مليونيه (فى حب مصر) تواجه مصيرا مجهولا

يحيط الغموض بمصير المظاهرة المليونية التي دعت عشرات الكيانات السياسية المصرية إلى تنظيمها يوم الجمعة المقبلة تحت شعار" في حب مصر"، حيث ظهر الانقسام واضحا بين القوى السياسية بشأن المشاركة فيها من عدمه.
ففي الوقت الذي ذكرت فيه تقارير صحفية ان 34 حزبا وحركة وقوة سياسية وطريقة صوفية قرروا الغاء المليونية التي كان مقرر عقدها الجمعة المقبلة، وافق الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء على تنظيم المليونية ، مطالبا بعدم قيام أى اعتصامات تالية من شأنها تعطيل مصالح الجماهير وعجلة العمل والإنتاج.
وذكرت صحيفة "الاهرام" في عددها الصادر اليوم أن 34 حزبا وحركة وقوة سياسية وطريقة صوفية قرروا الغاء المليونية ، وجاء ذلك خلال اجتماع تم عقده امس لبحث تفاصيل ووقائع جمعة "مصر المدنية" واقترح الدكتور علي السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية الادارية عقب الاجتماع عقد مؤتمر وطني شامل جامع للاتفاق على المبادئ الاساسية التي يجب ان يتضمنها الدستور المقبل .
واضافت الصحيفة أن الشيخ علاء ابو العزائم شيخ الطريقة العزمية وعدد من مشايخ الطرق الصوفية قرروا الغاء مليونية الجمعة المقبلة ،وذلك عقب لقاء مطول دام ساعات بين المحامي عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط والشيخ ابو العزائم، فيما نفى ائتلاف شباب الثورة مشاركته في الدولة المدنية كما أعلن الدكتور محمد البرادعي رفضه المشاركة في المليونية, مطالبا كل التيارات والقوى السياسية بالتركيز خلال المرحلة المقبلة علي مبادرات لم الشمل, وقال "إن المليونيات تؤدي إلى مزيد من الفرقة".
التظاهر السلمي
وفي المقابل ، ذكرت تقارير اخبارية أن الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء وافق على تنظيم مليوينة شعارها في "حب مصر" يوم الجمعة بميدان التحرير عقب صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر مطالبا بعدم قيام أى اعتصامات تالية من شأنها تعطيل مصالح الجماهير وعجلة العمل والإنتاج.
وأكد عصام شرف خلال لقائه في ساعة متأخرة من مساء اليوم بمقر مجلس الوزراء بوفد اللجنة التنسيقية برئاسة الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية والدكتور عبد الجليل مصطفي ممثلا عن الجمعية الوطنية للتغير والمهندس إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير المصري، على حق المصريين في التظاهر السلمي في أى مكان دون إخلال بالأمن أو تعطيل المصالح والمرور
وقد تمسك أعضاء الوفد بتنظيم المليونية عقب صلاة المغرب في ميدان التحرير دون أى مكان آخر وتعهدهم باخلاء الميدان في منتصف الليل بعد تنظيفه على أن يتخلل تلك الفترة صلاتي المغرب و العشاء وصلاوات للأخوة الاقباط واحتفالات ثقافية وإفطار للمشاركين. كما طالب الشيخ علاء أبو العزائم بضرورة إعلان موقف مجلس الوزراء من الدستور والاعتداءات السلفية على الأضرحة والكنائس و التميز الديني وتفعيل قانون الغدر.
وعد الدكتور عصام شرف بإصدار بيان عن مجلس الوزراء صباح اليوم الثلاثاء يحدد الموقف من مدنية الدولة وتفعيل قانون الغدر ومناهضة التمييز الديني .
ومن جانبها ، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن 57 كيانا سياسيا دعوا إلى المشاركة في المظاهرة.
وجاء في تقرير الوكالة أن القوى السياسية دعت إلى التظاهر يوم الجمعة المقبل في جميع ميادين مصر تحت شعار "في حب مصر المدنية"، مؤكدين أنه لا نية للاعتصام بعد التظاهر السلمي، وسط دعوات لاستثناء ميدان التحرير من المظاهرات.
ونقلت عن ممثلي الكيانات في مؤتمر صحفي عقد بعد ظهر أمس القول إن هدف المظاهرة التأكيد على وحدة الوطن والمطالبة بالحفاظ على مدنية الدولة، وأن المظاهرات ستنادي أيضا بالمطالب الرئيسية للثورة وعلى رأسها إعادة هيكلة جهاز الشرطة واستقلال القضاء والإعلام والأزهر الشريف ليكون ضمانة للتدين المعتدل الذي يحافظ على مدنية الدولة.
وشدد هؤلاء الممثلون على ضرورة وقف أعضاء الحزب الوطني عن المشاركة في الحياة السياسية لمدة دورة كاملة على الأقل، مطالبين بوقف المحاكمات العسكرية.
ونقلت الوكالة عن الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء الذي شارك في المؤتمر دعوته إلى استثناء ميدان التحرير من المظاهرات يوم الجمعة المقبل.
وأضافت أن القوى السياسية المشاركة في المؤتمر لم تبد استجابة كاملة لدعوة السلمي، مؤكدين أن القرار سيتم اتخاذه بعد التشاور مع جميع التيارات والأحزاب والائتلافات السياسية.