حين ينقل موقع صحفى ما خبرا أو حادثا عن موقع آخر دون الإشارة إلى المصدر يمر الأمر مرور الكرام دون أن يسبب مشكلة لأن الخبر والحادثة لا دور للصحفى فى صدور الخبر أو وقوع الحادثة ويصعب إثبات أول من عرف بأيهما فيتفرق دمهما بين القبائل لكننا إذا إنتقلنا إلى بقية فنون التحرير الصحفى يتأكد دور الصحفى بدرجات متفاوتة حسب نوع كل فن ومتطلباته فتحليل خبر أو حادثة أو ظاهرة تبرز فيه رؤية الكاتب ورأيه والتقرير الصحفى يبذل الكاتب جهدا ضروريا فى جمع المعلومات وانتقاء ما يستخدمه منها وما يطرحه ويقوم بترتيبها وقد يتدخل فى صياغتها تبسيطا وشرحا وتفسيرا . أما أعلى درجات الفنون الصحفية ارتباطا بكاتبها فهى المقال الصحفى حيث يعد المقال إبداعا شخصيا من تأليف كاتبه موضوعا وفكرا وصياغة ولغة وتعد سرقته أو نشره دون نسبته إلى كاتبه جريمة سرقة فكرية مخالفة لآداب المهنة ومبادئها . ومنذ بضعة أيام كتبت مقالا بعنوان " متى يستخدم العرب قوتهم الناعمة بنجاح " ونشرته على الصفحتين المصرية والدولية للإتحاد الدولى للصحافة الإلكترونية الذى أشرف بعضويته وأيضا على موقع جريدة " المنصورة نيوز " ونقلته عن المواقع الثلاث كثير من المواقع الأخرى على مستوى العالم باسمى وصورتى ونال المئات من تعليقات الإعجاب والاستحسان ولكنى فوجئت بموقع جريدة الوفد ينشر المقال دون إشارة إلى كاتبته مجهلا كأنه لقيط . ولما كنت أكن لصحيفة الوفد الموقرة احتراما خاصا وتقديرا كبيرا للصحيفة وللحزب الذى تصدر عنه وتاريخه العريق فى تاريخ الكفاح الوطنى المصرى فقد أصبت بصدمة عميقة واستنكار كبير أن تأتى هذه السقطة المهنية من جريدة أحترمها وحزب أقدره وتفعيلا لأخلاقيات المهنة وإعمالا لمبادئها المتفق عليها وتنفيذا لقانون الملكية الفكرية فإننى أصر على ما يلى : أولا : نشر صورتى واسمى فى صدر المقال ونسبته إلى كاتبته ثانيا : نشر اعتذار عن هذه السقطة المهنية مصاحبا للتصويب السابق ثالثا : دفع تعويض مادى مناسب عن الأضرار النفسية والأدبية التى أصابتنى وأسرتى وأصدقائى من هذا التجهيل وأنا واثقة أن الالتزام المهنى لزملائى فى صحيفة الوفد وصفحتها الألكترونية واحترامهم لأخلاقيات المهنة سوف يستجيب لهذه الطلبات مع تقديرى واحترامى لهم رغم ما حدث هيام محى الدين كاتبة مقال " متى يستخدم العرب قوتهم الناعمة بنجاح "