ابدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تشككها في امكانية انسحاب القوات الالمانية المنتشرة في افغانستان في اطار قوة الحلف الاطلسي بحلول العام 2014 وذلك في خلال زيارة مفاجئة لهذا البلد غداة مقتل 16 مدنيا على يد جندي اميركي. وفي حديث هاتفي مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي قدمت ميركل "احر التعازي" لمقتل المدنيين في ولاية قندهار الجنوبية، بحسب المتحدث باسم كرزاي. وقالت ميركل الاثنين في اثناء زيارة للقوات الالمانية المتمركزة في مزار الشريف، شمال افغانستان، ان الوضع الحالي لا يتيح تاكيد "قدرتنا اليوم على الانسحاب من هنا". وتابعت "لذلك لا يمكنني تاكيد ان نتمكن من ذلك مع حلول 2013/2014"، على ما نقلت عنها وكالة الانباء الالمانية دي بي ايه التي سمح لها بمواكبة ميركل في اثناء رحلتها. واضافت "النية موجودة، نريد اتمام ذلك، ونعمل عليه"، بحسب الوكالة. وكان الحلف الاطلسي اعلن في كانون الثاني/يناير انه ملتزم سحب قواته المقاتلة من افغانستان مع نهاية 2014 حيث ستتولى القوات الافغانية مسؤولية الامن في البلاد بالكامل. والمانيا هي البلد الثالث من حيث عدد الجنود المشاركين في قوة الحلف الاطلسي التي يبلغ عديدها 130 الف جندي، بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وحدد عديد القوات الالمانية المشاركة ب4900 جندي في الاول من شباط/فبراير، لكن يتوقع سحب 500 جندي اضافي مع نهاية 2013 قبل الانسحاب الكامل. واشارت استطلاعات راي الى ان مهمة القوة الالمانية وهي الاولى الاوسع للجيش الالماني خارج اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية تفقد المزيد من الشعبية في البلاد. ووصلت ميركل الى افغانستان وسط تصاعد التوتر في هذا البلد في اعقاب قيام جندي اميركي بقتل 16 قرويا من بينهم نساء واطفال في منازلهم في قندهار، معقل طالبان، فجر الاحد. وقال ايمال فايزي المتحدث باسم كرزاي لفرانس برس في كابول ان ميركل "اعربت عن تعازيها باسمها وباسم الشعب الالماني للرئيس في الابرياء الذين قتلوا في قندهار". كما دعت ميركل كرزاي الى زيارة المانيا قبل قمة الحلف الاطلسي المرتقبة في شيكاغو في الولاياتالمتحدة في شهر ايار/مايو، بحسب فايزي. وهنأت ميركل الرئيس الافغاني على التقدم المحرز في تدريب قوى الامن الافغانية وحثت كابول على المثابرة في عملية المصالحة السياسية مع الجماعات المسلحة مثل طالبان. واجج هجوم الاحد المشاعر المعادية للغرب في افغانستان بعد حادثة احراق المصاحف في قاعدة اميركية في الشهر الفائت. وسحبت المانيا وغيرها من دول الحلف الاطلسي مستشاريها من المؤسسات الافغانية بعد مقتل عنصرين من القوة الدولية بالرصاص في اعقاب حادث احراق المصاحف. واثار احراق المصاحف مظاهرات معادية للاميركيين استمرت اياما وقتل فيها حوالى 40 شخصا كما احدث توترا شديدا في العلاقات بين القوات الاجنبية والسلطات الافغانية. ياتي ذلك فيما تسعى الولاياتالمتحدةوافغانستان عبر محادثات شاقة الى اتفاق استراتيجي يحدد شراكتهما بعد انسحاب القوات الاجنبية المقاتلة من البلاد المقرر في 2014. ويرجح ان يتناول الاتفاق المحتمل الوضع القانوني لاي قوة اميركية تبقى في افغانستان لمساعدة كابول في اعمال الاستخبارات وسلاح الجو والعمليات اللوجستية في مكافحة متمردي طالبان. وهذه الزيارة هي الاولى لميركل منذ كانون الاول/ديسمبر 2010 الى افغانستان حيث وصفت المواجهات الجارية فيها ب"الحرب" للمرة الاولى. وارادت المستشارة في زيارتها الرابعة الى افغانستان منذ 2005 زيارة قندز في شمال البلاد، لكنها عادت عن ذلك نتيجة التساقط الكثيف للثلوج. كما وجهت ميركل تحية الى 52 جنديا المانيا سقطوا في افغانستان منذ نشر قوة الحلف الاطلسي في 2001.