دبي (رويترز) - اجتمع رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان مع زعماء ايران يوم الاربعاء وسط دلائل تشير الى أن طهران قد تخفف موقفها بشأن سوريا بعد دعمها المستمر للرئيس بشار الاسد خلال الانتفاضة المستمرة ضده منذ اكثر من عام. ووصل اردوغان الى طهران قبل الفجر على رأس وفد كبير من الوزراء والمسؤولين لاجراء محادثات بشأن سوريا والبرنامج النووي الايراني وتعزيز العلاقات الاقتصادية. وأبدت تركيا بشكل متكرر تأييدها لحق ايران في انشاء برنامج نووي سلمي لكنها تختلف معها بشأن سوريا حيث قتل الالاف في حملة الحكومة على المعارضين المسلحين والمحتجين المناهضين لها. وحث اردوغان الرئيس السوري على التنحي وسمح لجماعات المعارضة بالاجتماع في اسطنبول. وهون مسؤول تركي من شأن الخلافات بشأن سوريا وقال لرويترز "انهم يحترمون قيادتنا واراءنا. هناك تعاون طيب بيننا وبين ايران وهم يعلمون أننا نحاول تحقيق الاستقرار في المنطقة." وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي على هامش المحادثات ان بلاده ستدعم أي اتفاق بين القيادة السورية ومبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي عنان الذي من المنتظر أن يزور طهران الاسبوع القادم. وساندت الصين وروسيا خطة سلام رعتها الاممالمتحدة تدعو الى الحوار الوطني لكنها لا تدعو الى تنحي الاسد. لكن دبلوماسيا في طهران قال ان الاحداث في سوريا ألحقت ضررا كبيرا بالعلاقات بين تركيا وايران وان الكثيرين يعتقدون أن هذه القضية هي الاهم في الزيارة. وقال "هناك شعور بأن سوريا أصبحت اكثر أهمية من القضية النووية... ايران لا تقبل موقف تركيا وهي تعول لذلك على الصين وروسيا. وربما يساعد هذا اردوغان لكن عليه فعل الكثير." وأجرى اردوغان محادثات بشأن ايران مع الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاحد في كوريا الجنوبية مما أثار تكهنات بأن تركيا تنقل رسالة من واشنطن الى طهران رغم أن مسؤولا تركيا نفى ذلك. وقال أوباما في سول ان هناك وقتا لحل النزاع من خلال العمل الدبلوماسي لكن الفرصة تضيق. وتقول ايران ان من حقها تطوير برنامج نووي سلمي لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يشتبهون في أنها تحاول صنع أسلحة نووية. وقال المسؤول التركي "ليست هناك رسالة جديدة بخصوص القضية النووية. تركيا لا تحمل رسالة. هذه مجرد تكهنات. رسالتنا هي ما قلناه مرارا من قبل." وعرضت تركيا استضافة الجولة التالية من المحادثات بين ايران وبين مجموعة الدول الخمس زائد واحد -وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة الى جانب المانيا- والتي يقول صالحي ودبلوماسيون غربيون ان من المتوقع أن تعقد في 13 ابريل نيسان. ولم يتأكد بعد مكان المحادثات. وأردف المسؤول التركي "عرضنا استضافة الاجتماع لكن ليس من المهم مكانه .. المهم هو مدى نجاحه." ويقول محللون انه برغم الخلاف بشأن سوريا ربما تستعرض تركيا عضلاتها وتصبح صاحبة تأثير كبير على ايران. وقال علي الانصاري الاستاذ بجامعة سانت اندروز في اسكتلندا "ايران فعليا في وضع صعيف للغاية على المستوى الاقليمي وستحتاج الى تركيا اكثر من حاجة ألاتراك لها في الوقت الحالي." وتهتم محادثات يوم الاربعاء بالتعاون الاقتصادي أيضا. وقفز التبادل التجاري بين البلدين الى 16 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية. وتحرص ايران على بناء العلاقات التجارية لتقليل أثر العقوبات الجديدة المشددة التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة على قطاع المال وقطاع الطاقة الايرانيين. وقالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان اردوغان قال في مؤتمر صحفي مع محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الايراني ان الحجم المستهدف للتبادل التجاري هو 35 مليار دولار بحلول 2015. واتفقت ايران وتركيا على تعيين مبعوثين خاصين متبادلين لدعم التعاون بين البلدين. وقد تمثل هذه السياسة خطرا على العلاقات مع الغرب. وفشلت انقرة الاسبوع الماضي في الحصول على اعفاء من واشنطن لمشتريات تركيا من النفط الخام الايراني. (اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)