القاهرة (رويترز) - حلم الوصول لمنصب رئيس الدولة يداعب مصريين أقل شهرة على الرغم من أن صور المرشحين المشهورين تملا صفحات الصحف وشاشات التلفزيون في بلاد شهدت في السنوات الماضية طفرة في مجال الاعلام. ومن بين المشهورين الساعين للترشح عمرو موسى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية وأحمد شفيق اخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ومنصور حسن الذي عمل في حكومة الرئيس الراحل أنور السادات وعبد المنعم أبو الفتوح العضو القيادي السابق في جماعة الاخوان المسلمين. أما من بين المرشحين الاقل شهرة الذين تحدثوا لرويترز محسن فؤاد فايد الذي يعمل مدرسا بكلية الهندسة جامعة الزقازيق شمال شرقي القاهرة ويقول انه لا ينتمي لحزب أو تيار سياسي وان مصلحة مصر ستحدد اتجاهه. ويضيف أن ما يمكن أن يميزه عن المرشحين المحتملين الاخرين للمنصب هو أنه "يعتمد على مساعدين ذوي خبرات مختلفة على قدر من المسؤولية و/لديهم/ القدرة على ادارة المنظومة الحاكمة... لو جئنا بواحد (رئيس) أمي لا يقرأ ولا يكتب ومعه مجموعة تساعده عندها القدرة والخبرة سيكون حاكما ناجحا." ويرى فايد (42 عاما) أن المشكلة التي يمكن أن تواجهه في المنصب هي "عدم القدرة على التغيير (لدى الناس) وتأقلمهم على الوضع الذي يعيشونه." وفي رأيه أن "الانفلات الامني" هو أكبر مشكلة تواجه مصر. وبعد أيام من مواجهات عنيفة وقعت بين المحتجين الذين أسقطوا الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط من العام الماضي وقوات الامن انسحبت القوات من الشوارع وسادت حالة من عدم الاستقرار الامني لا تزال قائمة على الرغم من جهود تبذلها وزارة الداخلية لمكافحة الخروج على القانون. وتعيد مصر بناء نظامها السياسي لعصر ما بعد مبارك لكن فايد يقول انه لا يستطيع الحكم على النظام السياسي الذي يعاد بناؤه والذي يمكن أن يكون هو أحد مكوناته البارزة قبل نهاية يونيو حزيران. ويقول "لا أستطيع القول انها (عملية اعادة بناء النظام) سليمة أو غير سليمة." ويبرر ذلك بأن المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ اسقاط مبارك ومجلس الشعب ومجلس الشورى لديها معلومات لا تتيحها لغيرها. ويقول محمد النشائي الساعي للترشح للرئاسة والذي تعلم في الغرب منذ صباه كما يقول وحصل على دكتوراه في الهندسة المدنية ودكتوراه في الميكانيكا التطبيقية ان ميوله السياسية ليبرالية. وأضاف النشائي (70 عاما) أنه يريد نظام حكم "أشبه بنظام حكم (الرئيس الراحل) جمال عبد الناصر لكن مع تلافي الاخطاء التي ارتكبها عبد الناصر مثل التضييق على الجماعات الاسلامية والصدام مع أمريكا." ويقول "لو كان البرنامج هو أساس نجاح المرشح لما كانت هناك صعوبة في استعارة برنامج أي حكومة ناجحة في دولة أخرى... الوضع (السياسي) الحالي يجب أن يتغير وأن يعود الامن وأن ترتفع مصر من الناحية الاقتصادية.. هذه ثلاث كوارث ستواجه أي رئيس قادم." وعلى خلاف قول جماعة الاخوان المسلمين التي لحزبها الحرية والعدالة الكتلتان الكبيرتان في مجلسي الشعب والشورى انها تفضل نظاما مختلطا من النظامين البرلماني والرئاسي قال النشائي "لا بد أن يكون نظام الحكم رئاسيا ويجب ألا يمس أحد سلطات رئيس الجمهورية (الواسعة)." وأضاف "وجود برلمان قوي أمام رئيس جمهورية ضعيف في الوقت الحالي يبقى اشكالية كبيرة... أشعر بأن هناك تخبطا. ربنا يستر." ويتوقع محللون نجاح المرشح الذي تؤيده جماعة الاخوان التي قالت انها لم تقرر بعد المرشح الذي ستؤيده. ووسط مخاوف من هيمنة الاسلاميين على الحياة السياسية قالت جماعة الاخوان انها لن تتقدم بمرشح منها لانتخابات الرئاسة لكن قالت انها ستؤيد مرشحا ذا مرجعية اسلامية الامر الذي يفسر بأنها لن تؤيد مرشحا علمانيا أو مسيحيا. وفتحت مصر باب الترشح للمنصب اليوم السبت ولمدة شهر تقريبا. وقال باسم خفاجي (49 عاما) الساعي للترشح للرئاسة ان اتجاهه السياسي "اسلامي مستقل لا يرتبط بالتيارات الاسلامية." وأضاف "رؤيتي السياسية هي (دفع) تطور الحياة الحرة في مصر. الدولة المدنية (في رأيي) هي غير المعادية للدين (الاسلامي)." وفي رأيه ان أهم مشكلة تواجه مصر حاليا هي "أن تنتقل من الثورة الى مرحلة النهضة... أن يشعر الشعب بأن الفترة القادمة أفضل مما مر به من العقود الماضية وكذلك السنة الماضية من الثورة." ويضيف خفاجي الذي يقول انه عمل رئيسا لمجلس ادارة شركة تعمل في مجال التقنيات ومدرسا جامعيا واستشاريا دوليا "المسألة الاهم الان في المجتمع المصري هي مسألة الرئيس الذي له هوية وليس رئيسا توافقيا لان الرئيس التوافقي يتم الاتفاق عليه في الغرف المغلقة." وقالت أحزاب وجماعات سياسية انه يجب التوافق على مرشح واحد أو أكثر من أجل أن ينفذ برنامجا لن تثار حوله اختلافات كثيرة. وخلافا لرأي النشائي قال خفاجي "الدولة المصرية التي ستكون تحت رئاسة باسم خفاجي ستهتم بالعدل وأن تكون مؤسسة الرئاسة ليست فردية وانما كيان مؤسسي يعمل به كثير من المستشارين... أن تكون هناك حكومة قوية يسمح لها بأكبر مساحة عمل ممكنة." ويطالب بأن يتركز عمل مؤسسة الرئاسة على "صناعة الرؤية (السياسية) وأن تكون صلاحيات الرئيس التنفيذية محدودة للغاية. سيكون هناك دور جديد وشكل جديد لمؤسسة الرئاسة." ويضيف أن من شأن رؤيته أن "تعود مصر دولة مركزية في المنطقة العربية ودولة لها شأن." ويقول محمود حسام الساعي للترشح والذي يرأس مجموعة شركات استثمارية وانطلقت حملته الانتخابية من مدينة الاسكندرية الساحلية انه يركز على التقدم الاقتصادي ولديه حلول "فعلية لرفع مستوى معيشة الشعب المصري وزيادة فرص العمل. كل شيء يعتمد على النهضة الاقتصادية ولذلك وضعت النهضة الاقتصادية على أولوية اهتماماتي." لكنه يرى أن "أهم مشكلة تتعرض لها مصر هي مشكلة اعادة الامن." ويضيف أنه يفضل "أن يكون النظام السياسي رئاسيا برلمانيا مختلطا بصلاحيات غير مطلقة لرئيس الجمهورية." وتنتشر في مدينة الاسكندرية لافتات تدعو لانتخاب حسام بينها لافتة كتبت عليها الاية القرانية "ان أريد الا الاصلاح ما استطعت." ويحق لكل حزب ممثل بنائب واحد منتخب على الاقل في مجلس الشعب أو مجلس الشورى طرح مرشح بينما يلزم للمستقل الراغب في الترشح الحصول على تأييد 30 على الاقل من أعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتخبين أو الحصول على توكيلات من 30 ألف ناخب. ويقول مرشحون أقل شهرة انهم يصادفون صعوبات كبيرة في الحصول على التزكية المطلوبة. وهناك اعتقاد على نطاق واسع بأن النزاهة المرجحة للانتخابات الرئاسية هي دافع أغلب المرشحين الاقل شهرة لمحاولة خوض السباق. (شارك في التغطية سعد حسين ورباب يوسف من القاهرة وهيثم فتحي من الاسكندرية ورشا الخياط من الزقازيق)