أبوظبي - أشاد فرانسسكو سانشيز وكيل وزارة التجارة الأميركية لشؤون التجارة الخارجية بمتانة العلاقات التجارية الإماراتية الأميركية قائلا إن الإمارات تعتبر الوجهة الأولى للصادرات الأميركية في المنطقة. وتوقع سانشيز تدفق مزيد من الشركات الأميركية على أسواق الإمارات في المستقبل القريب. وكشف عن أن التبادل التجاري بين البلدين سجل نحو مليار دولار شهريا في العام الماضي أي ما يصل إلى حوالي 12 مليار دولار (ما يعادل نحو 44 مليار درهم) خلال العام بأكمله. متوقعا أن تسجل التجارة بين البلدين هذا العام نموا بنسبة 15 %. وكان سانشيز قد زار مؤخراً غرفة تجارة وصناعة دبي على رأس وفد تجاري يضم 14 شركة أميركية حيث استقبله عبدالرحمن سيف الغرير رئيس مجلس إدارة الغرفة وهشام الشيراوي النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة والمهندس حمد بوعميم مدير عام الغرفة. وفي حوار مع "البيان الاقتصادي" على هامش الزيارة أكد سانشيز أهمية الغرفة في دعم علاقات التجارة بين البلدين. ودعا ممثلي الشركات المصاحبين له في الزيارة إلى اغتنام الفرصة والالتقاء بنظرائهم من ممثلي الشركات الأعضاء في الغرفة من أجل وضع أسس للتعاون والشراكة المستقبلية معهم. ونفى سانشيز أن تكون الولاياتالمتحدة مترددة في توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الإمارات. وقال: هذا النوع من الاتفاقيات يحتاج إلى المزيد من المداولات والتفاوض. معربا عن أمله في أن يصل البلدان إلى توقيع الاتفاقية والتي ستعني الكثير لهما معاً. ووصف سانشيز الإمارات بالوجهة الجاذبة للمستثمرين من كافة أنحاء العالم قائلا إنها اصبحت أكثر جذبا وخاصة في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة. مؤكدا أهمية الإمارات بالنسبة للشركات الأميركية والتي تتخذ من الدولة مركزا لتوسعاتها في أسواق المنطقة. وقال إن الإمارات بإمكانها لعب دور مهم للغاية في استراتيجية الولاياتالمتحدة للتصدير. مؤكداً أهمية مبادرة مضاعفة الصادرات الأميركية لأسواق المنطقة والتي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما مضيفا انه في ظل أزمة الديون التي تعيشها الولاياتالمتحدة فقد أصبحت هذه المبادرة أكثر أهمية من أي وقت مضى داعيا الشركات الأميركية للانتشار في العالم قائلا إن تقديم الشركات الأميركية خدماتها فقط للسوق الأميركية لم يعد كافيا. وأكد سانشيز أن العلاقات الأميركية مع بلدان المنطقة التي اجتاحتها ثورات الربيع العربي قائمة على الاحترام المتبادل والشراكة الحقيقية. الوجهة الأولى في المنطقة كيف تقيمون العلاقات التجارية بين الولاياتالمتحدةوالإمارات ؟ تربطنا بالإمارات علاقات متينة والإمارات تعتبر الوجهة الأولى للصادرات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. وفي العام الماضي تجاوز إجمالي التبادل التجاري بين الولاياتالمتحدةوالإمارات مليار دولار شهريا. ونتوقع نمو التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 15% هذا العام 2011. ودبي مركز حيوي للنقل واللوجستية للتجارة في منطقة الشرق الأوسط. ونحن نتطلع لرفع صادراتنا مع دبي والأسواق الإقليمية التي تخدمها مطارات وموانئ من الدرجة الأولى في دبي. وخلال زيارتي للإمارات أصطحب معي ممثلي 14 شركة أميركية. وهي شركات تتميز بالديناميكية والابتكار وممثلوها يدركون أهمية التواصل مع السوق العالمي ويتطلعون للقاء نظرائهم في الإمارات وتأسيس شراكات مع شركات في الدولة لكي تساهم هذه الشركات في مشاريع البنية التحتية والنقل الضخمة في دبيوالإمارات بشكل عام. هناك فرص ضخمة متاحة في أسواق الإمارات أمام الشركات الأميركية لتتقاسم خبراتها في قطاعات عديدة مثل إدارة الأمن والأمن المائي والموانئ والمطارات وتصميم المطارات والطائرات والبناء والهندسة وإدارة المشاريع وصيانة البنية التحتية. وقد أذهلتنا خطط التطور الكبيرة للإمارات في قطاع النقل بما فيها تطوير الموانئ والمطارات والسكك الحديد والطرق السريعة. ونأمل أن ينتهز ممثلو الشركات الأميركية وجودنا في الغرفة للالتقاء بنظرائهم الأعضاء في الغرفة وبحث فرص التعاون والشراكة المتاحة معهم. وما هي العوامل التي تدفعكم إلى الاهتمام بالتواجد في الإمارات؟ بالتأكيد الإمارات مهمة جدا بالنسبة للشركات الأميركية بسبب الاستثمارات التي تضخها والتي بسببها أصبحت الإمارات وجهة جاذبة للغاية ومركزاً حيوياً في المنطقة. وكانت الإمارات على درجة عالية من الحكمة فيما يتعلق بنوعية الاستثمارات وخاصة في قطاع البنية التحتية. وباعتقادي أننا سنرى مزيدا من الشركات الأميركية تتدفق على دبيوالإمارات بشكل عام في المستقبل القريب. ما تأثير عدم الاستقرار في المنطقة في رؤية الشركات الأميركية ؟ أتوقع أن نرى مزيدا من الشركات الأميركية تتدفق على الإمارات في الفترة المقبلة. كما أن سوق منطقة الشرق الأوسط لا يزال سوقا مهما ويشهد نموا. والإمارات مكان جيد وأكثر استقراراً لممارسة الأعمال. ولذلك أتوقع رؤية مزيد من الشركات تتدفق على دبيوالإمارات بشكل عام. اتفاقية التجارة الحرة بماذا تفسر تردد الولاياتالمتحدة في توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الإمارات حتى الآن؟ وهل سنرى انفراجا يقود للتوقيع ؟ لا اعتقد أن هناك تردداً من الجانب الأميركي. ولكن الحاصل هو أنه وعلى مر السنوات فإن اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها الولاياتالمتحدة مع بلدان أخرى اصبحت شمولية وأكثر قيمة. وبالتالي عند وضع اتفاقية تجارة حرة تغطي بشكل أكبر الكثير من السلع والخدمات فإنها تغطي أيضا العديد من القضايا تتعلق بالعوائق التجارية غير التعريفية. وهذا النوع من الاتفاقيات يتطلب المزيد من المداولات والتفاوض. اتفاقيات التجارة الحرة أصبحت اليوم أكثر قوة. والمعوقات تظهر عندما تغطى أموراً تتجاوز الاتفاقية حيث أن هناك العديد من أصحاب المصلحة الذين يجب استشارتهم وأخذ رأيهم في الحسبان. وبالتالي فإن هذه الأمور تستغرق مزيداً من الوقت. ولكن آمل أن نتوصل لتوقيع اتفاقية التجارة مع الإمارات والتي ستعني الكثير لكل من البلدين.