آه إني أسمع أنينك ياعروس البحر.. أشعر بنبض قلبك المضطرب وأنفاسك المكتومة.. أعلم جيدا بحالك.. لقد أصابتك الحمي في جسدك وتصلبت شرايينك حتي تأثر قلبك النابض ودفء صدرك الحنون بمرض الاهمال.. أتنفس غبار ترابك الذي ملأ جسدك الواهي.. أعيش أحوالك المترنحة.. أحيا بين جدرانك التي شاخت وتهدمت علي من أحبوك.. فصرت أطلالا بين المدن الشامخات.. آه ياعروس الشرق حزني عليك ملأ قلبي ففاض حزنا حتي ذرف دما بين حناياك.. من يصدق عنك أنك أضحيت مدينة للكوارث والانهيارات؟ قلمي يرتعش لايقوي علي الكتابة عن ذكراك يوما ملأت الكون بأبهي زينة وصور جميلات.. وفتنت من عاش بين أحضان عزك وأثرت قلوبا كانت مفتونة ببهاك.. وها أنا ذا أكتب عن مدينتي التي هانت علي أهلها ومحبيها فجاروا عليها بالمضحكات الباكيات فهدموا قصورها وحولوها إلي ناطحات في السماء تقع علي رءوس ساكنيها بالعشرات.. أكتب نعيك يا مدينتي بعد أن هنت علينا وتسابقنا في قذفك بالمصائب والنكبات.. فلم نبال يوما أن نمنع عنك أذي طل برأسه عليك ليقذفك كقذف المحصنات الغافلات.. فهل لنا أن ننتفض ضد أصحاب المنافع والأطماع الذين نالوا منك ثراء بالملايين بل بالمليارات.. ونزيل غبارا كسا وجه مدينتي وتلوثا جسم علي صدرها وعقارات ملأت الشوارع بالمخالفات وامواج حزن تلاحقنا في كل يوم بنبأ الموت والانهيارات وننادي عن محافظ عله يسمعنا ونائبه الذي لا نجد منه سوي توزيع الابتسامات.. فهل لنا من مسئول يقف في وجه كل طاغية نال منا عظيم الثروات.. يامدينتي يا ابنة الأسكندر لا تحزني قد نكتب يوما بقلمي الذي خط نعيك بالممات بعودة روحك مرة أخري إلي الحياة مستبشرين بيوم قد تحدث فيه المعجزات!! المزيد من أعمدة سامى خيرالله