ذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم فى مقالة كتبها Dr. David Kirkpatrick بعنوان " مرسى يتحول الى مؤيديه الاسلاميين والاوضاع تتفاقم " القاهرة تواجه أخطر أزمة منذ تولى مرسى الرئاسة والذى يتجه بشكل أكثر الى حلفائه وخصوصاً جماعة الاخوان المسلمين ، والذى يعتمد على قوتهم فى اخراج مشروع الدستور الى الشارع والذى بدوره هو مشروع للانقسام . كما هتف عشرات الآلاف بسقوطه لليوم الرابع على التوالى امام قصر الرئاسة ؛ كما اعترف مستشارى الرئيس مرسى و قادة جماعة الاخوان المسلمين يوم الجمعة ان بعده عن أنصاره فى الاسلام السياسى يزيد من احساسه بالعزلة السياسية وتحدث أحد المقربي له عن اعتماده الكلى على جماعة الاخوان المسلمين . ويعتقد الرئيس مرسى انه وجماعة الاخوان المسلمين يمكنهم تمرير مشروع الدستور بالقوة وتشويه المعارضيين لهم والذى يسمح له ببداية جديدة و زيادة صلاحياته . وبعد المكافحة لإنهاء حالة الاحتجاجات والعنف فى انحاء البلاد الا ان الرئيس مرسى قدم تنازلات جديدة لخصومه يوم الجمعة حيث ان هناك باب مفتوح لتأجيل الاستفتاء على الدستور المقرر بتاريخ 15 ديسمبر 2012 وذلك حتى مراجعة الاتجاه الاسلام السياسى الاكثر فى الجمعية التأسيسية للدستور . ولكن تحولت المعارضة لأذان صماء لا تسمع - مطالبين ببدء الجمعية التأسيسية بشكل مختلف واصلاح انشاءها وقال مستشارى الرئيس مرسى انه يحاول حشد قاعدته الاسلامية بشكل أكبر . وهى الاستراتيجية التى عرضها أكثر من مرة فى خطاباته محولا معالجة الاضطرابات بين معارضيه و مؤيديه والتى قتل فيها ستة أفراد ولكنه رفض اللعب بشكل موحد مع معارضيه ومؤيديه والذى كان سيؤدى الى تعاطف كل المصريين معاه . وبدلا من الحل رجح حل المشكلات الى مؤيديه الاسلاميين ؛ بحجة ان مؤيديه الاسلاميين تعرضوا لهجوم من قبل بلطجية المعارضة المأجورين بمال أسود فى مؤامرة مع المواليين للرئيس المخلوع وقال أيضا ان بعض الجناة لهم علاقات مباشرة مع المعارضين السياسيين داعيا المصريين الوقوف ضد هذه الجرائ البشعة ضد مؤيديه . ويذكر ان الرئيس مرسى يتجه بشكل كامل الى قاعدته السياسية فى الجهاز السياسى لجماعة الاخوان المسلمين ؛ ويقول المستشارين ان كمال الدستور والرئيس يتم عن طريق التزامه بالقانون و زيادة مصداقيته ولكن الرئيس مرسى يساعد بشكل أكبر فى شل الحياة المصرية والذى بدوره خاطر فى صورته وصورة الدستور الذى بناه مجموعة حزبية التى دفعته الى وجوودة كرئيس .وقد تكون نتيجة الاستفتاء انتصار بشكل أجوف يساعد فى عدم الاستقرار السياسى . وقال الدكتور فهمى خالد - مؤرخ بالجامعة الامريكية " ان التصويت فى الاستفتاء سينتهى بنعم وسيكون الحكم فى مصر أصعب من السابق " . وقد اعترف ان بعض قادة الاخوان المسلمين ان مرور الدستور يشكل معركة حامية وكبيرة يساعدهم فى ثرواتهم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة . وقال احدهم لا اعتقد انه سيكون لدينا نفس الثقة وستتأثر الاموال لدينا. وقالوا أيضا عن شخصية الرئيس مرسى انها عنيدة نتيجة سجله الحافل داخل المكتب السياسى للجماعة ؛ ويقول بعض مستشاريه ان الرئيس مرسى يعتمد بشكل أكبر على الاخوان المسلمين لأنهم أكبر قوة سياسية والاكثر تنظيماً . وقالت القوات المسلحة انها لاتنحاز الى الاتجاهات السياسية؛ وأن قيادتها رفضت الخضوع لسلطة القيادة السياسية مدة ثلاثة أشهر مطالبين باستقلالها فى اطار استمرار الميثاق.بينما كان المحتجون ضد الدستور الجديد على استعداد لمسيرة الى القصر الرئاسي يوم الأربعاء، واختتم السيد مرسي أنه لا يمكن أن يعتمد أيضا على وزارة الداخلية للدفاع عنها. وقال مستشاروه إنها فشل في حماية أكثر من عشرة مكاتب الإخوان في جميع أنحاء البلاد من الهجمات على مدى الأسبوعين الماضيين. وقال أحد قيادات الاخوان المسلمين ان الرئيس استدعى أعضاء جماعة الاخوان المسلمين لحمايته بدلا من الحكومة لأنه لايثق فيها؛ وهو القرار الذى أدى الى ليلة مميتة بين المعارضة والاخوان المسلمين وفى اليوم التالى دعا الرئيس مرسى وحدة خاصة تحت قيادته مباشرة من الحرس الجمهورى . يقول مستشاريه على قناعة السيد مرسي أن معارضته في الجمعية قابل للتفاوض بسوء نية على أحكام الدستور المزمع، والتي تظهر في الاتفاق على حلول وسط من الخروج إلا في آخر لحظة.أما بالنسبة لقادة الاخوان المسلمين فهم يحاولون الوصول الى حلول وسطية . وقال الدكتور عصام العريانى - ان النقاش لييس لمادة واحدة فقط ولكنه نقاش حول هل يكون هناك دستور أم لا ؟ وقال انهم يخشون الديمقراطية . ولكن كما احتشد عشرات الآلاف من معارضيه خارج القصر الرئاسي من ليلة الاربعاء حتى يوم الجمعة، وقال العديد منهم أنهم أيضا لا يريدون حلا وسطا لأن السيد مرسي قد فقدت كل مصداقية. واضاف "اننا سوف نعود به إلى السجن!" وسط بكاء المتظاهرين، إذ أشاروا ان السيد مرسي كان في السجن تحت حكم مبارك الدوره كزعيم جماعة الإخوان. كان الامتناع الأكثر شيوعا لا حول الدستور، بل كان دعوة الى "سقوط النظام".