أخيرا انتهي موسم الانتخابات ومع انه كان قصيرا فلم يستمر سوي أسابيع قليلة.. غير انه شهد زخما غزيرا ومنافسات مريرة.. وأموالا وفيرة وتوابع كثرية ولأول مرة في تاريخ الانتخابات الرياضية يتم ضخ ماديات بالملايين قاربت من حد المليار.. بعثرها المتنافسون في الاعلانات والمنشورات والبرامج والزيارات والهدايا والحوارات ولأول مرة ايضا تنهار فيها بعض القامات وتنخفض فيها بعض الهامات وتخضع للتحقيقات وتتنازل عن بعض هيبتها بعد المراجعات والمحاسبات.. صحيح الموسم انتهي بمره ومره لأن حلوه كان قليلا خاصة في الاندية القطبية التي لم تتمكن من المحافظة علي بروتوكولاتها ودساتيرها حتي النهاية وسمحت باستخدام الآليات غير المشروعة والوسائل الممنوعة ونفذت من خلال هذه النواقد والأبواب بعض الضمائر المشروخة والكروش المنفوخة.. ولقد تابعت في هذا الموسم مواقف ومشاهد جاء بعضها طيبا بينما كان معظمها ساخرا وهازلا.. في الصنف الأول تتقدم الجمعية العمومية للزمالك علي كل الأقران والمنافسين توافدت بأعداد كبيرة وضربت الرقم القياسي سواء في التعداد أو في الوعي والرشد وحسن الاختيار.. غير انها للأسف نالت جزاء سنمار فلم يرض بعض القادة للمعقل الأبيض عن اختياراتها ورفضوا الانصياع لإرادتها والاحتكام لرؤيتها ودخلوا مع الفائزين المعارضين في حوارات قضائية ودعاوي قانونية.. أما الجانب الآخر من فرع النيل العظيم فقد شهدت المنافسات في المعقل الأحمر العديد من الضربات الموجهة من المتبارزين تحت الأحزمة وفي المناطق المحرمة وشهدت أموالا طائلة واغواءات واغراءات من خلال الماديات الأمر الذي جعل الضمائر تتهاوي والأخلاقيات تختفي.. والمصالح تتحكم.. تنكر رفقاء الدرب لرموزهم الفنية وجاهر بعضهم بالاختلافات التاريخية وابدي البعض الآخر معارضات عقدية تذكر فيها مركبات نقصه المرضية ودوافعه النفسية.. أما في الأندية الارستقراطية فلم تتمكن جبهة من الجبهات أو قائمة من القوائم ان تفرض نفسها بكافة عناصرها وأعضائها في الجزيرة اختارت جمعيته بوعي ورشاد من يستطيع ان يقدم لها ما تحتاجه وافتقرت إليه طويلا.. وفي الصيد جاء الأمر أكثر غرابة.. اقصت المحكمة المجلس السابق فنجح ثلاثة أرباع المجلس دون الرئيس مع الرئيس المنتخب والذي بادر باعلان ترحيبه بالآخرين وتوافق معهم لمصالحة ناديهم.. الأغرب ان رئيس النادي التاريخي المهندس حسين صبور اخفق في فرض وصايته علي الجمعية والتي فرضها منذ اعتزاله العمل التنفيذي فتمردت هذه المرة ولم تمنع ثقتها في أحد اتباعه وفشل في الدخول بزمرة الناجحين.. أسعدني حصول محمد مصيلحي رئيس مجلس ادارة الاتحاد السكندري علي موقعه بالتزكية وقدرته علي فرض كل رجالاته وليأتي مجلسه منسجما ومتسقا ومتعاونا وإذا كان الموسم الانتخابي قد انتهي فعليا فإنني ارجو الا تشهد توابع زلزالية واحكام قضائية تعيد المعركة من جديد في بعض الأندية وأتمني ايضا الا نتابع ونتبين نجاح البعض بأساليب غير شرعية أو حتي بأن البعض الآخر كان لا يستحق ثقة الجمعية العمومية.. الأندية في حاجة ماسة لجهود الجميع ولتتكاتف الايدي وتتوافق العقول وتتسامي النفوس ليكون القادم أفضل بإذن الله.