اعترف أننا نحن المصريين أصبحنا في اختلاف رأي شديد ويبدو أن فعلا صعب إقناع فريق بفكر الفريق الآخر وإن رأينا تحول البعض من مؤيد للسيسي إلى مهاجم له بعدما رأي أفعالا وسمع أقوالا لم يكن يتوقعها بعد الانقلاب وهو ماحدث بالضبط مع الإخوان حيث تخلى عنهم كثيرون مما اختاروهم بعدما رأوا منهم ما جعلهم يندمون على اختيارهم من وجهة نظرهم وفي الحقيقة الكل أخطأ والكل يتحمل النتيجة البشعة التي وصلنا إليها الآن وللأسف الكل يحاول أن يقنع الآخر دون حتى أن يستمع ما ذا يقول , ورغم أنني مقتنع تماما ان هذا الاختلاف الشديد في الرأي فيما بيننا هو تطور طبيعي جدا لمفهوم الديمقراطية لو تم وضعه موضعه الطبيعي ,,ولكن كوننا حديثي عهد بالديمقراطية فقد تطور الاختلاف في وجهات النظر إلى تطاول وسباب وأحيانا كثيرة قطع علاقات بين الجيران والاصدقاء واحيانا الأقارب
وإذا لم نقف مع أنفسنا وقفة جادة وحاولنا بشتى الطرق البحث عن نقاط اتفاق فيما بيننا لانهار المجتمع المصري انهيارا شديدا حتى وصلنا الى مرحلة انتو شعب واحنا شعب وليكو رب ولينا رب بل ولكم دينكم ولي دين وكفار ومؤمنون إن كل إنسان عاقل أمين مخلص لدينه ووطنه له أوليات فمثلا إن كانت عودة مرسي ستتسبب في انقسام جيش مصر لتدور معارك فيما بينهم كحال سوريا فيحرق مرسي واللي يتشددله , وإن كان الأمن والاستقرار والرخاء سيأتي على يد السيسي في مقابل قمع الحريات وحكم الفرد والانحياز لفريق من الشعب دون آخر فليحرق السيسي على اللي يتشددله تعالوا سويا نتخلى عن الدفاع عن فريقنا ونتحول في لحظة صدق مع أنفسنا لسرد عيوب فريقنا التي نعرفها جيدا ونتجاهلها أو نقلل من شأنها في الوقت الذي نبرز فيه عيوب الآخر ونضخمها لأبعد مدى
أما التعصب الأعمى لفريق دون آخر لن يوصلنا إلا لدمار مصر وهد المعبد على رؤوسنا جميعا فمن منكم لديه الجرأة في إحصاء عيوب وأخطاء الفريق الذي ينحاز اليه ( سيساوي - ربعاوي ) حتى نصل لنقاط تفاهم وتلاقي في وجهات نظرنا , فنحن الشعب المغلوب على أمره لانملك تغيير الوضع بأيديينا ولا بآرائنا فغالبيتنا لاينتمي حقيقة الى اي تيار سياسي او ديني ولانملك تنظيمات ولا أحزاب تستطيع أن تؤثر في غيرها أو تجبره على فعل شيء إنني أتحدث إليكم في ساعة مصالحة مع النفس في لحظة خوف شديد على وطننا الحبيب وعلى استعداد تام لتقديم تنازلات وتضحيات بل والتخلي عن بعض المسلمات التي اعتقد بها في سبيل عدم تمزيق هذا الشعب حتى نمر من عنق الزجاجة هذه ونتعلم معنى الديمقراطية الحقيقة التي تبني ولاتهدم احترامي الشديد للجميع وفي انتظار أو جريء أو محب لوطنه بجد أن يبدأ ماتفقنا عليه في المقال