تراجع الاهتمام بالشأن السوري إلى حد ما في الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة، لكنها لم تخل من قضايا ذات صلة بمنطقة الشرق الأوسط من أزمة رسوم عبور النفط بين دولتي السودان وجنوب السودان إلى احتمال ترحيل المتشدد الإسلامي أبو قتادة إلى الأردن وقراءة في المشهد السياسي الإيراني قبيل الانتخابات البرلمانية. نبدأ مع صحيفة الفاينانشيال تايمز التي نشرت تقريرا عن المخاوف المترتبة على عدم التوصل إلى اتفاق بشأن تصدير النفط بين دولتي السودان وجنوب السودان. تقول الصحيفة، في التقرير الذي أعدته كاترينا مانسون من جوبا وخافيير بلاس من لندن، إن من غير المحتمل أن يتمكن جنوب السودان من انتاج النفط الخام لعدة أشهر حتى لو تم التوصل إلى حل بشأن رسوم العبور، وذلك وفق إجماع بين خبراء صناعة النفط. ويضيف التقرير، الذي أفردت له الصحيفة حوالي نصف صفحة مع صورة لجنديين من جنوب السودان، أن الخوف من توقف إنتاج النفط لفترة طويلة يأتي على الرغم من تأكيدات جنوب السودان بأن بإمكانه استئناف الإنتاج خلال 48 ساعة في حال التوصل إلى إتفاق مع الحكومة السودانية. ويشير التقرير إلى أن الخلاف بين الخرطوموجوبا قد ساهم في الارتفاع العالمي في أسعار النفط. ويذكر التقرير بأن جنوب السودان، الذي نال استقلاله عن السودان في يوليو/ تموز الماضي، كان ينتج حوالي 260 ألف برميل يوميا حتى شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. وتنقل الفاينانشيال تايمز عن الوكالة الدولية للطاقة أن جنوب السودان لن تعود إلى الكمية التي كانت تنتجها قبل الأزمة الأخيرة إلا بنهاية العام الحالي على أقل تقدير. لا لبس فيها وننتقل إلى صحيفة الغارديان التي نشرت تقريرا عن إمكانية تسليم المتشدد الإسلامي أبو قتادة إلى الأردن. وينقل التقرير، الذي أعده أوين باوكوت مراسل الصحيفة للشؤون القانونية، عن أرفع مسؤول أوروبي في مجال حقوق الإنسان إن من الممكن ترحيل أبو قتادة إلى الأردن إذا تم تلقي ضمانات لا لبس فيها بأنه لن يحاكم بموجب أدلة انتزعت تحت التعذيب. كما تنقل الصحيفة عن توماس هامربيرغ مفوض حقوق الإنسان في المجلس الأوروبي قوله إن أبو قتادة، الذي أطلق سراحه من سجن بريطاني خلال الأسبوع الجاري، سيحاكم في بريطانيا في حال عدم ترحيله. ووفقا للغارديان، فقد حذر هامربيرغ من أن ترحيل أبو قتادة (51 عاما) إلى الأردن –حيث يواجه اتهامات بالإرهاب- سيعطي مثالا سيئا للدول الأخرى التي لديها قدر أقل من الإحترام لحقوق الإنسان . وأشار التقرير إلى أن هامربيرغ أعرب عن اعتقاده بأن ترحيل أبو قتادة، في حال تنفيذه، سيمثل تحدياً للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي حالت دون تسليم المتشدد الإسلامي إلى الأردن. وتذكر الصحيفة بأن أبو قتادة قضى ما يقرب من تسع سنوات في السجن أو مقيد التحركات من دون محاكمة في بريطانيا. كبش فداء وأخيرا إلى صحيفة الدايلي تيليغراف التي نشرت مقالا عن المشهد السياسي الإيراني قبيل الانتخابات البرلمانية. يقول الكاتب كون كوخلين خلال أسبوعين سيدلي ملايين الإيرانيين باصواتهم لاختيار برلمان جديد ، مشيرا إلى أنه ليس من المستغرب أن تشهد المراحل الأخيرة من السباق الانتخابي صعودا مفاجئا في العداء للغرب من قبل طهران. ويرى الكاتب أن إيران أقدمت على عدة خطوات خلال الأشهر القليلة الماضية في هذا الاتجاه، مشيرا في هذا الصدد إلى أنها حاولت اغتيال دبلوماسي سعودي في واشنطن وهددت بإغلاق مضيق هرمز وهددت الإتحاد الأوروبي بأنها ستقدم على فرض حظر النفط الخاص بها ، وذلك في إشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن عزمه على تطبيق حظر على شراء النفط الإيراني. ويضيف الكاتب أن إيران أطلقت العنان الآن لمجموعة من الهجمات الإرهابية ضد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في مختلف أنحاء العالم . ويتابع قائلا وكعادتهم، أنكر الإيرانيون أي مشاركة في سلسلة الهجمات التي شهدها الأسبوع الحالي . ويرى الكاتب أن الطبقة السياسية الإيرانية ظلت تتبنى نهجا غريبا في الحملات الانتخابية منذ الثورة الإيرانية عام 1979. ويشرح ما ذهب إليه بالقول إنه بدلا من الالتفات إلى الشؤون الداخلية فإن السياسيين الإيرانيين يلجأون إلى استخدام الغرب ككبش فداء لإلقاء اللوم عليه في علل بلادهم .