2006 عام لن تنساه جماهير الكرة المصرية وبالأخص عشاق الأهلي فهي السنة التي كانت مليئة بالإنجازات بالنسبة للمنتخب المصري الأول والفريق الأحمر لكنها لم تخلي بالطبع من الحزن والذي تمثل في وفاة اللاعب الشاب محمد عبد الوهاب. البداية كانت عند المنتخب المصري الذي تمكن من تحقيق بطولة أمم إفريقيا والتي أقيمت في القاهرة وذلك بعد غياب ثماني سنوات عن منصات التتويج حيث فاز في النهائي على منتخب كوت ديفوار العنيد بركلات الترجيح (4-2). ثم جاء الدور على الأهلي ليحصد كأس السوبر الإفريقي على حساب الجيش المغربي بركلات الترجيح (4-2)، ثم الدوري العام بدون أي هزيمة وبفارق 14 نقطة عن الوصيف الزمالك، ولم يكتفي الأحمر بذلك بل هزم الأبيض في نهائي كأس مصر بثلاثية نظيفة، وعاد ليحصد بطولة السوبر المصري على حساب إنبي، وأكمل الخماسية بالظفر بالأميرة السمراء من قلب تونس. الطريق إلى المونديال كان الدافع الأساسي لصعود الأهلي لليابان مرة أخرى هي رغبة جميع اللاعبين في تعويض خيبة أمل البطولة السابقة، لكن كان هناك دافع أخر تمثل في وفاة محمد عبد الوهاب الظهير الأيسر للفريق وصاحب ال23 عام إثر إصابته بسكتة قلبية في مران الأحمر. صعد الأهلي إلى الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال إفريقيا وصيفا برصيد 11 نقطة خلف الصفاقسي التونسي الذي تصدر المجموعة. واجه الأهلي أسيك أبيدجان في نصف نهائي البطولة ونجح في الإطاحة به بعدما فاز عليه بالقاهرة بثنائية وخسر في ساحل العاج (1-2). صعد الأهلي للنهائي لملاقاة الصفاقسي وكانت المباراة الأولى بالقاهرة ونجح الفريق التونسي بالخروج بنتيجة إيجابية حيث تعادل بهدف لمثله ليتوقع الجميع خسارة الأحمر للقب. ومن قلب تونس وأمام حشد من الجماهير التونسية التي استفزت اللاعبين بصور غير لائقة حقق الأهلي المعجزة وخطف الأميرة السمراء من الصفاقسي بعدما سجل محمد أبو تريكة هدف قاتل في الدقيقة 93 من عمر اللقاء. ولابد إلا نغفل الأداء الرجولي لجميع لاعبو الأهلي والإدارة الحكيمة للمباراة من جانب البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق الذي أصبح بعدها معشوق الجماهير الحمراء. بداية سهلة تعلم الأهلي من أخطاءه السابقة التي سقط فيها في مشاركته الأولى باليابان، حيث أتسمت التصريحات بالهدوء وعدم التضخيم ومطالبة الفريق بالوصول للنهائي حتى لا يتسبب ذلك في الضغط على اللاعبين. كما قامت بعثة الأهلي بالسفر مبكرا لليابان للتأقلم على الطقس في بلاد الساموراي وللتخلص من أثار اسلاعة البيولوجية. جاءت البداية قوية من جانب الأهلي حيث فاز بثنائية على أوكلاند سيتي النيوزيلندي سجلهما محمد أبو تريكة، والأنجولي أمادو فلافيو. أداء رائع رغم الهزيمة قدم الأهلي واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق رغم هزيمته في الدور نصف النهائي من البطولة على يد إنترناسيونال البرازيل (1-2). وتغنى الإعلام المصري والخارجي بالأهلي رغم الهزيمة حيث قدم لقاء كبير وكان أقرب للفوز لولا عدم التوفيق لدرجة قيام مدرب الفريق البرازيلي بالإشادة بالأحمر وبقوته. إنجاز تاريخي وتريكة الاستثنائي رغم الهزيمة من إنترناسيونال البرازيلي لكن نجح جوزيه وجهازه في تجديد الطموح لدى لاعبي الأهلي للظفر بالمركز الثالث بالبطولة وهو ما تحقق بالفعل بعدما تغلب على كلوب أمريكا المكسيكي (2-1). سجل هدفي الأهلي أبو تريكة الذي قدم بطولة رائعة جعلت صحف العالم تشيد به بعدما أعتلى صدارة هدافي البطولة بثلاثة أهداف وقاد الأحمر لتحقيق أنجاز عالمي غير مسبوق في القارة السمراء. استقبال لا ينسى ونظرا للإنجاز الكبير الذي حققه الفريق في اليابان والذي لم يصل إليه أي فريق داخل القارة السمراء قام مجلس إدارة الأهلي بتنظيم احتفال كبير للأحمر حيث نقل البعثة من مطار القاهرة بأتوبيس مكشوف من اجل الاحتفال مع الجماهير في شوارع العاصمة حتى الوصول لمقر النادي بالجزيرة وتم تكريم اللاعبين والجهاز الفني في ملعب مختار التتش بالنادي.