قال له: ما تعريف الآلة؟ أجابه: هي وسيلة لتنفيذ شيئ ما .... فالقلم آلة للكتابة والسيارة آلة للنقل والثلاجة آلة لحفظ الطعام ... وهكذا.... نظر إليه باستهجان وامتعاض ثم أشار لآخر أن يجيب فظل يسرد ويسهب ويطيل في تعريف الآلة وأستاذه منسجم ويكاد يطير من السعادة والانتشاء ولعل السبب الرئيسي الذي جعل الأستاذ في هذه الحالة هو أن تعريف الطالب الثاني هو التعريف الذي وضعه في كتابه بنفس الجمل وذات الكلمات وأم الحروف ،ولما طلب من الطالب الأول أن يعيد التعريف كما قاله زميله لم يستجب بل ضحك بهستريا، وقتها طرده الأستاذ من غرفة الدراسة وعندما خرج عاد لتوه فلما سأله الأستاذ عن سر رجوعه أجابه: بأنه عاد ليأخذ ( ذلك المكتوب بالحبر ومكون من حروف وكلمات وجمل ويحتوي علي فصول وأبواب وفهارس وله حواشي وبه نصوص ومتون ومراجع ويحيط به من الخارج غلاف مكون من الورق المقوي ومنقوش عليه بخط بارز عنوانا في الوسط يدل علي المحتوى الداخلي و....) وهنا قاطعه الأستاذ قائلا: أوجز وقل ماذا تقصد بكل هذا الهري وتلك الثرثرة ؟! فأجابه الطالب: رجعت لآخذ الكتاب.... ولماذا لم تقل ذلك مباشرة بدون اللف والدوران والتعريف المقيت والممل الذي ذكرته حضرتك للكتاب ؟! وهنا ردَّ عليه الطالب بكل ثقة: ولماذا لم تقبل تعريفي المبسط لمفهوم الآلة وصممت علي أن أذكر لك التعريف الممل المقيت الذي ذكرته في كتابك ؟! وهنا أسقط في يدي الأستاذ وفتح فمه في بلاهة ولم يعقب بحرف واحد ووقف للحظات مشدوهاً مصدوماً.... ( تعليم عقيم ومناهج مليئة بالحشو = خريج جهول مجهال جَهِل لا يفهم ما يحفظه ويكرره كالحمار = خريج ككتاب ثان يمشي علي رجلين = خريج موظف روتيني غير قادر علي الإبداع بعدما عقله ضاع)!!! - استرعي انتباهي ذكر من أذكار الرسول الكريم عند الخروج من الخلاء (الحمام ) : كما روى أبو داود وابن ماجه والترمذي من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال غفرانك). حيث قال بعض العلماء: أن السر والحكمة من طلبه عليه الصلاة والسلام من ربه الغفران هو أنه امتنع ولولوقت قصير بغير إرادته عن ذكر الله لأنه في مكان لا يصح فيه الذكر، والحقيقة لقد هالني ذلك الأمر من ناحيتين: الأولي: أننا خارج الحمام مشغولون بالدنيا وشهواتها الزائلة عن الذكر والابتهال والتضرع إلي الله وهو الأمر الباقي المستقر بالميزان الرباني الذي لا يحيد أبدا الثانية : أننا نحرص كل الحرص عند تصميم وبناء بيوتنا خاصة في هذا العصر ،علي توسيع الحمام بقدر الإمكان وتغليفه بالسيراميك الفاخر ووضع أطقم الحمام علي أحدث طراز وطبعا لاننسي البانيو وتصميمه بحيث يكون كأنه سرير مائي باختصار حوَّلنا الحمام إلي مكان لقضاء أسعد الأوقات وأطولها ونسينا أو تناسينا أنه بيت النجاسة والغفلة بينما لم نحرص للأسف الشديد علي تخصيص ركن ولو بسيط للعبادة والخلوة والاستجمام الروحي ! - في لفتة طيبة وموقف مشرف يستحق أن نرفع له القبعة والبرنيطة وكل أغطية الرأس وجَّه الفنان يوسف الشريف نصحه لمشاهدي مسلسله الجديد كاتباعبر Twitter: "إياك أن تضيع ركعة كنت تنوي أن تركعها لله من أجل مسلسل القيصر أو أي مسلسل اخر"، وأضاف: "خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له".