من جديد .. اشتعلت أزمة السولار فى المحطات لكي يعود المشهد الرئيسى والمعتاد فى حياة المواطن المصرى وهو "الطابور" ، فبعد طابور العيش ، وطابور الأنابيب وغيرها ، ظهرت طوابير السيارات فى الشوارع متكدسة أمام المحطات للحصول على السولار ، ومعها بعض المشاجرات ، وارتفاع فى تعريفة نقل الركاب ، وكالمعتاد … الضحية هو المواطن المصرى الغلبان . "أخاف أمشى على الطريق والعربية تخلص جاز والركاب يسيبونى وينزلوا يشوفوا عربية تانية " .. كانت هذه كلمات الأسطى أشرف سعد – سائق (السنبلاوين-عبود) فى حواره الخاص مع منصورة نيوز بعد أن نزلنا وبدأنا فى البحث وراء المشكلة ورصد عواقبها على المواطنين ، وعند سؤالنا عن سعر صفيحة السولار حسب شرائه قال : "الصفيحة بقت ب 25 جنيه بعد ما كانت ب 22 " ، و" الزيادة فى سعر الصفيحة قدامها نقص فى مكسبى ".
وفى حوار أخر أجرته منصورة نيوز مع الأسطى محمد حسن – سائق (السنبلاوين-سندوب) ، قال : " كنت بعمل 5 أو 6 مشاوير فى اليوم .. ودلوقتى بقيت بعمل 2 أو 3 " ، وبسؤالنا عن سعر الصفيحة قال : " الصفيحة ب 22 جنيه بس بياخدوا مننا بقشيش 5 جنيه " ، ونفى كل ما يتردد بشأن ارتفاع تعريفة نقل الركاب قائلا : " الأجرة زى ما هى .. المنصورة بس هى اللى بقت ب 2 جنيه " ، واختتم كلامه : " نفسى السواقين يقفوا مع بعض ونزود الأجرة ، أنا كنت بشتغل 8 ساعات فى اليوم ودلوقتى بقيت بزود ساعات الشغل عشان أعوض الخسارة " .
وانتقلنا بعدها لأحد سائقى خط (السنبلاوين – المنصورة) وعند سؤاله عن الأجرة ، أكد لنا بأنها قد ارتفعت فعلا ل 2 جنيه بعد أن كانت جنيه ونصف ، كان هذا هو الأسطى أحمد جمال ، والذى فى حوارنا معه قال : "الصفيحة ب 28 جنيه .. وفيه ناس بتقف تبيعها قدام البنزينة ب 30 جنيه فى جراكن وبراميل " .
ويتضح من خلال حديثنا معهم بأنهم ليس همهم ولا شغلهم الشاغل بالسعي وراء المشكلة ولكن كل ما يفعلوه هو السعي وراء لقمة العيش ، فالأسطى أشرف قال : "الجاز بيطلع من الشركات ومش بنشوف منه حاجة فى محطات البنزين .. معرفش بيروح فين بس احنا عايزين الجاز وخلاص" ، والأسطى محمد قال : " منعرفش الأزمة فين بس كل اللى عايزينه إنها تتحل .. عايزين نرجع نشتغل زي الأول عشان نأكل عيالنا " ، والأسطى أحمد قال : " الزيت سعره غلى ، ده غير قسط العربية والكاوتش وكمان أزمة سولار .. أنا مضطر أغلى الأجرة " .
وإذا كان السائقون هم طرف من أطراف المعادلة بأنهم يستغلون الفرص ويرفعوا فى تعريفة النقل فهناك طرف أخر أكثر أهمية وهو الحكومة ، والتى تظهر كل فترة والأخرى مع ظهور الأزمة لتخرج بتصاريح ثم تختفى مع انفراج الأزمة دون إيجاد حلول أو طرق لتفادى الأزمات المتكررة ، فحكومتنا تتحمل نحو 48 مليار جنيه بسبب دعم السولار ، وتخرج شعبة المواد البترولية لتصرح بأن أزمة السولار سببها نقص الكميات وليس التوزيع ، المشكلة ليست فى التصريح ولكن ومع نقص الكميات الموزعة إلا أنها تتعرض للسرقة والسوق السوداء ، مع الاستمرار فى تهريبها إلى الخارج .
وكما أشرنا بأن ضحية هذه المعادلة هو المواطن المصرى "الغلبان" الذى يسعى وراء عيشه لتلبية احتياجاته واحتياجات أولاده ، ولكن يبدو أنه كتب عليه البؤس ، المواطن الذى لو علم بأن الأجرة زادت نصف جنيه ينزل ولا يركب لأن ليس معه الزيادة ، وضف إليه أفران الخبز والتى تواجه أزمة حقيقية بنقص إمدادات الوقود ، ومعدات زراعية مهددة بالتوقف ، وغيرها من المعدات والماكينات التى تعمل بالسولار .
ويكمن الحل عند صاحب القرار والذى يستطيع منع تهريب السولار ، أو فرض رقابة خاصة على تهريبه وبيعه فى السوق السوداء ، أو شن حملات على محطات البنزين التى تزيد من تعريفته من أجل مكاسب شخصية ، أو توفير مخزون استراتيجى من السولار …. الحل موجود بس لو انت عايز !!