شوقي حامد يكتب: هانت وبانت

دخلت ‬مسابقة ‬الدورى ‬الممتاز ‬وهى ‬أكبر ‬وأعرق ‬المنافسات ‬الرياضية ‬والتى ‬تحظى ‬بمتابعة ‬عشرات ‬الملايين ‬من ‬شرائح ‬الشعب ‬المختلفة ‬فى ‬منعطفاتها ‬الحادة ‬وبلغت ‬محطاتها ‬المتقدمة.. ‬ورغم ‬الاعتراف ‬بأن ‬الوقت ‬لم ‬يحن ‬بعد ‬لإطلاق ‬الأحكام ‬القاطعة ‬وأن ‬التجارب ‬قد ‬علمتنا ‬ألا ‬نتعجل ‬التنبؤ ‬والتكهن ‬بالمستقبليات ‬خاصة ‬أن ‬المفاجآت ‬فى ‬عالم ‬الساحرة ‬المستديرة ‬مقبولة ‬وميسورة.. ‬غير ‬أننا ‬وبعقلانية ‬متناهية ‬ومنطقية ‬منصفة ‬نستطيع ‬أن ‬نؤكد ‬أن ‬المعالم ‬الأساسية ‬باتت ‬واضحة ‬وأن ‬الدلالات ‬أصبحت ‬بائنة ‬ولا ‬تحتاج ‬هذه ‬وتلك ‬إلا ‬للاستعراض ‬والاستقراء ‬دون ‬فلسفة ‬أو ‬تزيد.. ‬فالأهلى ‬يغرد ‬فى ‬عليائه ‬ويحتضن ‬قمته ‬بحميمية ‬شديدة ‬ويقبض ‬عليها ‬بقوة ‬عنيفة ‬ولا ‬يسمح ‬مطلقاً ‬فى ‬التفريط ‬فى ‬أى ‬فرصة ‬تمكنه ‬من ‬بلوغ ‬غايته ‬النهائىة ‬أو ‬تمنح ‬ملاحقيه ‬الذين ‬اتسعت ‬المسافات ‬والفوارق ‬بينه ‬وبينهم ‬إلى ‬عشرين ‬نقطة ‬قابلة ‬للزيادة.. ‬ولصاحب ‬القمة ‬مقومات ‬متعددة ‬تجعله ‬الأولى ‬والأحق ‬بالاستمرار ‬فوقها ‬سواء ‬تمثلت ‬فى ‬الأوراق ‬المتعددة ‬أو ‬المستويات ‬المتقاربة ‬أو ‬الطرق ‬والأساليب ‬المتباينة ‬أو ‬الدوافع ‬العالية ‬أو ‬الحالة ‬المستقرة ‬أو ‬الإمكانات ‬المتوفرة.. ‬المدهش ‬أن ‬قياداته ‬الفنية ‬لا ‬تشعر ‬بأن ‬قطارها.. ‬قد ‬أوشك ‬على ‬الوصول ‬إلى ‬خط ‬النهاية ‬حتى ‬لا ‬ينتقل ‬هذا ‬الشعور ‬بالتبعية ‬إلى ‬لاعبيها ‬فيقتصدون ‬فى ‬أدائهم ‬ويدخرون ‬عرقهم ‬وهو ‬ما ‬لا ‬يرغبون ‬فى ‬حدوثه.. ‬المثير ‬أن ‬الأهلى ‬مع ‬كل ‬مباراة ‬يضم ‬عناصر ‬جيدة ‬ويكتشف ‬وجوه ‬واعدة ‬فهذا ‬صلاح ‬محسن ‬وذاك ‬كريم ‬نيدفيد ‬ومعهما ‬وقبلهما ‬أحمد ‬حمودى ‬والعائد ‬مروان ‬محسن ‬والكابيتانو ‬حسام ‬غالى ‬والمخضرم ‬حسام ‬عاشور ‬والمتحفز ‬شريف ‬إكرامى ‬والهمام ‬محمد ‬هانى.. ‬وإذا ‬ما ‬وضعنا ‬كل ‬هذه ‬الاعتبارات ‬فى ‬حسابتنا ‬الفنية ‬الدقيقة ‬نستطيع ‬أن ‬نؤكد ‬أن ‬الأهلى ‬قد ‬حسم ‬البطولة ‬الأربعين ‬لهذه ‬المسابقة ‬وبنسبة ‬تتخطى ‬الثمانين ‬فى ‬المائة.. ‬ولعل ‬ما ‬يجعلنا ‬نشعر ‬بالثقة ‬فى ‬توقعاتنا ‬أن ‬المديرين ‬الفنيين ‬لبقية ‬الأندية ‬المتنافسة ‬تحصر ‬طموحاتها ‬على ‬الموقع ‬التالى ‬ومركز ‬الوصافة.. ‬فهذا ‬إيهاب ‬جلال ‬المدير ‬الفنى ‬للزمالك ‬يصرح ‬بأنه ‬يسعى ‬للفوز ‬فى ‬مبارياته ‬القادمة ‬لبلوغ ‬الوصافة ‬التى ‬تمكنه ‬من ‬المشاركات ‬الأفريقية ‬القمية ‬وهذا ‬بيدرو ‬البرتغالى ‬الذى ‬لم ‬يعد ‬قادراً ‬على ‬تعويض ‬غياب ‬الكولمبى ‬كالديرون ‬فراح ‬يتخبط ‬فى ‬نتائج ‬فريقه ‬للدرجة ‬التى ‬أصابت ‬الدراويش ‬بحالة ‬إحباط ‬شديدة ‬كادت ‬أن ‬تفقدهم ‬الأمل ‬حتى ‬فى ‬المشاركة ‬بالكونفيدرالية ‬وليس ‬دورى ‬الأبطال.. ‬أما ‬حسام ‬حسن ‬وتوأمه ‬إبراهيم ‬فلأول ‬مرة ‬يصرحان ‬بتصريحات ‬مثبطة ‬ويلوحان ‬بالابتعاد ‬عن ‬جماهير ‬بورسعيد ‬الباسلة ‬إن ‬لم ‬يرتفع ‬المقابل ‬المادى ‬للمستوى ‬الذى ‬يتعامل ‬به ‬حسام ‬البدرى ‬بالأهلى.. ‬هذا ‬عن ‬زمرة ‬المقدمة.. ‬أما ‬المؤخرة ‬فهى ‬ليست ‬بعيدة ‬عن ‬منال ‬المتوقعين.. ‬فالنصر ‬الذى ‬يحتل ‬ذيل ‬الجدول ‬أوشك ‬على ‬الاستسلام ‬ويقول ‬مديره ‬الفنى ‬سيد ‬عيد ‬إنه ‬لا ‬أمل ‬ولو ‬بنسبة ‬واحد ‬فى ‬المائة ‬لأن ‬معظم ‬أوراقه ‬الأساسية ‬تعانى ‬من ‬الإصابة ‬ولذلك ‬لجأ ‬لناشئيه ‬الذين ‬شاركوا ‬بحماس ‬أمام ‬الأهلى ‬لكن ‬الحماس ‬وحده ‬لا ‬يكفى ‬فخسر ‬بخماسية ‬نظيفة.. ‬أما ‬الرجاء ‬فهو ‬أيضاً ‬كاد ‬أن ‬يسلم ‬نمره ‬ويؤكد ‬عجزه ‬عن ‬مواصلة ‬البقاء ‬فى ‬دورى ‬الأضواء ‬وسيعود ‬مع ‬زميله ‬النصر ‬من ‬حيث ‬أتيا ‬إلى ‬المجهول.. ‬ويكافح ‬الرباعى ‬المناضل ‬دجلة ‬وطنطا ‬والمقاصة ‬والاتحاد ‬من ‬أجل ‬النجاة ‬من ‬شبح ‬الهبوط ‬إلى ‬المظاليم ‬الذى ‬من ‬المؤكد ‬أن ‬يستقبل ‬منهم ‬واحد ‬فقط ‬مع ‬الثنائى ‬الأخير.. ‬هكذا ‬وضحت ‬المعالم ‬فى ‬المقدمة ‬والقاع ‬ويتشبث ‬المتواجدون ‬فى ‬المنطقة ‬الدافئة ‬بمواقعهم ‬فى ‬الوسط.. ‬وإلى ‬أن ‬نقترب ‬رويداً ‬رويداً ‬من ‬النهايات ‬دعونا ‬نترقب ‬ونتحسب ‬المفاجآت.. ‬وحتى ‬هذه ‬اللحظة ‬لا ‬وجود ‬مطلقاً ‬للمعجزات ‬فالأمور ‬كلها ‬فى ‬حدود ‬المقبول ‬والمتوقع.‬
شوقي حامد