من يتفحص الامر الواقع حاليا ، يجد ان هناك اربع فئات يمكن ان نطلق عليها تنظيم بحكم توافقها وقدرتها على الحشد البشري في اي وقت واي مكان وبسرعة البرق. هذه الفئات كشفت بما لايدع مجالا للشك ان معظم الاحزاب السياسية في مصر كانت منذ العهد البائد وماتزال تعيش الماضي الكئيب وترفض الاندماج مع حاضر جديد ومن ثم لاتفكر في مستقبل بعيد. احزاب ارتضت بالتواجد الكرتوني بذات الشخوص في معارضة وهمية تغوص في اعماق تجاهل لم يبد منه سوى صرخات محدودة كل فترة من باب اعلان الوجود. الفئات او التنظيمات التي فرضت نفسها وكشفت غيرها.. هي : شباب الاخوان المسلمين والسلفيين وحركة 6 ابريل والالتراس.. والفئة الاخيرة هي الاكثر اثارة اذ لاتتواجد في اي مناسبة الا ويحيط المكان اجواء متناقضة تجمع بين الفرح والخطر .. هتافات واغاني وطبول مقابل شماريخ والعاب نارية وتعصب لايحمد عقباه. وبعيدا عن الاراء السلبية في ظاهرة عنف "الالتراسيين" ومحاولات تشويههم المستمرة والمستفزة لمجموعاته من بعض المنتقدين، فان هؤلاء الشباب الذين تتراوح اعمارهم مابين ال14 حتى 24 سنة يحتاجون الى الاحتواء قبل نقدهم وتجريحهم ومحاولة عقابهم على انتماءاتهم وتعصبهم لانديتهم. هؤلاء الشباب اراهم ثروة قومية يجب الحفاظ عليها والاستفادة منها لان مافعلوه من قبل مع المنتخبات الوطنية وانديتهم في المسابقات القارية اكد انهم يعشقون بلادهم ويثرون روح الانتماء للوطن وهو ما اثبتوه عمليا خلال ثورة 25 يناير المجيدة . لذلك .. اعتقد ان وزارة الشباب مسئولة بشكل كامل عن هؤلاء الشباب وصقلهم والاستفادة منهم، ولابد من وضع دراسة مستفيضة في هذا الصدد وبمشاركة شباب الالتراس انفسهم. لابد ان ينفض اسامه ياسين وزير الشباب عن وزارته العمل الروتيني المعتاد كرحلات الشتاء والصيف والندوات التقليدية في مراكز الشباب. يجب ان يخصص وزير الشباب ادارة للاستفادة من قدرات وطاقات شباب الالتراس الذين حولوا ملاعبنا في اوقات كثيرة الى كرنفالات مبهجة وعروض ودخلات مبهرة تؤكد ان لديهم طاقات وثقافات متعددة ينبغي الاستفادة منها بشكل يرعى ويتفهم رؤيتهم سواء كانت ايجابية او سلبية. من بين الافكار: امكانية وضع منافسات في مختلف الانشطة بما في ذلك الاعتماد عليهم في تنظيم المباريات وقد فعلها التراس اهلاوي في احد لقاءات ناديه الودية منذ عدة اشهر حينما استعان بهم مجلس الادارة واثبتوا نجاحا غير منقوص. من الممكن لوزارة الشباب اذابة التعصب اذا اقامت مهرجان سنوي للالتراس يقدم فيه التراس كل ناد عروضه ودخلاته وتخصص جوائز للمراكز الثلاث الاولى، ايضا يمكن تنظيم رحلات تضم هؤلاء الشباب بمختلف انتماءاتهم الرياضية، واقامة منافسات رياضية بينهم في مختلف الالعاب يطلق عليها - مثلا - "العاب الالتراس"، وبهذا تسهم وزارة الشباب في التحول من الحالة الوجدانية ( التشجيع ) الى الممارسة العملية للالعاب الرياضية. الافكار كثيرة .. لكن الاهم من ذلك هو التحرك السريع لوزير الشباب اسامة ياسين والاجتماع " بالالتراسيين " سواء بالتعاون مع وزارة الرياضة او بعيدا عنها طالما انها ماتزال تبحث عن حل.. لازمة الدوري!! ** خمسة ملايين مواطن يعيشون من كرة القدم.. جملة اشاعها ورددها احد المستفيدين في القنوات الفضائية ثم صدقها.. بالطبع هذا الرقم مبالغ فيه الا اذا كان يقصد كرة القدم البرازيلية.. لانه وبحسبة بسيطة لن يزد المتعاملين مع الكرة عن مائة الف مواطن .. الاتحاد يضم 210 ناد ولو افترضنا انها 300 وكل منها به 5 فرق ، وكل فريق يضم 30 لاعبا سيكون الناتج 45 ألف لاعب اضف اليهم مثلهم مدربين واداريين وموظفين .. يكون الناتج 90 ألف، قل 100 ألف .. الخمس ملايين من اين؟!