بدأت حالة الجدل بعد إرسال وزارة النقل خطابا لمحافظة الدقهلية، تطالبها فيه باسترداد أرض حديقة "الهابي لاند"، التي تقع بمدينة المنصورة، مؤكدة أن الأرض تتبع هيئة السكك الحديدية، وطالبت الوزارة المحافظة برفعها من سجل 8 أملاك المقيد فيه أملاك الدولة، بغرض استثمارها وسداد مديونيتها. وقال الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية ، أن ارض الهابي لاند مسجلة لدينا في سجل 8 أملاك، وهي تتبع محافظة الدقهلية بقرار جمهوري من سنة 1980، وتدعي وزارة النقل أن لديهم مستندات من أيام الملك فاروق منذ 1930، وأنها تتبعهم.
وقال شاروبيم "إننا بدأنا في عمل تصور لتطوير الحديقة، وجهزنا فيلما لعرضه على الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلا أننا فوجئنا أن وزارة النقل تقول إن في قرار لعودتها لهم".
وأشار إلى أنه بعرض الأمر على رئيس الوزراء قرر تشكيل لجنة من محافظة الدقهلية ووزارة النقل، لفحص الموضوع، قائلا: "هاتوا لي مستنداتكم"، وأكد أن تطوير الحديقة سيعدو بالنفع على المحافظة والمواطنين في كلا الحالتين.
وقد طال اللاهمال الحديقة بعد أن انتهى عقد مستأجرها، وتوالت العديد من الأفكار لدى المحافظين للاستفادة منها في تحقيق دخل للمحافظة، وفي نفس الوقت إعادة بريقها إليها كمتنفس لأهالي المنصورة، وقد حاول المحافظ الأسبق أحمد سعيد صوان، قبل عام 2011 إنشاء مركز استكشافي يحمل اسم سوزان مبارك وفشلت الفكرة، ثم قرر اللواء صلاح المعداوي، المحافظ الأسبق، خلال 2013 طرحها في مزاد طويل الأجل مدته 25 عاما للعمل بنظام "P.O.T" بإسناد إدارتها وتشغيلها من قبل مستثمر خاص، إلا أن الرفض الشعبي في ذلك الوقت حال دون إتمام جلسة المزاد.
وفي أغسطس 2016 طالب المحاسب حسام الدين إماما المحافظ الأسبق، عمل دراسة مفصلة لتصور شامل للحديقة والإعلان عن مسابقة لأفضل تصميم مؤكدا على ضرورة تطوير الحديقة، فهي المتنفس الوحيد لمن لا متنفس له من البسطاء، مشيرا إلى أنه سيجعل منها أفضل الحدائق في مصر بل وفي الوطن العربي، إلا أنه لم يستمر طويلا في منصبه، وخلفه الدكتور أحمد الشعراوي في المنصب، وأعلن أنه سيتم إنشاء كوبرى يربط بين حديقة الهابى لاند بعد تطويرها بحديقة "صباح الخير يا مصر" في الجهة المقابلة على شاطئ النيل.
واستكمل الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، بعد أن تولي المسئولية في شهر سبتمبر 2018، أفكار تطوير الحديقة لكنه طرح فكرة جديدة وهي إنشاء فندق 5 نجوم على أحدث طراز على جزء من أرض الحديقة، بارتفاع 12 دورا ثم تم وضع تصور لزيادة الارتفاع إلى 15 دورا للاستفادة من مساحة الحديقة الكبيرة مع ربطها بحديقة "صباح الخير يا مصر" على النيل، وتحويل تلك الحديقة لقاعة مؤتمرات لخدمة الفندق.
من جانبة أعلن أحمد سلام الشرقاوي، عضو مجلس النواب عن دائرة المنصورة، أنه تقدم بطلب إحاطة لوزير النقل بعدما علم أن وزارة النقل تنوي إقامة مجموعة من الأبراج السكنية بأرض الحديقة، وهو الأمر المرفوض تماما، لافتا أنه ذلك تعدي على حق أهالي المدينة في وجود متنزهات عامة، لا سيما كونها تاريخية.
وأكد الشرقاوي، أن تلك الحديقة تمتلك أهمية تاريخية وتعد من أهم معالم المدينة، حيث أنها الجزء الوحيد المتبقي من منتزهات قصر الخديوي إسماعيل الذي جرى إنشاؤه في ستينيات القرن ال19،وان بها أشجارا نادرة عمرها يزيد عن 150 عاما تغطي ظلالها مساحة 10835 مترا مربعا، تري نهر النيل بامتداد ممشي الخالدين. وكذلك هي المتنفس المتبقي للأهالي خاصة من محدودي ومعدومي الدخل في المدينة.