حاولت قدر طاقتي التغافل عما جري في مباراة غانا مع مصر يوم الأحد الماضي في آخر محطات التصفيات الأفريقية المؤهلة لروسيا 2018 والتوافق مع مع قاله الخبراء أو تغاضي عنه الحكماء غير أن محاولتي لم تفلح وظللت اذكر هذا الأداء الباهت وذاك العرض الهزيل الذي قدمه لاعبونا وبدوا من خلاله كالجياد الشاردة التي تجري بلا غاية وتعدوا بلا هدف خلف الكرة الضالة التي عاندتهم كثيراً وطاوعتهم قليلاً فجاء هدف شيكابالا والذي تقدم به أحفاد الفراعنة من فرصة نادرة اغتنمها الفهد الاسمر وضمها للحسنات العديدة في التمريرات الدقيقة التي صنعها لزملائه ولم يصادفهم التوفيق فيها.. وإلي جانب شيكابالا وربما تفوق عليه وتقدم عنه شريف أكرامي الذي تفوق علي نفسه واسترد جانباً كبيراً من الثقة التي افتقر إليها في الفترة الأخيرة وجعلت المسئولين بناديه يفكرون في ضم حارس كفء أخر أو حتي اللجوء إلي محمد الشناوي للذود عن الشباك الحمراء التي اهتزت مراراً وتكراراً لتواضع مستوي الحارس الأول.. باستثناء شيكابالا وشريف اكرامي لم ألمح أحداً من الممكن أن ينضم إلي قائمة النجوم أو حتي الاكثر تألقاً بين زملائه.. وحاءت كل العناصر الأخري في حالة من الضعف المزري الذي يزرع الخوف وينشر الضعف في نفوس الجماهير ويبدد الآمال ويبعثر الامنيات التي كانت تتنامي حول مستقبل أحفاد الفراعنة وقوة مشاركتهم مع الكبار في المحفل الروسي الشرس.. صحيح كان من بين الاعذار التي ترددت الغيابات العديدة في العناصر الرئيسية أمثال أحمد حجازي ومحمد صلاح ومحمد عبدالشافي لاسباب متباينة منها الإصابة والظروف الشخصية والعائلة.. غير أن هذا بمفرده غير مقنع أو كان ليحدث ما حدث .. كما ارتجت قلوبنا وخفقت افئدتنا هلعاً وولعاً علي الشباك المصرية التي واجهت أخطاراً داهمة لمرات عديدة لو أن التوفيق صادف القليل منها ولو أن النجوم السوداء أحسنوا استغلالها لخرج المنتخب الوطني بفضيحة لا تقل عن الفضيحة السداسية السابقة.. ولست أدري إلي متي سيطول الصمت من الفهود الجبلاوية وخبراء كرة القدم المصرية إلي هذه التوجهات الكوبرية العقيمة والمقيتة؟! إلي متي نظل خانعي القدرات خافضي الهامات أمام هذا التعنت وتلك الغطرسة التي يبديها الرجل أمام أي انتقادات وأية اعتراضات؟! ولماذا توجه إلينا الطعنات وتلصق بنا الاتهامات عندما نقدح ولا نمدح الجهاز الفني بقيادة كوبر ومعاونيه؟ لم نكن يوماً خائنين أو مغرضين أو منتفعين.. وإنما نحن من المخلصين المهتمين والمهمومين بمصلحة الكرة المصرية.. قد نختلف أو نتفق مع وحول كوبر الذين يقيمونه علي أنه فيلسوف عصره وزمانه.. وأنه حكيم وعظيم.. ولسنا ضدهم وليس لدينا أية موانع في أن يكون للرجل قدسية خاصة لديهم.. لكن للحقيقة ومن واقع حال أداء المنتخب وعروضه ونتائجه نشعر بضعف قيادته وتواضع امكانياته وأساليبه العقيمة والسقيمة التي اختفت من كل الكرات العالية وأن الركب الدولي يمخر عنان السماء بينما قطارنا الكروي الاشاش لايزال متعرقلاً بين المحطات ومعطوباً في المنحنيات.. أتمني أن تصل كلماتي إلي العقول والالباب الحصيفة والنظيفة وأرجوا ألا يصنفوها علي أنها كلمات مغرضة تبغي الإساءة للرجل الفاصل الذي لا خلاف علي أنه كذلك غير أنه علي قدر كبير من الضعف والتواضع .