لقد صرنا ومنذ سنوات مصبحنا وممسانا هو تصدير خطابات الهزيمة النفسية والمعنوية لا لعدونا الخارجي بل لأنفسنا فأصبح من يري أحوالنا من أعدائنا يطرب ويهنأ وينام قرير العين هانئ البال... ولم لا وهو يرانا ممزقين متشاكسين... يري منا جلد ذات علي أعلي مستوى ومن أفخر الأنواع... يري ويسمع ويقرأ بأم حواسه ما يجعله يوقن بأن خططه قد بدأت تؤتي أكلها وأن ثمارها قد أينعت وحان قطافها بل ونحن الذين نقطفها لهم ونقدمها علي طبق من غباء ... لقد لعب عدونا فينا و بجميع مقدراتنا والآن يوظف التكنولوجيا الحديثة وخاصة تكنولوجيا المعلومات في تشكيل عقولنا حسبما يريد وللأسف نحن ننساق سوق الإبل صوب حظيرته لنجد فيها العشب والكلأ فنأكله بلا تفكير بل وبلا إبصار... وعندما تتلبك معدتنا وتضطرب ونبدأ في الشعور بما رتب لنا بليل ينتقل بنا إلى الخطة باء أو كما يقول:Plan B فيبدأ في تجهيز الترياق ويطرحه لنا ونتناوله أيضا بدون تفكير ولا ندرك أنه أيضا سم قاتل... وهكذا حتي نصبح في يده كقطعة عجين سهلة التشكيل... ويظل يتلاعب بعقولنا ويدس سمومه والتي أبدا لم ولن تكون إلا سموم بهية المنظر شهية الطعم حلوة المذاق... حتي تختلط لدينا الموازين وتهتز من تحت أرجلنا الثوابت... فأحدهم يضرب في البخاري وصحيحه وآخر يصدر لنا فتاوي شاذة وأحدهم يضرب التاريخ في مقتل فيشكك لنا في أبطاله كصلاح الدين وغيره... حتي نصبح لا نعرف أين من متي ولا كيف من ماذا... ثم يضرب فنوننا في مقتل فبرغم أن العري ومخاطبة الغرائز موجود منذ الأزل وعلي مدار التاريخ ولكن كان الأمر مخبوءا مستورا فهو عورة لا يصح أن يتناوله الجميع وليس هذا من زمن بعيد ولعل أبرز مثال علي ذلك هو(فيلم ثقافي) فلو عرض الآن سيشعر من يشاهده ببلاهة فكرته وعبط أحداثه حتي اسمه المغلف أصبح الآن عاريا فالآن أصبحت تلك المادة متاحة بضغطة زر علي الشبكة العنكبوتية ولا رقيب ولا حسيب سوي رب العالمين هذا إن وجد الوازع الديني والذي تم ضربه من قبل... فصارت الفنون نوعا من مخطط الإفساد الممنهج وصارت المسلسلات المنزلية تشبه أفلام +18 في السينما... حتي القراءة والتي اندثرت تم إحياؤها بروايات العهر والسفور... والتعليم ومأساته وانصراف الطلاب عنه ممنا جعلهم يستقون معلوماتهم من مصادر آسنة عفنة صارت تشكل وجدانهم وتقلب عندهم موازين الأمور .... كما نجحوا في تفكيك أواصر الأسر فالأب ملهي في تحصيل لقمة العيش وبالكاد يلمح أولاده وهم يجرون أمامه في البيت وهو يحاول أن يسرق ساعة راحة ليواصل وردية الليل... وهاهي الأم تخرج من عمل إلي عمل حتي أصيبت بالكساح والعجز المبكرين... إذن من يربي هو الشاااارع وما أدراك ما الشارع! ناهيك عن السجالات السياسية العقيمة والتي لا طائل من ورائها سوي أن يضحك علينا عدونا فنحن بتلك السجالات نتأخر سنين إلي الوراء... ولعلي أسمع أحد المزايدين المتحزلقين وهو يسخر قائلا: حتي التنفيس والتعبير حراااام يعني نموت أحسن... أنا لم أعن ذلك المعني بل جل ما أقصده أن نكون عمليين موضوعيين لا أن نكون من محبي الثرثرة وضرب الكلام في الهواء والسلام... من منا فكر ولو للحظات أنه بدلا من أن يصب معظم همومه في جوف غيره ويفترض أن العيب ليس فيه وأنه ضحية... فبدلا من ذلك عليه أن يبحث عما يستطيع فعله ولو كان بسيطا... ولست هنا بصدد رسم خريطة أو وضع تخطيط معين لكل فرد لأن كل مواطن يعلم أنه يستطيع إذا أراد... ولكن من الواضح أننا نستسهل المظلومية... أيها الأحباب نقطة ماء قد تزرع الصحراء. #بسن_القلم