دوت اصوات اطلاق نار في مناطق بجمهورية الكونجو الديمقراطية يوم السبت مع تردد انباء عن اطلاق الشرطة الذخيرة الحية وقيام حشود بنهب متاجر وذلك بعد يوم واحد من اعلان السلطات الانتخابية اعادة انتخاب الرئيس جوزيف كابيلا . وقال بعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمركز كارتر الذي يتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا له ان بعض النتائج التي اعلنتها لجنة الانتخابات الكونجولية "تفتقر الى المصداقية" واشارت الى بطاقات انتخاب لم يتم فرزها في معاقل المعارضة ونسبة اقبال "مرتفعة بشكل مستحيل" في مناطق مؤيدة لكابيلا. ودوت اصوات اطلاق النار في بعض المدن ومن بينها العاصمة كينشاسا بعد ان رفض ايتيان تشيسكيدي المعارض الرئيسي المنافس في الانتخابات الرئاسية نتيجة الانتخابات واعلن نفسه رئيسا جديدا للبلاد. وقال تريزور نكونا المقيم في كينشاسا التي يقطنها عشرة ملايين شخص "لم نتمكن من النوم طوال الليل بسبب اطلاق النار. لا نعرف متى يتوقف فهو كثيف جدا." وشهدت مناطق اخرى من العاصمة الكونجولية هدوءا حسب روايات شهود العيان لكن انباء افادت بوقوع اشتباكات بين محتجين وقوات الامن في مناطق اخرى في البلاد حيث اعلنت الاممالمتحدة عن سقوط قتيل على الاقل. كما اندلعت الاحتجاجات ايضا في بلجيكا قوة الاحتلال السابقة للكونجو. وكانت الانتخابات التي جرت في 28 نوفمبر تشرين الثاني اول انتخابات رئاسية تنظم محليا منذ حرب اهلية شهدتها البلاد فيما بين عامي 1998 و2003 وأدت الى سقوط اكثر من خمسة ملايين قتيل واستهدفت هذه الانتخابات نقل البلاد الى طريق نحو تحقيق استقرار اكبر. ولكن الانتخابات شابتها اعمال عنف واستعدادات سادتها الفوضى واتهامات بالتلاعب. ويتزايد القلق من نزاع مطول وعنيف بشأن نتيجة الانتخابات وقالت مصادر دبلوماسية انه ربما تكون هناك حاجة لجهود وساطة دولية لتفادي حدوث ازمة. واعلنت لجنة الانتخابات يوم الجمعة ان كابيلا حصل على نحو 49 في المئة من الاصوات مقابل 32 في المئة لتشيسكيدي ليفوز كابيلا بتفويض جديد لحكم البلاد. ويتعين الان تصديق المحكمة العليا على هذه النتائج. ووصف تشيسكيدي النتائج بانها "استفزاز" وقال انه يعتبر نفسه الرئيس الجديد للكونجو. وفي منطقة مانونو في كاتانجا حيث يحظى كابيلا بدعم قوي سجل ان نسبة الاقبال بلغت 110.14 في المئة مع حصول كابيلا على 99.98 في المئة من الاصوات. وفي مناطق اخرى بكاتانجا سجل ايضا ان نسبة الاقبال بلغت نحو 100 في المئة. واصدر مركز كارتر بيانا يوم السبت قال فيه ان نتائج الانتخابات تفتقر الى المصداقية واضاف انه لا يوجد امام المرشحين سوى وقت محدود لتقديم شكاوى للمحكمة العليا. وقال ديفيد بوتي مدير بعثة مركز كارتر لرويترز "هذه النتائج لا تحدث حتى بشكل طبيعي فانت ببساطة لن تجعل هذا العدد الكبير من الناس وكلهم في صحة طيبة ولديهم دوافع ان يذهبوا الى صناديق الاقتراع ويصوتون بمثل هذا الانسجام." وقال مسؤول بلجنة الانتخابات ان اللجنة تعتزم التحقيق في بعض النتائج ولكنه اضاف ان التأييد الساحق لكابيلا في كاتانجا كان متوقعا. وحثت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي من اندلاع اعمال عنف بعد الانتخابات ودعت قوات الامن الكونجولية الى التحلي بضبط النفس. وقالت الاممالمتحدة انه يتعين على الطاعنين في النتائج المرور عبر القنوات القانونية الملائمة. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية يوم الجمعة ان حكومة كينشاسا "مازالت مسؤولة عن توفير الامن لشعب الكونجو" وان اي شخص يتورط في اعمال عنف "لابد وان يساءل." واعترف قائد شرطة الكونجو باستمرار الاشتباكات يوم السبت ولكنه قال ان قوات الامن "تسيطر على الوضع بشكل جيد جدا." واردف قائلا لرويترز بالتليفون ان "الناس يحاولون نهب المتاجر ووضع حواجز على الطرق ونقوم بتفريقهم." وقال مصدر بالاممالمتحدة ان بعض المدنيين مسلحين على ما يبدو ويطلقون النار في مناطق بكينشاسا. وشوهدت شاحنات محملة بقوات من الشرطة والجيش تدخل وتخرج من المنطقة الواقعة قرب مقر اقامة تشيسكيدي حيث تناثرت بقايا اطارات سيارات مشتعلة وحواجز طرق. وقال احد سكان منطقة ماتيتي ان "الامن في حالة فوضى والشرطة تعتقل الناس دون سبب وسمعت اصوات اطلاق نار كثيرة." وتتزايد المشاعر المناهضة للغرب مع اتهام كثيرين من انصار تشيسكيدي الاجانب بدعم كابيلا. وقام سكان غاضبون برشق سيارة لرويترز بالحجارة في منطقة نجيلي. وقال مسؤول ان اشتباكات وقعت بين محتجين من رماة الاحجار وقوات الامن في اقاليم كاساي حيث يحظى تشيسكيدي بدعم قوي. وقال الفونس كاسواسوا مسؤول ينسق جماعات المجتمع المدني في اقليم كاساي الشرقية ان قوات الامن استخدمت الرصاص الحي. واضاف "حاولت الخروج هذا الصباح ولكن قوات الامن كانت تطلق النار لاجبار الناس على العودة الى منازلهم." وقال انه سمع انباء عن مقتل شخص. وتحدثت الاممالمتحدة عن قتيل واحد على الاقل في كانانجا عاصمة اقليم كاساي الغربية المجاور. وفي بروكسل اعتقلت الشرطة نحو 200 شخص في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بعد ان القى محتجون زجاجات مولوتوف وحطموا واجهات متاجر. وذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها ان 18 شخصا على الاقل قتلوا في اعمال عنف لها صلة بالانتخابات في الوقت الذي خرج فيه محتجو المعارضة الى الشوارع زاعمين محاولة الحكومة تزوير الانتخابات. ووصل كابيلا الى السلطة عندما اغتيل والده لوران عام 2001. وفاز كابيلا الابن بعد ذلك في الانتخابات التي جرت عام 2006.