القى الشيخ نشات زارع امام وخطيب مسجد سنفا التابعع الى مركز ومدينه ميت غمر خطبه الجمعه الموحده اليوم بعنوان " نعمة الامن والامان " حيث قال نشأت " ان نعم الله على عباده كثيرة وهى لاتعد ولاتحصى وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها ان الانسان لظلوم كفار ، ومن أعظم النعم التى يتناساها الكثير ويتغافل عنها وهى نعمة الامن وربما لايعرفها الا من جرب الخوف وعاش وسط التفجيرات والقنابل .
وتابع نشأت الاسلام يجعل من نعمة الامن مقصدا من مقاصد الشريعة فمقاصدها هى حفظ النفس وحفظ النسل وحفظ الدين والعرض وحفظ المال وكل ذلك لايتحقق الا بشيوع الامن فى المجتمع ( الذى اطمعهم من جوع وامنهم من خوف) فالأشياء تتميز بضدها فلا يعرف قيمة الصحة إلا المريض ولا يعرف قيمة الماء إلا الذى يعيش فى الصحراء ولا يعرف قيمة الطعام إلا الجائع ولا يعرف قيمة الأمن إلا الخائف والإسلام، اعتبر نعمة الأمن من أعظم النعم على الإنسان لذلك اهتم بالمحافظة عليها ونهى الإنسان أن يروع أخاه الإنسان ، والامن انواع .
فهناك الامن الاقتصادى وهذا يحتاج الى ثقافة العمل وتقديس العمل والعلم حتى نحققه فى المجتمع فسيدنا يوسف لم يقل عن مصر ادخلوا مصر ان شاء الله امنين الا بعد ان زرعها وهيأها لساكنيها .
ولكى نحقق نعمة الامن فى مصرنا فنحتاج ايضا الى بذل للجهد ومجهود وشيوع ثقافة العمل والانتاج حتى نحقق الامن المجتمعى وهناك الامن السياسي وهو نشر الديمقراطية وحرية الرأى والفكر والايمان بمبدأ التعددية وثقافة الاختلاف وتطبيق قانون المواطنة واحترام الاخر والتعايش السلمى ونبذ العنف بين ابناء الوطن الواحد مهما اختلفت عقائدهم ومذاهبهم وافكارهم واتجاهاتهم فهذه الف باء دولة متقدمة كذلك مواجهة الفساد بكل انواعه .
وهناك الامن النفسي وهو القناعة والرضا وهو الذى عبر عنه النبي ص (من بات امن فى سربه ومعاف فى بدنه عنده قوت يومه فكانما حيزت له الدنيا بحاذفيرها) وهذه هى مشكلة الكثير فهو يعيش فى بحبوحة من النعم والامن والخير ومع ذلك لايشكر بل تجده ناقما قلقا غير سعيد ينظر الى مافى ايدى الاخرين ينظر الى اعلى بدلا من ان ينظر الى من هو دونه حتى يشكر الله .
وأضاف وهناك امن يغيب عن ثقافة الكثير وهو الامن الفكرى بل هو يعد بمثابة الامن القومى للبلاد اذا فقدته امة او دولة فانه اخطر عليها من موبقات الدنيا وقد يدمر اركانها ، وهو سلامة عقول ابنائها من الفكر الفاسد والتدين المغشوش وهذه القضية نحن فى احوج الناس لها الان بعد ان اكتوينا بنار.
هؤلاء الافكار الدواعشية التى تقتل يوميا ابطالنا جنود الجيش والشرطة الذين يدافعون عن تراب هذا الوطن وهذه مهمة الدولة بكل مؤساساتها ان تجعل هذه القضية هى اولى اولويات الوطن الامن الفكرى هى امن قومى ، ولذلك كان طلب الأمن في الديار والبلاد وفي الأهل والأولاد هو أول ما دعا به الخليل إبراهيم عليه السلام ربه.قال تعالى:"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ..." وقال سبحانه:" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ " فنعمة الأمن لابد وأن تقابل بالشكر،وبمزيد الذكر،كيف لا ؟ وقد قال رب الأرض والسماء:".
فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ان نعمة الامن لاتستطيع ان تمارس حياتك فى غيابها فهذا الجمع من يوم الجمعة لايتحقق الا بالامن لاتستطيع ان تصلى وتمارس شعائرك وانت خائف لاتستطيع ان تنتج وتبدع وتزرع وتحصد الا بالامن الخلاصة .
والدنيا لها قوانين وسنن والله سبحانه لا يغير نواميس الكون مجاملة لنا ، إذا كان القرآن قد قال عن مصر (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ).
فإن هذا النص ليس صكا إلهيا بحمايتنا دون أسباب فهو القائل أيضا (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، والدنيا لها قوانين وسنن والله سبحانه لا يغير نواميس الكون مجاملة لنا " .