لم ارى في حياتي مصر هكذا معصوبة العينين مكبلة اليدين وجسد يرتعش مصر الحرة الابية رهن الاعتقال حبيسة زنازين القهر والظلم من ابنائها الذين خرجوا من رحمها وتلونوا بالوان عدة واصبحت وجوههم غير مألوفة لها أبنائها اعتقلوها وقيدوها حتى عجزت عن الحركة وتصرخ باعلى صوت وتناديهم ولكن من يسمع ومن يلبي النداء تركوها وتصارعوا على الميراث وامهم على قيد الحياة الكل تكالب عليها وعلى مقدراتها وصاروا اخوة اعداء وتخضبت ايديهم بدماء بعضهم مثلما فعل ابيهم من قبل حين قتل اخاه صرخاتها تشق الصدى والصوت ولكن ما من مجيب فأبنائها قطعوا الرحم وقطعوا المحبة والاخاء فهم لن يسمعوها فالطمع سد اذانهم والحقد حجب النور من أبصارهم وتحجرت قلبوهم وفي ظل هذا الليل الحالك ومع بزوغ فجر جديد تنادي الام فتسمع همسات بعض من أبنائها ما زالوا على العهد والرحم أوفياء لها حرورها من قيودها وكسروا الاغلال أنهم الامل في غد مشرق ونادوا يا امنا لا تحزني فنحن فداء لك نحن ابناؤك لم نتلون ولم نتغير فنحن ابنائك منذ مينا موحد القطر الواحد والشعب الواحد لا تحزني يا امي سيأتي اليوم وتشرق شمسك من جديد