قال مسؤولون ان عدد اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود الى تركيا تزايد خلال الايام الماضية بعد ان استبد بهم الخوف عقب هجوم القوات الحكومية لطرد المتمردين من حي بابا عمرو في مدينة حمص. وتحولت تركيا خلال العام المنصرم ضد حليفها السابق الرئيس السوري بشار الاسد بسبب حملته العنيفة ضد معارضيه وبسبب المخاوف من وقوع مذابح في البلدات والمدن السورية التي تتركز فيها المعارضة ضد حكمه. وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية ان ما يقرب من 12 الف سوري سجلوا كلاجئين في مخيمات اقيمت لايوائهم في اقليم هاتاي في جنوب شرق تركيا بعد وصول نحو 800 لاجئ خلال الاسبوع المنصرم. وقال المسؤول في انطاكية عاصمة الاقليم لرويترز عبر الهاتف "بعد ان شاهدوا ما حدث في بابا عمرو اصابهم الذعر من احتمال تعرضهم لنفس الشيء. هذا هو سبب محاولتهم الخروج من البلاد." واضاف المسؤول التركي ان اللاجئين السوريين تدفقوا على تركيا بمعدل بين 150 و200 لاجئ يوميا اي اكثر من ثلاثة اضعاف المعدل اليومي الذي شهدته اغلب الايام في اواخر العام الماضي. ولا توضح هذه الارقام الاعداد الصورة كاملة حيث يتسلل كثيرون بشكل غير شرعي للجوء لدى اصدقاء واقارب بدلا من الاقامة في المخيمات. وهذه الموجة من اللاجئين تعتبر ضئيلة اذا ما قورنت بالموجة التي حملت نصف مليون كردي عراقي الى تركيا هربا من غضب صدام حسين خلال حرب الخليج عام 1991. وعاد هؤلاء الى العراق بعد ان أقامت القوى الغربية بمساعدة تركية مأوى امن لهم في الاراضي العراقية. وأشارت تركيا الى انها قد تفكر في مناقشة اقامة مثل هذا المأوى الامن على الاراضي السورية اذا تدفق اللاجئون بمثل تلك الاعداد الكبيرة. لكن هذه الخطوة ستكون محفوفة بمخاطر حيث يمكن ان تتضمن شكلا من اشكال الوجود العسكري. لكن تركيا تعارض مشاركة حلفائها الغربيين في اي عمل عسكري في سوريا وتريد بدلا من ذلك أن تمسك الدول العربية بزمام المبادرة. وقال الرئيس التركي عبد الله جول خلال زيارة يوم الخميس الى تونس "تعارض تركيا تدخل اي قوة من خارج المنطقة. هذا التدخل سيكون عرضة للاستغلال." وفي انقرة التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو مساء يوم الاربعاء برئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي اقترح تشكيل قوة حفظ سلام عربية للتدخل في سوريا واقترح تسليح المعارضة. وخلال الاسابيع القادمة من المتوقع ان تستضيف تركيا اجتماعا ثانيا لوزراء خارجية مجموعة "اصدقاء سوريا" التي تضم بشكل اساسي حكومات عربية وغربية لمتابعة المحادثات التي اجرتها المجموعة في تونس الشهر الماضي والتي استهدفت التوصل الى سبل للضغط على الاسد.