كتب - أحمد أباظة مساحه اعلانيه انطلق مشوار المونديال بمواجهة البرازيلوكرواتيا، وانطلقت معها أسئلة متعددة، هل هذا هو المرشح الأول للفوز بالمونديال؟ كيف أحرجت كرواتياالبرازيل على ملعبها بتلك الطريقة؟ .. الخ البرازيل: بدأ المنتخب البرازيلى المباراة بصورة سيئة للغاية لا علاقة لها بالحماس الذى أظهروه أثناء سماع سلامهم الوطنى، حيث لعبوا 20 دقيقة فى منتهى السوء، لا شكل ولا روح، ولم يكن الهدف الذى تلقوه بصرف النظر عن أنه جاء بقدم أحد لاعبيهم إلا نتيجة طبيعية لهذا التذبذب فى ظل تماسك كرواتيا. مارسيلو كان علامة استفهام كبيرة طوال الشوط الأول، قبل الهدف الذى سجله فى مرماه كان تائهاً، وبعده اهتزت ثقته واهتز أداءه ليخرج شوط أول مزرى، إلا أن أداءه تحسن كثيراً فى الشوط الثانى مع الارتفاع التدريجى لأداء البرازيل. على الرواق الآخر نجد دانى ألفيس يواصل مسلسل الإخفاق الدفاعى خاصةً فى الشوط الأول، الذى تفوق فيه إيفيكا أوليتش عليه تماماً، أداءه تحسن خاصةً من الناحية الهجومية فى الشوط الثانى. السليساو يدفع الضريبة التى دفعها برشلونة الموسم الماضى، وهى امتلاكه لظهيرين بخصائص هجومية أفضل من الدفاعية، لحسن الحظ أنهم أكثر انضباطاً وأنه يملك تياجو سيلفا وديفيد لويز. سيلفا صدرت منه بعض الهفوات التى لا تقبل من صمام أمان المنتخب، أما لويز فكان رجل المباراة على الجانب الدفاعى ولولاه لكانت الصعوبات أكثر بكثير. لوحظ على أصحاب الأرض سوء استغلال العرضيات وسوء لعبها من الأساس، فمرة يكون العيب فى التنفيذ ومرة يكون العيب فى الاستقبال داخل المنطقة. البرازيل امتلكت الأفضلية فى أغلب فترات الشوط الثانى، سوء استغلال الفرص وتوهان هالك الدائم طيلة ال68 دقيقة التى لعبها قتلا أغلب هجمات الفريق الأصفر. نيمار لعب مباراة ممتازة بالتأكيد توجها بهدفين أحدهما بمجهود رائع وتسديدة أروع، وتحركات أرهقت الدفاع الكرواتى طيلة المباراة إضافة إلى صناعة الفرص وتمهيدها بشكل جيد، النقطة السوداء الوحيدة له هو الإنذار المجانى الذى تلقاه بسبب ضربه لمودريتش بالمرفق. أوسكار أدى مباراة جيدة وكان أشبه بالجندى المجهول طيلة المباراة، قبل أن يسعفه الحظ بتسديدته الخادعة التى أسفرت عن الهدف الثالث. أسباب التراجع وآفة الضغط الإعلامى: عد بذهنك للوراء، واسترجع شريط فضيحة البايرن على أليانز أرينا أمام ريال مدريد، استرجع التصريحات التى كانت تقال فى معسكر البافارى قبل المباراة، قارنها بالتصريحات التى تصدر من المعسكر البرازيلى وإليه، كونه الفريق المطالب بتحقيق الهدف الأكبر على أراضيه وفى بطولة بحجم كأس العالم، لا يجعله المرشح الأقوى بل يضع عليه ضغوطاً فوق طاقات البشر أسهمت فى هذا الأداء الهزيل نسبياً، أضف عليه قوة المنتخب الكرواتى وتماسكه، وكونها أول مباراة فى البطولة. هذا الأداء لن يمنح البرازيل كأس العالم، ولكنه سيمنح سكولارى ورجاله فرصة لتدبر الأمور وتدارك الأخطاء والسلبيات فى مواجهتى المكسيك والكاميرون، والمقارنة بين مستواهما ومستوى البرازيل لا تجوز أصلاً، تلك هى الفرصة الذهبية لتلافى تلك العيوب قبل الأدوار النهائية .. كرواتيا قوية ولكنها ليست الأرجنتين أو ألمانيا أو أسبانيا. كرواتيا: الفريق خاض مباراة مشرفة حتى وإن كان خسرها بالنهاية، فعوامل تلك الهزيمة تتلخص فى ثلاث عناصر: قوة البرازيل، ملعبها، ويوشى نيشيمورا ! الحكم اليابانى اغتال الكروات فى مقتل بركلة جزاء هلامية لصالح فريد. كون ركلة الجزاء ظالمة لا يعفى ديان لوفرين من المسئولية، حيث كان أسوأ عناصر كرواتيا تقريباً، هفوات دفاعية، وسوء تغطية وتعامل فى لقطة ركلة الجزاء. كرواتيا بدت قوية ومتماسكة من الدقيقة الأولى، لكن بدأ التراجع التدريجى بعد هدف التعادل عن طريق نيمار، وفى الفترة الأخيرة فى الشوط الأول بدت شبه مستسلمة، وبعد 10 دقائق ميتة فى بداية الشوط الثانى، بدأت تسترد طريقها وقوتها، قبل أن يطعنها نيشيمورا فى مقتل بركلة الجزاء. بأى حال لا يمكن القول بأن البرازيل لم تكن لتفوز لولا ركلة الجزاء، فسير المباراة والمنطق يقضى بذلك، ولكن القرار الظالم تحالف مع الإرهاق البدنى الذى نال من لاعبى كرواتيا لتنتهى الأمور. الروح القتالية من كبرى مميزات كرواتيا، فبرغم الإرهاق حاولوا العودة بعد ركلة الجزاء فى أكثر من لقطة، ولولا ديفيد لويز وخوليو سيزار لنجحوا فى ذلك. لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش يشكلان ثنائياً رائعاً فى خط الوسط، لكن هذا الفريق ينقصه قاطع كرات صريح، راكيتيتش ومودريتش يتبادلان هذا الدور خصوصاً راكيتيتش لكن هذا يعيقهما عن دورهما الأساسى فى صناعة اللعب ويجعل مسألة استرداد الكرة من المنتصف أكثر صعوبة بعض الشئ. ستيبى بيليتيكوسا حارس جيد، ظهر فى بعض اللقطات متألقاً، لكنه يتحمل جزء من مسئولية هدف نيمار الأول وهدف أوسكار، رد فعله لا يؤهله ليصبح من أفضل 10 حراس فى أوروبا، ولا حتى فى المونديال. كرواتيا تظل المرشح الأول لنيل بطاقة التأهل الثانية بجوار البرازيل، وأياً كان خصمها فى دور الستة عشر، بالتأكيد ستزعجه. التغييرات: البرازيل: 1- نزول أندرسون هيرنانيس بدلاً من باولينيو فى الدقيقة 63 كان منطقياً ويحمل فى طياته مخاطرة، حيث كان الهدف منه هو زيادة الضغط الهجومى لكن على حساب الجانب الدفاعى الذى يجيده باولينيو أكثر من هيرنانيس، تغيير آتى ثماره حيث تحول لاعب الإنتر إلى شعلة نشاط فى الملعب وساهم فى إلقاء المزيد من الضغوط على كرواتيا 2- نزول بيرنار بدلاً من هالك فى الدقيقة 68، لو تم استبدال اسم بيرنار بأى لاعب آخر لظل هذا التغيير صحيحاً حتى لو دفع بحارس المرمى الاحتياطى ! هالك كان نقطة سوداء فى الرداء الأصفر وعلامة استفهام شاردة طوال المباراة، بيرنار بالتأكيد كان الخيار المنطقى بدلاً منه طبقاً للقائمة التى اصطحبها سكولارى. 3- نزول راميريس بدلاً من نيمار فى الدقيقة 88، إجراء منطقى للغاية للتأمين الدفاعى خشية مفاجآت اللحظات الأخيرة، وأتت ثمارها فى لحظة غفوة كرواتية كاملة بالهدف الثالث فى الدقيقة 90 كرواتيا: 1- نزول مارسيلو بروزوفيتش بدلاً من ماتيو كوفاسيتش فى الدقيقة 61: تبديل لم يحمل أى جديد سوى محاولة لتنشيط خط الوسط لكسر التعادل. 2- أنتى ريبيتش بدلاً من نيكيسا ييلافيتش فى الدقيقة 78: تغيير آخر لم يستهدف سوى تنشيط الجبهة الهجومية بخروج ييلافيتش الذى لم يكن فى يومه بالشكل الكافى ونال منه الإرهاق، إجراء افتقد للجرأة من نيكو كوفاتش فى وقت كان فيه متأخراً 2-1 ولم يبقى سوى 12 دقيقة فى المباراة، بالإضافة لامتلاكه تغيير ثالث لم يستخدمه وهو يملك لاعب مثل إدواردو دا سيلفا، يبدو أن الأجواء السلبية عقب ركلة الجزاء أثرت على كوفاتش وهو ما بدا فى تصريحاته الغاضبة عقب المباراة.