قال مستشار للرئيس الافغاني حامد كرزاي ان جهود الحكومة الافغانية لضم حركة طالبان الى محادثات السلام متعثرة وان هناك حاجة لخطوات جريئة لضمان امكان فوز مجلس يقود عملية المصالحة بثقة المتمردين. وابدى اسد الله وفاء ايضا قلقه من ان الافغان الذين تعرضوا لصراع تلو الاخر فقدوا الامل في امكان التوصل لسلام من خلال عملية احيطت حتى الان بسرية وآراء متضاربة بشأن نجاحها المحتمل. واجرت الحكومة بعض الاتصالات مع طالبان التي عادت بشكل قوي بعد ان اسقطها غزو امريكي في عام 2001 ولكن لا يوجد ما يشير الى اجراء محادثات سلام كاملة في اي وقت قريبا. ويسعى دبلوماسيون امريكيون لتوسيع المحادثات التمهيدية التي بدأت بشكل سري في المانيا اواخر 2010 بعد ان عرضت طالبان فتح مكتب تمثيلي في قطر مما اثار مطالب بضمها من كابول. وشكل كرزاي مجلسا أعلى للسلام يضم 70 عضوا قبل عامين في محاولة للتفاوض على وضع نهاية للحرب التي تدخل الان عامها الحادي عشر. ويهدف هذا المجلس الى تمثيل كل التحالفات العرقية والسياسية في محاولة للتواصل مع قيادة طالبان بالاضافة الى اقناع المقاتلين بالانضمام الى الحكومة. ولكن وفاء وهو عضو في هذا المجلس شكك في فعاليته وقال ان تشكيلته الواسعة جعل من الصعب على الحكومة بشكل فعلي التواصل مع الجماعات المتشددة. وقال لرويترز في مقابلة "ابلغت الرئيس كرزاي ووعد باجراء اصلاح لمجلس السلام. لست خائفا من التحدث بصراحة ولكنه لا يحمل كثيرا من الثمار. لابد من اجراء مراجعة. "اعتقد ان الاشخاص الحقيقيين ليسوا ضمن مجلس السلام او انه يوجد في المجلس افراد حاربتهم طالبان في الماضي او بعض فلول الشيوعيين وبسببهم فان طالبان غير مهتمة بالمحادثات." وقال وفاء ان اعادة تنظيم المجلس قد يساعد في بدء المحادثات في قطر حيث انشأت طالبان مكتبا لبناء اتصالات مع الولاياتالمتحدة او مناطق اخرى. والاخفاق في اجتذاب طالبان لطاولة المفاوضات قد يعني عدم استقرار بشكل دائم او حتى نشوب حرب اهلية اخرى فور انسحاب القوات المقاتلة لحلف شمال الاطلسي في عام 2014. واتهم وفاء باكستان التي تعتبر طرفا مهما لانهاء الحرب بالقيام بدور مزدوج حيث تتعهد بالعمل من اجل السلام في الوقت الذي تستغل فيه طالبان وجماعات اخرى كوكلاء لتعزيز مصالحها في افغانستان. ومن المعروف ان باكستان تريد حرية الوصول الى زعماء طالبان ومن بينهم الملا محمد عمر والذين ينتمون الى ما يسمى بمجلس شورى كويتا نسبة الى المدينةالباكستانية التي يقال انهم يتخذونها قاعدة لهم. وسيكون هؤلاء صناع القرار في اي مفاوضات سلام حقيقية. وقال وفاء ان باكستان "تقول شيئا وتفعل شيئا اخر. ما من شك في ان زعامة طالبان والملا عمر موجودون في كويتا. انهم يجندون ويمولون الناس لاثارة عدم استقرار على هذا الجانب. "لقد حرمنا من السلام في هذا البلد على مدار الثلاثين عاما الماضية وهذا بسبب جيراننا." وتنفي باكستان باستمرار توفير ملاذ للمتمردين وتنفي وجود اي مجلس شورى بكويتا او زعامة المجلس . وابلغ كرزاي صحيفة وول ستريت جورنال الاسبوع الماضي ان اتصالات "ثلاثية" جرت بين مسؤولين امريكيين وطالبان بالاضافة الى حكومته والتي رفض المتمردون من قبل التعامل معها بوصفها "دمية" امريكية. وقال وفاء انه على الرغم من وجود اتصالات غير منتظمة وغير مباشرة مع طالبان على مستوى منخفض فانه "لا يعرف اين اجرى كرزاي اي اتصال" وان المكافأت الدولية الضخمة المرصودة لاعتقال زعماء طالبان جعلت المصالحة مستحيلة على ما يبدو. وقال "كيف يمكن ان يأتوا واثقين ومستعدين للمحادثات.. اعتقد ان العالم لا يريد السلام في هذا البلد .انهم يذرون الرماد في العيون فقط."