شارك الآلاف من أبناء بورسعيد، أمس، فى أول أيام العصيان المدنى، وخرج طلاب الثانوى والإعدادى، بنين وبنات، فى الثامنة من صباح أمس، من مدارسهم، وتجمعوا أمام مدرسة بورسعيد الثانوية العسكرية بميدان الشهداء، لينضموا إلى أعضاء روابط ألتراس المصرى وأسر ضحايا حادث سجن بورسعيد وأسر المتهمين للمشاركة فى فعاليات العصيان. وشهد بدء التجمع قطع مدرعة و3 لوارى أمن مركزى للجزيرة الوسطى لشارع 23 يوليو المواجهة للمحافظة، ومحاولة اختراق الجموع، التى تصدت بالحجارة للسيارات، وأثناء فرارها صدمت إحداها طالب ثانوى وفرت هاربة دون إصابته. وانطلق المتظاهرون إلى مبنى ديوان المحافظة المحاط بأفراد ومدرعات الجيش دون احتكاك بهم وصعد مندوبون عن المتظاهرين إلى مبنى المحافظة وأنزلوا العاملين منه وأغلقوا أبوابه، ثم غادر موظفو الغرفة التجارية المواجهة للمحافظة المبنى أيضا وأغلقوا أبوابها، ثم اتجه المتظاهرون إلى مبنى هيئة ميناء بورسعيد وهتفوا باسم رئيس هيئة الميناء اللواء أحمد شرف: «أحمد يا شرف العصيان شرف» ليبدأ العاملون فى الخروج، ما عدا موظفى الخزانة الذين بقوا لتسيير الأعمال الضرورية، واتجه المتظاهرون إلى مبنى قطاع الجمارك ورددوا هتافات تطالب بحق الشهداء داعين الموظفين للخروج والمشاركة فى العصيان، بعدها توجه المتظاهرون إلى منطقة الاستثمار جنوب بورسعيد التى تضم 23 مصنع ملابس جاهزة ونحو 27 ألف عامل وطافوا داخلها وسط حراسة القوات المسلحة ودعوا العاملين للعصيان إلا أنهم لم يستجيبوا لهم. وتعدى عدد من المنفلتين على الأتوبيسات التى تنقل العاملين من المحافظات إلى بورسعيد، خارج منطقة الاستثمار، وانتقل المتظاهرون إلى السنترال الرئيسى ببورسعيد وفرع الشركة المصرية للاتصالات، وخرج العاملون به وأغلقوا أبوابه، وعلى مزلقانى السكة الحديد «الاستثمار والرحلات» وقطع مجموعة من المتظاهرين الطريق من العاشرة والنصف صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا وتعطل 3 قطارات طبقا لناظر محطة سكك حديد بورسعيد أحدها قطار ركاب وقطارى إكسبريس، ثم عادت حركة القطارات إلى طبيعتها وإن خلت المحطة من المترددين عليها. وقطع أهالى الشهداء الطريق أمام ديوان عام المحافظة رافعين صور ذويهم، ووقف رجل ملتح فى العقد السادس من عمره يشارك زميلاً له فى رفع صورة الشهيد هانى على السيد «37 سنة» وبجوارها صورة الرئيس مرسى يتوضأ بالدم، وقال الملتحى: «صورة الشهيد ليست لابنى، أنا ابنى محمود السيد العربى محمد «23 سنة» أيضا استشهد وهو فى يدى أمام سوق السمك الساعة الثانية ظهر السبت برصاصة قناص فى رأسه وقولوا لمرسى أنا اتخدعت فيه وانتخبته.. أنا من أبطال حرب أكتوبر بالفرقة 145 صاعقة ورفعت علم مصر على سيناء وهو فى بلدهم نايم، قولوا لمرسى إن سندى اللى كان شايل معايا البيت وإخواته مات فطيس». وأضاف زميله فى حمل اللافتة: «اسمى خضر على السيد شقيقى هانى «37 سنة» مات بجوارى بجمعية كفالة اليتيم برصاص القناصة وساب يتيمين طفلين 4 سنوات و7 سنوات». وبطول الشارع يتعدد أهالى وذوو الشهداء يتكئون على صورهم ويحكون قصصهم. وبدت بورسعيد مهجورة وأغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها وخلت من المارة وبدا الشارع التجارى على غير عادته، محاله مغلقة والفروشات محكمة الإغلاق بالأقمشة والحبال، وفى باقى أنحاء المدينة كثف الجيش من قواته ومدرعاته أمام معديات بورفؤاد والبنوك وهيئة الرقابة الإدارية وهيئة قناة السويس التى شهدت حركة طبيعية للسفن وزيارة لشرق التفريعة قام بها رئيس الهيئة الفريق مهاب مميش، أما البنوك فقدت أغلقت أبوابها الرئيسية وتركت باباً صغيراً فقط لدخول وخروج المتعاملين معها، وواصل طلاب جامعة بورسعيد أداء امتحانات الفصل الدراسى الأول فى حراسة أفراد ومدرعات القوات المسلحة، وقال شهود عيان إنهم شاهدوا 6 سيارات شرطة تضم مجموعات قتالية مسلحة فى قافلة واحدة تطوف الشوارع الرئيسية بينما اختفى أفراد المرور، وتولى متطوعون من أبناء الأحياء والمناطق تنظيم المرور، وانتشرت سيارات الإسعاف فى كل تقاطع حيوى وخلف المظاهرات دون وقوع إصابات، ولم يظهر المحافظ فى الأحداث واحتمى باستراحته التى تحميها القوات المسلحة، بينما أحيطت مديرية الأمن بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية والمصفحات، كذلك الحال فى أقسام الشرطة التى باشرت أعمالها بصورة اعتيادية.