قبل انتخابات الرئاسة .. كان هناك سؤال مستفز يسأله معظم الاعلاميين لكل من يستضيفونهم من حزب الحرية والعدالة أو الاخوان المسلمين .. هذا السؤال الذي مللنا من سماعه.. هو: ماذا لو خسر الدكتور مرسي الانتخابات ؟ .. ولم يفتر الطارحون من تكرار السؤال الذي كانت إجابته تأتي بتمهيد يفرض نفسه دائما ، وهو: ان ذلك يعد امرا مستحيلا لان مؤشرات النتيجة من محاضر الفرز تؤكد فوز مرسي .. وان ماحدث في الاعادة حينما اعلنت حملته النتيجة بعد 5 ساعات فقط حدث بنفس الشكل في انتخابات الجولة الاولى عندما تم الاعلان عنها في الفجر ايضا ولم يعترض احدا عليها او يشكك فيها لأنها كانت مشمولة بالأرقام التي حصل عليها كل مرشح من المرشحين ال13 بناء على حصيلة اللجان الفرعية، بل وخرج الثلاثة الاوائل وعقد كل منهم مؤتمرا صحفيا في اليوم التالي مباشرة. وبح صوت المدافعون عن نجاح الدكتور مرسي مع مقدمي البرامج بان قانون الانتخابات الذي اعتمده مجلس الشعب - قبل حله - والخاص برئاسة الجمهورية يسمح لمندوب كل مرشح بالحصول على محضر فرز اللجنة الفرعية التي يتواجد بها.. اي ان معرفة النتيجة كان شبه محسوم ولم يبق سوى الاعلان عنها عن طريق اللجنة الرئاسية العليا بعد نظر الطعون وبهذا يكون قرارها كاشف ونهائي ولن يختلف كثيرا عما جاءت به النتائج والأرقام الاولية. لكن يبدو ان بعض مقدمي البرامج ارادوا ان يبقو على امل تغيير النتيجة من قبل اللجنة العليا لعل وعسى يكون للطعون دور في تغييرها، لكن النتيجة جاءت بما لايشتهون!! الآن وبعد الانتخابات وإعلان الدكتور مرسي رئيسا للبلاد .. تحول السئوال الى اسئلة .. من نوعية: هل من الممكن ان يترك الرئيس جماعته ؟ .. وإذا كان قد استقال منها فعلا .. هل سيبقى مرتبطا بها فكريا.. وهل سيتحرر من بيعة المرشد ؟ .. وهي استفسارات " هبلة " لان اجاباتها تنتهي ب " آه .. وخلصنا "..!! غير ان الاجابة بنعم لم ترح البعض وتحديدا من يطلقون على انفسهم " نخبة "- وهم في الحقيقة " نكبة" - فحاولوا استخلاص ضمانات لذلك، ولم يكتفوا بتعهد الرئيس باختياره حكومة ائتلافية تضم كافة الاطياف وان نواب الرئيس لن يكونوا من حزبه السابق.. كل فرد من هذه "النكبة" يريد ان يتحول فكر الرئيس الى نسخة طبق الاصل من فكر سيادته، فاليساريون - مثلا - يريدون ان يعلن مرسي كرهه وبغضه للحجاب والسماح للحريات على البحري بما في ذلك ولامؤاخذة " الزلط ملط" حتى يتيقنون ان الدولة ستكون مدنية. هؤلاء يحاولون فرض وصايتهم على الرئيس الجديد مبكرا من خلال ترويج الشائعات حول توجهاته المستقبلية ، ومثلما سبق وصدعوا ادمغتنا واختزلوا السياحة في زجاجة خمر ومايوه بكيني على شاطئ بحر دون معرفة برامج تنمية هذا القطاع بعيدا عن هذا الطرح " العبيط" ارادوا ان يصدعوا رؤسنا من جديد ويبقوا في مستنقع الاستفسارات "الهايفة" التي يستدرجون بها شخصيات من الحرية والعدالة - حديثة العهد بالأضواء الإعلامية - فإذا أجابوا قالوا أنهم يتحدثون باسم الرئيس، وإذا صمتوا ورفضوا الاجابة اتهموهم بالتعالي. المفروض ان كل من يحب مصر يدرك ان مرسي اصبح رئيسا وان المعيار الوحيد على نجاحه هو عمله وتنفيذ برنامجه الانتخابي، فعلينا ان نصبر عليه ونمنحه الفرصة كاملة .. وأسوق للنخبة ومقدمي برامج " التوك شو " ماقاله احد الفلاحين البسطاء في قرية الامراء باهناسيا في بني سويف لأهالي قريته عندما وجدهم يبالغون في مطالبهم من الدكتور محمد مرسي في احد برامج "الجزيرة مباشر مصر ".. فقال لهم لقد انتخبنا محمد مرسي الانسان وليس الفانوس السحري! هل يتعلم اهل النخبة من هذا الفلاح الفصيح .. ام يبقوا في قواقعهم المتعالية ؟!. اخيرا .. يجب ان لاننسى ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة اوفى بما وعد دون مطمع او مغنم وسيذكر التاريخ انه - بمن فيه من شخصيات وطنية واعية - استطاع ان ينقل مصر من مرحلة الثورة الى مرحلة الاستقرار بأقل خسائر ممكنة وفي وقت قياسي.. ولاعزاء للمتوهمين!