سادت حالة من الارتياح في مصر، بعدما صرح المتحدث العسكري للجيش المصري، العقيد محمد علي عن أن الجنود السبعة المختطفين بشمال سيناء تم الإفراج عنهم، صباح اليوم الأربعاء، لتنتهي بذلك أزمة أثارت التوتر في شبه الجزيرة المصرية الواقعة على الحدود مع إسرائيل لمدة 6 أيام تقريبا. وقال مدير أمن شمال سيناء، سميح بشادي "إن إطلاق سراح الجنود السبعة المختطفين تمت بصورة سلمية،" مشيرا إلى التعاون الكبير الذي حصل بين الجيش والشرطة. في حين قال أحد الشيوخ المشاركين في المفاوضات في تصريحات خاصة ل"بوابة الشرق" إن المفاوضات بدأت مع الخاطفين منذ مساء الإثنين، واستمرت حتى فجر أمس بالإفراج عن الجنود المختطفين دون تعرضهم إلى أذى. وأضاف: أن المفاوضات استمرت مع الخاطفين لمدة يومين عن طريق وسطاء من مشايخ القبائل وقد طالب الخاطفين الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الشيخ حمادة أبوشيته وهو ما رفضته القيادة السياسية، مما أدى إلى تعثر المفاوضات لعدة ساعات، وعاود الوسطاء التفاوض مع الخاطفين بوعد من الرئاسة على إطلاق سراحهم، ولكن ليس في الوقت الحالي لاعتبارات تخص الأمن القومي فوافق الخاطفين ولكن بضمانات جدية على أن يضمن أحد المشايخ المسؤولين بتنفيذ وعودهم بإطلاق سراح السجناء من أبناء سيناء. ومن جهته شكر الرئيس المصري، محمد مرسي جميع الأطراف التي شاركت في هذا الإنجاز الوطني، الذي يظهر مدى اللحمة الوطنية بين الجيش والأمن وكافة شرائح المجتمع المصري. وأضاف مرسي في كلمة ألقاها باستقبال الجنود المفرج عنهم: "أدعو قوى المعارضة للوقوف صفا واحدا من أجل تحقيق التوافق ومصلحة الوطن". وقال الرئيس المصري أن العملية الأمنية في شبه جزيرة سيناء ستستمر ودعا المسلحين هناك لتسليم سلاحهم، وأضاف "مستمرون في تحقيق الأمن والاستقرار على أرض سيناء.. هذه ليست عملية قصيرة الأجل وتنتهي". ووجه مرسي الشكر لقيادات القوات المسلحة والداخلية والمخابرات العامة والعسكرية لجهودها في الإفراج عن الجنود "دون إراقة دماء". وضغطت الأزمة على مرسي للتحرك وأغضبت جنودا مصريين أغلقوا معبرين حدوديين مع غزة وإسرائيل احتجاجا على الخطف. وقال مرسي في وقت سابق هذا الأسبوع إنه لن تكون هناك مفاوضات مع المتشددين الذين وصفهم بأنهم مجرمون. في حين اتسمت ردود الفعل بالإشادة بجهود مرسي والأجهزة الأمنية في إطلاق سراح الجنود انتقد معارضون عدم ذكر أي إشارة لمصير الخاطفين وإفلاتهم من العقاب. وقال سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي على صفحته على الفيسبوك "إطلاق سراح الجنود المختطفين يؤكد أن ثقتنا في الرئيس والمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية كانت في محلها". وقال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الذي شارك أيضا في استقبال الجنود في حسابه على تويتر "تحية خالصة لقواتنا المسلحة والمخابرات ووزارة الداخلية الذين استطاعوا استعادة أبنائنا المختطفين دون قطرة دماء". في المقابل قال الناشط الشاب والبرلماني السابق مصطفى النجار على موقع تويتر "نحمد الله على عودة الجنود سالمين لكن إفلات المجرمين يعنى أن الدولة قد خضعت لابتزاز ما فلا يوجد شيء بلا ثمن ننتظر الشفافية من الرئيس والجيش". وقال الناشط حازم عبد العظيم "مفهوم جديد للعدل والعدالة والجريمة والحق والقصاص والعقاب والإرهاب وهيبة الدولة نعيشه الآن في مصرستان تزاوج عسكري إسلامي قبلي عشائري". على جانب أخر، شهد قطاع غزة حالة من الارتياح عقب الإفراج عن الجنود المصريين المختطفين في سيناء، وفتح معبر رفح البري. وأبرزت وسائل الإعلام الفلسطينية بشكل متكرر نبأ الإفراج عن الجنود المختطفين، وركزت البرامج ونشرات الأخبار لمتابعة تطورات الإفراج عنهم. وعبر فلسطينيون - تعطل سفرهم- عن سعادتهم بإعادة فتح معبر رفح البري مرة أخرى بعد إغلاق دام خمسة أيام. وكان غازى حمد وكيل وزارة الخارجية بحكومة ''حماس'' بغزة قد أعلن أن عدد الفلسطينيين العالقين أمام معبر رفح البري من الجانب المصري منذ إغلاقه في كلا الاتجاهين صباح الجمعة الماضي بلغ 3500 فلسطيني، مضيفا'' في المقابل هناك 3500 آخرين تعطل سفرهم من قطاع غزة عبر المعبر. من جانبه، قال طاهر النونو الناطق باسم حكومة حماس بغزة ''في الوقت الذي نهنئ فيه مصر قيادة وجيشا وشعبا بتحرير جنودها ندعو إلى إنهاء كامل لمعاناة العالقين الفلسطينيين على جانبي الحدود عبر زيادة عدد العائدين والمغادرين لإنهاء ألازمة التي سببها إغلاق المعبر. استعراض الجيش للقوة في حين رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إطلاق سراح الجنود المصريين المختطفين جاء نتيجة الاستعداد الأمني الكبير، واستعراض هائل للقوة من قبل الجيش المصري في شمال سيناء التي تحدّ قطاع غزة وإسرائيل. وذكرت الصحيفة في سياق تقرير نشرته، اليوم، أن تعزيزات من الجيش والشرطة مدعومة بمركبات مدرعة ومروحيات كانت قد تحركت إلى داخل شمال سيناء، الاثنين الماضي، في استعراض للقوة وانتشرت بشكل مكثف حول العريش عاصمة المحافظة. وأشارت إلى أن الجيش والشرطة نفّذا تمشيطاً مدعوماً بغطاء من المروحيات أمس الثلاثاء في قرى عديدة على طول الحدود مع إسرائيل. إلى ذلك، أوضحت أن اختطاف الجنود السبعة والتوقعات بعملية عسكرية ضخمة لتحريرهم تصدرت المشهد في السياسة المصرية، لكن هذه العملية التي كانت متوقعة كانت تحمل أيضاً في طياتها مجازفة بالتسبب في حدوث رد فعل معاد بسيناء.