صيادلة بني سويف ...الدواء فيه نقص قاتل والشركات تلوي ذراع الحكومة لتحقيق مصالحها

تعانى محافظة بنى سويف من نقص حاد فى الدواء، وألبان الرضع، وتقف نقابة الصيادلة مكتوفة الأيدى والمجنى عليه فى النهاية المريض والأطفال بالمحافظة. فى البداية يقول الدكتور إميل ماهر جرجس -صيدلى- "تعانى مصر من نقص المادة الخام للعديد من الأدوية المهمة وتتعلل شركات الأدوية بالعملة، ولكن فى باطن الأمر هو لى ذراع الحكومة لجعلها تسمح لتلك الشركات بزيادة أسعار منتجاتها رغم الربح الهائل التى تحققه تلك الشركات". وكشف ماهر عن السبب الثانى لنقص الأدوية ببنى سويف، وهو احتكار بعض أصناف الأدوية لصالح شركات وصيدليات بعينها، حيث تتعاقد بعض الشركات المنتجة للأدوية مع صيدليات كبرى لاحتكار الدواء وبالتالى تقوم تلك الصيدليات ببيعه بالسعر الخيالى الذى يناسبها فى ظل عدم وجود منافس أو صيدلية أخرى تحدد سعر الدواء حتى لا يتعرض المريض للابتزاز. سؤال فرض نفسه عندما خاضت "بوابة الأهرام" التحقيق عن نقص الأدوية، وهو كيف يتم التعامل مع المريض عند نقص الدواء الخاص به أو اختفائه؟ أجابت الدكتور سحر جابر -صيدلانية-: يقوم الصيادلة بعرض البديل عليه وفقا للمادة الفعالة التى يحتاجها، أو ترك المسئولية للطبيب المعالج ليقوم بتغيير الدواء الناقص. وأضافت جابر تحتاج معالجة نقص الأدوية، بأن يقوم الطبيب المعالج فى البداية بكتابة الاسم العلمى للدواء وعلى الصيدلى أن يوفر الدواء وفقا للمتاح إليه، ومنع مندوبى الدعاية لشركات الأدوية من إعطاء النسب المادية للطبيب بناء على صرفه للأدوية التى تخص شركاتهم، وأخيرا يجب أن تخضع جميع المواد الخام القادمة من الخارج لشركات حكومية، حتى لا تتلاعب الشركات الخاصة بصحة المريض فتجارة الأدوية تأتى ثانى ترتيب بعد تجارة السلاح. وأشار الدكتور ماجد حلمى -صيدلى- إلى ضعف نقابة الصيادلة فى مواجهة سيطرة الشركات على الدواء وناشدها بأن تقوى جهودها لصالح المريض المصرى، والصيدلى، وتوفير احتياجاته قبل التوجه لتوفير احتياجات المريض الليبى، والفلسطينى، والسورى. وفتح حلمى النار على شركات إنتاج الألبان الحكومية، فكل صيدلية تحصل على 6 علب من لبن الأطفال شهريا، وهو لا يكفى لطفل واحد وطالبها بزيادة الحصة لكل صيدلية. ومن جانبه علق فقط الدكتور أحمد أنور وكيل وزارة الصحة ببنى سويف على نقص الألبان قائلا: نوفر اللبن المدعم للأطفال بالمديرية، ولكن بشرط لأن الوزارة تتبنى سياسة الرضاعة الطبيعية لذا نصرف اللبن المدعم للأمهات التى لا تستطيع الإرضاع الطبيعى أو للأمهات التى رزقت بتوأم أو أكثر.