شعور مختلف في الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر 1973 على مدى خمسة وعشرين عاما أي ربع قرن من الزمان هي عمر خدمتي في مجال التربية والتعليم كنت أتحين حلول ذكرى السادس من أكتوبر لأروي لطلابي المصريين والعرب قصص البطولات التي سطرها الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة وكنت أرسم لهم على السبورة خطوات ومراحل الحرب ضد اسرائيل منذ الخدعة الكبيرة التي قام بها الزعيم الفذ محمد انور السادات وإخفاء توقيت الهجوم مرورا بتدمير الحاجز الرملي بشلالات المياه القوية لفتح ممرات داخل سيناء للعديد والعتاد ثم اطلاق المدفعية خلف حدود العدو ثم العبور العظيم بغطاء من الطيران المصري ثم تحطيم خط بارليف الحصين الذي اعلنت روسيا حينها انه لايقهر ولولا ضغط امريكا ومساعدتها بجسر جوي لاسرائيل لوصلت القوات المصرية لقلب تل ابيب كنت اروي كل هذا وأنا مليء فخرا واعتزازا بجيشي العظيم ولم أنس مطلقا دور البلاد العربية الشقيقة في دعمها لمصر وسوريا في حربهما لاسترداد اراضيهما المحتلة ولكن الان وفي الذكرى الاربعين لم استطع ان اروي لطلابي بطولات جيش مصر العظيم وكيف لي ان افعل وهم يشاهدونهم وهم يقتلون ويقمعون ويعتقلون جموعا كبيرة من الشعب المصري كيف لي هذا وهم ينقلبون على الرئيس الشرعي المنتخب ويخطفوه في مكان غير معلوم ويحاكموه بتهم باطله لا اساس لها من الصحة اعزروني ياطلابي الاعزاء لن استطيع هذا العام ان اروي لكم بطولات الجيش المصري العظيم رغم اعتزازي وافتخاري بما فعله جيشنا العظيم