قلتها بتلقائية شديدة الأحد الماضي رغم كوني متأكدا ان رئيس الجمهورية لم يكن ناسيا ما أصدره من قرارات ثورية »بحق وحقيق« والمهم ألا يكون ناسيا »سؤال« الذين تم إبعادهم عما فعلوه خلال الفترة الانتقامية - أقصد الأنتقالية- وبالذات أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود وماسبيرو ووزارة الدفاع وغيرها من الموبقات والأزمات المتعمدة التي ارتبطت باللهو الخفي.. اعتقد أنهم يعلمون تمام العلم من هو الذي ضرب مصر في مقتل طوال أكثر من عام ونصف العام عقب يوم 11 فبراير 1102 حتي يكفر المواطن البسيط بالثورة التي أطاحت برؤوس النظام مع بقاء الجسم والذيل كما هما يلعبان كما يحلو لهما! سيادة الرئيس: إياك أن تنسي آخرين يحتاجون إلي قرارات مماثلة، صحيح ان بعضهم لا تملك قانونا إقالتهم من مناصبهم ولكن قل لهم: استقيلوا.. وهم يعرفون الباقي .. وأنا أتكفل بالقلادات ! لقد صبرت كثيرا علي المتخلف عقليا »المتعكرش« حتي بعدما أهدر دمك وهددك بالقتل علي الهواء مباشرة وهي تهمة لو ثبتت عقوبتها لا تقل عن 51 سنة سجنا.. وهو في الواقع لا يحتاج إلي السجن بقدر ما يحتاج إلي مستشفي للأمراض العقلية.. هو وآخرون! هناك أكثر من عكاشة، هناك من وصفه بالقول إنه رمز من رموز مصر الوطنية، وهناك.. وهناك.. ولكن إياك أن تغلق جريدة أو قناة فضائية.. هناك قانون يطبق علي من يتفوه كفرا وحقدا وفتنة! أنا لا أريد تسمية ما حدث بمذبحة المماليك فالمذبحة التي نفذها محمد علي بالقلعة كانت تتسم بالانتقام وقطع الرؤوس، لكن ما حدث كان أمرا طبيعيا واشبه بما يقوم به مهندسو الأحياء عندما يتم »تقليم« أشجار الشوارع ، وهي في اعتقادي لا تكفي فالرؤوس التي حان وقت قطافها قد أينعت واستمرار بقائها علي الكراسي أمر لا يبشر بالخير.. أرجوك أكمل مشوار الثورة التي كدت أنسي اسمها من الممارسات التي تمت طوال الفترة الماضية علي أيادي اللهو الخفي المعروف أعضاؤه بالاسم! ولعلي هنا أطرح أمامك قضية في منتهي الخطورة لعلها السبب وراء الفساد الأكبر في الصحافة وهي الظاهرة المسماة بالمستشار أو المستشارة الصحفية لرجال الأعمال أو للوزارات أو للجامعات.. هؤلاء يستحقون استئصالا فوريا من مهنة شريفة لا يستحق أن يلتصق بها أمثالهم! أقول ذلك بعدما هالني ما حدث من رجال الأعمال الذين لم يكتف بعضهم بامتلاك قناة فضائية أو صحيفة تتحدث بلسانه وتعبر عن مصالحه وتروج لنشاطه بل امتلك صحفيين أو صحفيات من نوعيات تملك مواهب شتي ماعدا موهبة الصحافة.. نوعيات لا تتحدث باسم رجال الأعمال إياهم فقط بل اصبحت لديهم القدرة علي منع نشر أية أخبار أو تقارير لا يرضي عنها أسيادهم لأنها تكشف عوراتهم بعدما انكشفت حقيقتهم عقب سقوط النظام السابق إلي غير رجعة! إنني لا ألوم رجال الأعمال إياهم فهم يدفعون مقابل الخدمات التي يحصلون عليها، لكن اللوم واللعنة للصحفي أو الصحفية الذي يبيع نفسه ولا أقول ضميره لانه لم يعد له وجود! المستشارون الاعلاميون يغترفون الأموال من رجال الأعمال وهم بدورهم يغترفون أمورا أخري أغلي من المال الذي لم يعد له ثمن في نظر المستشار أو المستشارة ومع ذلك لا يتورعون عن الوقوف في طابور صرف المرتبات من المؤسسات الصحفية التي ينتمون إليها اسما وعلي الورق فقط! سيادة الرئيس: هناك أكثر من عكاشة في مصر.. أرجوك لا تتأخر في انقاذ ثورة يناير من أمثالهم.. وأقول لك بكل صراحة أنني لم اشعر أن ثورة يناير مازالت قائمة سوي يوم الأحد الماضي!