قللت طهران الخميس من تأثيرات العقوبات الغربية عليها وذلك غداة اعلان مسؤولين اوروبيين توصلهم الى اتفاق مبدئي يحظر استيراد النفط الايراني في الاتحاد الاوروبي. واعلن وزير الاقتصاد شمس الدين حسيني في تصريح نقلته وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان "كل الفاعلين الاقتصاديين جنود في مواجهة الاعداء (...) ان تلك العقوبات هي حرب اقتصادية ضدنا، لم يتمكن الاعداء من تقييد شعبنا فيحاولون تقييد اقتصادنا". ونقلت وسائل الاعلام عن محسن قمشري مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الوطنية الايرانية قوله "نأمل عدم استهداف النفط الايراني لكن اذا فرضت علينا عقوبات فاننا اتخذنا الاجراءات الضرورية لمواجهتها". واضاف "نظرا لتدني عرض (النفط) لا يمكن للغربيين فرض عقوبات على النفط الايراني (...) ان وضع الاقتصاد العالمي لا يتحمل نفطا مرتفع السعر". وتوصلت الدول الاوروبية الاربعاء الى اتفاق مبدئي على حظر استيراد النفط الخام الايراني اذا لم تتعاون طهران مع المجتمع الدولي بشان برنامجها النووي المثير للجدل. واوضح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان دول الاتحاد الاوروبي قد تعلن قرارا من هذا القبيل في الثلاثين من كانون الثاني/يناير خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية. وجاء الاعلان الفرنسي رغم ابداء بعض الدول الاوروبية وخصوصا اليونان وايطاليا واسبانيا وبلجيكا تحفظات على مثل هكذا عقوبات. وقد تلحق العقوبات الاوروبية اضرارا كبيرة بالاقتصاد الايراني لا سيما وانه يرزح اصلا تحت عقوبات دولية وغربية عديدة. وتستمد ايران، وهي ثاني منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، 80% من مواردها من العملة الصعبة، من صادرات النفط اي نحو مئة مليار دولار خلال السنة الايرانية الجارية (اذار/مارس 2011 - اذار/مارس 2012). لكن 18% فقط من صادرات ايران النفطية تباع في اوروبا، كما ان طهران تؤكد انه سيكون من السهل الالتفاف على العقوبات الاوروبية بالتوجه الى الدول الاسيوية. وفي واشنطن رحبت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند بالقرار الاوروبي واعلنت ان الولاياتالمتحدة تريد ان تتخذ "دول العالم اجمع" مثل تلك الاجراءات. ويفترض ان يزور وزير الخزانة الاميركي تيموتي غايتنر الصين واليابان في العاشر والثاني عشر من كانون الثاني/يناير ليتناول خصوصا مسالة العقوبات التي صادقت عليها الولاياتالمتحدة وتستهدف النظام المالي والبنك المركزي الايراني، علما ان الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند هي اكبر المستوردين الاسيويين للنفط الايراني. وقد اعلنت الصين مسبقا معارضتها "العقوبات الاحادية" التي فرضتها الولاياتالمتحدة على ايران. وبعدما كانوا يشددون على ان العقوبات غير مؤثرة على الاطلاق، ابدى المسؤولون السياسيون والعسكريون الايرانيون شيئا من التوتر خلال الايام الاخيرة عبر التهديد باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في حركة نقل النفط العالمي ومطالبة الولاياتالمتحدة بعدم ارسال حاملة طائراتها الى الخليج. وادت هذه التوترات الجديدة الى ارتفاع سعر النفط في الاسواق الدولية خلال الايام الاخيرة. وظلت سوق الصرف الايرانية متقلبة الخميس في طهران حيث بلغ سعر صرف الدولار 15950 ريال غداة محاولة البنك المركزي فرض سعر 14 الف ريال للدولار وهو ما لم يقنع صرافي العملات.