد. وفي محافظة دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات بين منشقين وقوات الامن التي حاولت تفريق تظاهرة في مدينة القورية ما اسفر عن مقتل سبعة مدنيين. وفي حلب (شمال)، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي "بخروج 30 تظاهرة في المدينة و41 تظاهرة في مناطق الريف". وردد المتظاهرون هتافات تطالب باسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر و+يا الله ما ضل (لم يبق) غيرك يا الله+ في اشارة الى تخلي العرب والمسلمين عن الشعب السوري".. وقتل شخص في حلب برصاص لدى اطلاق الامن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي السكري، وقتل آخر في مدينة الباب بريف حلب اثر اطلاق رصاص على حافلة. واسفر انفجار عبوة "زرعها مجهولون" في حي المرجة في حلب عن اصابة 11 شخصا بجروح من بينهم ستة من عناصر القوات النظامية، وفقا للمرصد. وفي حماة (وسط)، افادت لجان التنسيق المحلية بسماع اطلاق نار في ساحة العاصي "خلال محاولة المتظاهرين الوصول الى الساحة". وافاد المرصد بمقتل "مواطن اثر اصابته بشظايا في حماة"، مشيرا الى خروج تظاهرة حاشدة في مدينة كرناز (ريف حماة). وقتل جندي في القوات النظامية في اشتباكات مع منشقين في قرية كفرهود، فيما تشهد قرى عدة اطلاق نيران من القوات النظامية واشتباكات ادت الى نزوح عدد كبير من السكان. وفي ادلب (شمال غرب) التي تتركز فيها العمليات العسكرية للجيش النظامي اخيرا، خرجت تظاهرات في عدة بلدات وقرى رغم الانتشار العسكري والامني. وقتل مدني في مدينة معرة النعمان برصاص قناصة. وفي حمص (وسط) خرج الاف المتظاهرين في حي دير بعلبة رغم سقوط قذائق واطلاق ورصاص كثيف على باقي الاحياء"، بحسب رامي عبد الرحمن. وقتل قتل خمسة اشخاص بنيران القوات النظامية في احياء حمص، ومواطنان في ريف حمص اثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقلهما قرب قرية بساس في ريف حمص. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق) خرج الاف المتظاهرين في مدينة راس العين ذات الغالبية الكردية في تظاهرات تطالب برحيل النظام. وقال المرصد في بيان ان "المدن الكردية في شمال وشمال شرق سوريا شهدت تظاهرات ضمت عشرات الالاف" من الاشخاص. واطلق على التظاهرات في المناطق الكردية اسم "جمعة حقوق الشعب الكردي"، وذلك في اشارة على "الاحتجاج عن اغفال حقوق الشعب الكردي في مؤتمر المعارضة الاخير في اسطنبول" بحسب ناشطين اكراد. وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس السوري ورفعوا الاعلام السورية قبل حزب البعث والاعلام الكردية، بحسب مقاطع بثت على الانترنت. وفي محافظة درعا (جنوب)، افاد عضو اتحاد تنسيقيات حوران لؤي رشدان عن خروج خمسين تظاهرة في المحافظة، مشيرا الى رفع لافتات "يا عرب يكفي تطنيش (تجاهل) الشعب السوري بدو يعيش". وفي مدينة داعل رفعت لافتات بالانكليزية "هل سيكون اجتماع اصدقاء سوريا كذبة اول نيسان؟" مرددين "ما رح نركع شيل الدبابة والمدفع". وقتل في محافظة درعا سبعة اشخاص بنيران القوات النظامية، بحسب المرصد اسوري لحقوق الانسان. وفي مشهد اخر، تجمع مئات السوريين الجمعة في وسط العاصمة دمشق في "يوم الارض". وهتف المجتمعون الذين اتوا للمشاركة بفعاليات "مسيرة القدس العالمية"، "ملايين السوريين بدنا نرجع فلسطين" وسط شعارات مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد. في بيروت اعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ان الخيار العسكري لاسقاط النظام السوري "انتهى" داعيا الى "حل سياسي يقوم على حوار بين السلطة والمعارضة". وقال نصر الله في خطاب القاه عبر شاشة امام حشد من انصاره بمناسبة افتتاح مجمع يضم مسجدا ومنشآت اخرى في الضاحية الجنوبيةلبيروت انه "من خلال الوضع الاقليمي والدولي (...) فإن اسقاط النظام (السوري) بالخيار العسكري انتهى". واضاف "بالوقائع الميدانية، المعارضة المسلحة عاجزة عن اسقاط النظام". واعتبر نصرالله ان "الرهان على العمل العسكري لاسقاط النظام هو رهان خاسر واعباؤه كبيرة جدا، المزيد من نزف الدماء والضحايا والخسائر البشرية والمادية من الطرفين". ودعا في المقابل الى "حل سياسي يقوم على حوار بين السلطة السورية والمعارضة، والتوافق على اصلاحات جدية وحقيقية وتنفيذ هذه الاصلاحات". وقال "اذا كنا نريد فعلا (..) سلامة المنطقة واستقرارها (..) الحل واحد هو الحل السياسي من خلال الحوار والاصلاح ونقطة على السطر".