اعتمد مجلس الامن الدولي الاربعاء بيانا رئاسيا يطالب بان تطبق سوريا "فورا" الخطة التي عرضها المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لحل الازمة ويتضمن تحذيرا مبطنا باتخاذ اجراءات دولية. وتم التصويت على البيان فيما كانت أحياء في مدينة حمص تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية، بعد ساعات على اشتباكات وقعت فجرا في مدينة حرستا في ريف دمشق بين القوات النظامية ومنشقين. وبعد مفاوضات مكثفة بين القوى الكبرى، وافقت روسيا والصين على النص الذي قدمته فرنسا ويدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى العمل في اتجاه وقف العنف وانتقال ديموقراطي. ويقدم البيان الذي ليس له قوة قرار صادر عن مجلس الامن دعما قويا لانان والخطة الواقعة في ست نقاط التي عرضها خلال محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق في وقت سابق هذا الشهر. وينص على ان مجلس الامن "سينظر في خطوات اضافية" اذا لم يلتزم الاسد بتطبيق خطة انان. وتدعو خطة انان الى وقف القتال وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وارساء هدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف. واشادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء بالبيان، وحضت الرئيس السوري بشار الاسد على تطبيق خطة كوفي انان والا فانه سيواجه "المزيد من الضغوط". وقالت كلينتون ان الخطوة التي اتخذها مجلس الامن المنقسم حيال الازمة في سوريا "ايجابية". من جهتها، اشادت الصين بالبيان ووصفته بانه خطوة ايجابية باتجاه التوصل الى تسوية سياسية للازمة في سوريا ودعت دمشق الى "وقف العنف فورا". ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة الحكومية عن مندوب الصين الدائم في الاممالمتحدة قوله ان الصين حثت سوريا على "دعم مهمة (مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي) انان والتنسيق معه، ووقف العنف فورا، وابداء الارادة السياسية واطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة". وناشد كوفي انان الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاربعاء دمشق "الرد ايجابا" على دعوة مجلس الامن الدولي للسلطات السورية الى تطبيق خطة الست نقاط التي طرحها لحل الازمة. وقال احمد فوزي المتحدث باسم انان ان "الدعم المتضامن لمجلس الامن في ما يتعلق بجهوده شجعه (انان) وهو يناشد السلطات السورية الرد ايجابا" على خطته. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاربعاء ان بعثة تقييم المساعدات الانسانية الدولية في سوريا زارت مدينة ادلب (شمال غرب) التي سيطر عليها الجيش قبل اسبوع. وقالت الوكالة ان "وفدا مشتركا من الاممالمتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي قام بزيارة الحي الشمالي والضبيط والناعورة في مدينة ادلب اليوم وابدى ارتياحه لواقع المدينة حيث بدت الحياة طبيعية هادئة والخدمات متوفرة". واشارت الى ان الوفد التقى محافظ المدينة ياسر الشوفي الذي لفت "الى اهمية زيارة الوفد في الاطلاع على حقيقة ما يجرى على ارض الواقع وان يستمع الى المواطنين المتضررين من ارهاب المجموعات الارهابية المسلحة وممارساتها الاجرامية". ونقلت الوكالة عن رئيس الوفد قوله ان "الجولة تندرج في اطار زيارة سوريا للوقوف على الواقع في المناطق المتوترة التي شهدت ضررا في البنية الاقتصادية"، اضافة الى "لقاء المواطنين والاستماع لوجهات نظرهم ومقترحاتهم في هذا الجانب". في الاثناء دانت الدول الغربية الكبرى ما وصفته بالجهود الايرانية لتسليح الحكومة السورية التي تشن حملة عنيفة على المناهضين لها. وقال دبلوماسيون انه وردت الى خبراء دوليين انباء عن عدد من الانتهاكات للعقوبات الدولية المفروضة ضد ايران خلال الاشهر الاخيرة تتعلق بنقل اسلحة من ايران الى سوريا. واضافوا انه يجري التحقيق في هذه الحالات. ميدانيا ادت عمليات الجيش السوري والمعارك بين جنوده ومنشقين الى مقتل ما لا يقل عن 41 شخصا بينهم 33 مدنيا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واستؤنفت المعارك بعد الظهر في حرستا التي تبعد عشرة كلم عن دمشق بين الجيش النظامي والمنشقين من عناصر الجيش السوري الحر، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيا على الاحتجاجات. وقصف الجيش لليوم الثاني على التوالي حي الخالدية في حمص وسط سوريا حيث قتل ثمانية اشخاص على الاقل، بحسب المرصد. وقتل 15 مدنيا بينهم ثلاثة اطفال في حمص برصاص قوات الامن وقصف الجيش لعدة احياء، بحسب المصدر ذاته. كما سقط ستة قتلى مدنيين في احيار دير بلبح. وقتل اربعة مدنيين في تلبيسه بمحافظة حمص. من جهة اخرى قتل جندي من الجيش النظامي في قلعة المضيق في محافظة حماه (وسط) حيث دخلت ناقلات جند بعد اطلاق قذائف ومن رشاشات ثقيلة، بحسب المرصد. وفي حماه قتل ثلاثة اطفال في اطلاق نار اضافة الى منشق من الجيش الحر في مواجهات مع جنود في حي الحميدية. وفي درعا (جنوب) قتل جنديان في انفجار بشاحنتهما، بحسب المرصد، كما قضى اربعة مدنيين في تبادل لاطلاق نار اعقب الانفجار. واظهرت اشرطة فيديو بثها ناشطون على الانترنت تظاهرات ليلية في دمشق وحلب هتف خلالها متظاهرون "سوريا تريد الحرية". من جانب آخر سجل اعتداء بسيارة مفخخة مساء الثلاثاء في منطقة درعا مهد الاحتجاجات في سوريا ما اوقع قتلى وجرحى، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية. واضافت الوكالة ان الاعتداء خلف اضرارا كبيرة في المباني. وسجلت السبت والاحد ثلاثة اعتداءات بسيارات مفخخة استهدفت مبان امنية في دمشق وحلب مخلفة عشرات القتلى والجرحى، بحسب السلطات.