انفض المولد التنافسي القمي مبكرا وقبل أربعة أسابيع من عمر المسابقة الأعرق ليس في مصر وحدها وإنما في منطقة الشرق الأوسط بكاملها.. حصد الاهلي الدرع وحقق البطولة ال 39 في مشواره البطولي الرائع وهو الرقم الذي يزيد علي ضعف عدد البطولات التي تحقق لكل الأندية التي فازت بها من قبل مجتمعة.. ولقد زخرت المباراة التي توجت الاهلي بطلا للدوري وكانت أمام المقاصة وجرت يوم الاثنين الماضي بالعديد من الدروس والعظات الفنية التي لابد من الوقوف امامها والتدبر والتفكر فيها للخروج بما يجب أن نعيه ونتفهمه ونتخذه نبراسا نتأسي به ونقتفي أثره.. فليس معني أن تهتز شباك أحد المتنافسين بهدف أو حتي هدفين أن النهاية قد تم حسمها.. فقد تأخر المقاصة بهدفين ولم يتبق في زمن المباراة إلا اقل من نصف الشوط الثاني.. ومع ذلمك تمكن الداهية ايهاب جلال افضل مدربي مصر حاليا من قيادة فريقه بثبات ووعي لتقليص الفارق ثم التعادل ولو أن الوقت أمهله قليلا لانتزع فوزا مستحقا ليترجم رجاحة كفته وقوة عرضه وحسن أداء لاعبيه أغلب الوقت.. ولعل هذا يعكس الدرس التالي والذي يشير إلي أنه ليس معني التفوق والاستحواذ والخطورة ان صاحب هذه المقومات هو من يحقق الفوز ويحصد النقاط.. فكما يقول الكابتن لطيف رحمه الله ان الكرة اهداف وأن الفريق الذي يتمكن لاعبوه من هز شباك المنافس ولو من هجمة مرتدة وحيدة أو ترجمة فرصة لقيطة هو الذي يخرج فائزا ويترك للآخر الحسرة والألم علي تفوقه الميداني وسيطرته علي مجريات اللعب دون ترجمة هذا وذاك إلي اهداف.. من بين الدروس ايضا ان الدوافع الارادية والطموحات الفنية قد تتفوق علي المهارات والمواهب وتتسبب في تقليص الفوارق وتقليل المسافات.. فليس ثمة شك في علو كعب لاعبي الاهلي علي اقرانهم من لاعبي المقاصة في معظم المراكز والخطوط.. لكن الدوافع لديهم والتي كانت تحضهم علي اطالة المشوار التنافسي مع الاهلي ورغبتهم في التعبير عن ذواتهم جعلتهم يتمكنون من انتزاع التعادل والطموح في تحقيق الفوز.. المباراة عكست تأثير الغيابات التي ضربت فريق الاهلي في الانتاج الاجمالي للفريق حيث لم يتمكن البدري من تعويض غياب مخ وصانع الالعاب الأول في مصر عبد الله السعيد حيث بدي الفريق بدون ضابط ايقاع ومنظم للهجمات.. كذلك لم يعوض الاهلي غياب حسام عاشور الذي يشكل خطا دفاعيا حصينا بمفرده وسط الملعب بالرغم من الجهد الكبير الذي بذله عمرو السولية اما كليوبالي فقد اكد انه مهاجم مفيد ولم يتمكن أجاي بالرغم من الهدف المباغت الذي احرزه والمحاولة الرائعة التي أهدي من خلالها الكرة لوليد سليمان ليحرز منها الهدف الثاني من تعويض غيابه بل لعل المباراة اكدت ضرورة استقدام الاهلي لمهاجم من طراز فريد إذا ما أراد أن يواصل مشواره البطولي بنجاح علي بقية الأصعدة الاخري.. ولابد من توجيه الشكر لكل الاطراف بداية من القيادة العليا للناديين التي وفرت لهما الاستقرار ومنحت الفرصة الكاملة للأجهزة الفنية للعمل وهيأت المناخ المثالي للاعبين للانتاج مرورا بكل الحلقات الاخري وإذا كان المولد التنافسي قد انفض علي المستوي القمي.. فهو لايزال حامي الوطيس علي مستوي المؤخرة حيث تدور معركة شرسة بين الخماسي القابع في ذيل القائمة والذي يضم طنطا واسوان والداخلية والنصر للتعدين والشرقية.. النقطة التعادلية لها أهمية قصوي فما بالك بالثلاثة عندما يتحقق الفوز.. الخماسي المهدد بالهبوط تدور معركتهم في إطار خمس نقاط لا أكثر.. الأول من حيث الرصيد طنطا ولديه 26 نقطة والاخير الشرقية وعنده 21 نقطة وجميعهم لديهم طموحاته ودوافعه بل أوراقه التي سيعتمد عليها للبقاء.. ولذلك فستشهد الأيام القليلة القادمة صراعا محموما من أجل النجاة.. تري من سيكون الناجي.. ومن سيستسلم لشبخ الهبوط.. كل الأمنيات بالتوفيق ولتكتمل تلك المسابقة والتي واجهت عراقيل ومعوقات وتوقفات أضرتها وأوشكت علي إلغائها قبل الاكتمال.