تعد ظاهرة ¢الظلم التحكيمي ¢ من ابرز الظواهر التي اجتاحت الملاعب المصرية في كل الالعاب. ورغم انها قد تظهر جلية في مباريات كرة القدم وذلك لكثرة متابعيها واستوديوهات التحليل. إلا أنها لم تقتصر فقط علي كرة القدم بل شملت كل الالعاب. وفي هذا الصدد تحدثت ¢الكورة والملاعب ¢ مع بعض مسئولي الاتحادات الرياضية المختلفة. لدراسة تلك الظاهرة التي تجتاح ملاعبنا في السطور التالية: مجدي أبو فريخة رئيس اتحاد السلة قال:قد اكون مختلفاً مع الكثيرين بشأن لفظ ¢الظلم التحكيمي¢. فالحكم ما هو إلا بشر ولا أحد منا معصوم من الخطأ. وخصوصا ان ظاهرة الخطأ التحكيمي موجودة في كل الألعاب. وكل دول العالم. فإذا فكرنا في الامر ببعض الحكمة فإننا نجد ان أمر التحكيم ليس سهلا. وننحن كرياضيين او محللين في المجال نأخذ فترة للحكم علي اللعبة. ونشاهدها من كافة الزوايا. وفي النهاية قد نختلف علي اتخاذ القرار الصائب بشأنها. فما بال الحكم الموجود في قلب الحدث ولابد ان يحكم من خلال زاوية واحدة وفي اقل من الثانية. أضاف لماذا يكون كل اللوم في عدم فوز فريق علي الحكم واسلوب تحكيمه دون النظر لاخطاء اللاعبين في الملعب او خطأ مدرب في اختيار لاعب معين او خطأ في التبديلات. وقد يكون خطأ الحارس في إمساك اهداف سهلة. ولكن مع الاسف الشائع والدارج بين الرياضين ان الحكم هو السبب في خسارتهم وجعله ¢شماعة ¢ لإخفاقهم. واللاعبون بطبعهم كثيرو الاعتراض لدرجة انهم يعترضون علي مدربيهم انفسهم. بالطبع هناك تطاول غير مقبول من بعض اللاعبين علي الحكام.ولكن علي الحكم ان يلتزم ضبط النفس لانه يعد بمثابة ¢القاضي¢ فعليه ان يعدل ولا يظلم وايضا يراعي عصبية اللاعبين نتيجة الضغط العصبي. وبالرغم من كل هذا فإذا ثبت قصد الحكم في التعسف ضد فريق بعينه او عدم إحقاق كل فريق حقه في النقاط. فلابد من اتخاذ الاجراءات اللازمة من قبل رؤساء لجان الحكام حتي لا يتكرر هذا الامر.والحمد لله ازعم ان بالنسبة لحكام السلة هناك ثقة متبادلة وهذا ما يجب تعميمه في كافة الالعاب للنهوض باللعبة. ويقول كريم فرج نجم الطائرة بالنادي الاهلي: من وجهة نظري من خلال تجاربي مع التحكيم في ارض الملعب. ان الحكام من الممكن تصنيفهم لانواع كثيرة. فمنهم من يحكم علي ما يراه بعدل وقد يخطئ ولكنه يكون من دون قصد ففي مرة يكون قراره في صالح اللاعب. وتارة اخري يكون القرار ضده. وهذا النوع من الحكام يعتمد علي حنكته وخبرته في الملعب.وهناك بعض الحكام عند تحكيمهم لمباريات يكون فيها عدم تكافؤ مهاري بين الفرق فيميل اسلوب تحكيمه إلي ترجيح كافة الفريق الافضل علي ان النتيجة شبه محسومة. أما النوع الثالث من الحكام فيكون متحفزا للفرق الاقوي واحتساب كل الاخطاء الكبيرة والصغيرة في حين انه قد يغفل بعض اخطاء الفرق الاقل في المستوي ظنا منه انه يعمل علي تكافؤ نتيجة المباراة. أضاف:لا أحد يستطيع ان ينكر ان هناك بعض الحكام يكون بينهم وبين المدربين واللاعبين صداقة وود. فمثلا في مجال الطائرة اكثر من حكم يعمل في الاتحاد أو كإداري أو في لجنة المسابقات. وبالتأكيد تلك العلاقات تأثر علي اسلوب التحكيم وبالتالي نتائج المباريات فقد يتغاضي عن بعض الاخطاء وعليه لابد ان يفصل بين العلاقات الشخصية والعمل كحكم. هناك بعض الحكام قد يأتون متحفزين ضد لاعب بعينه لمعرفته المسبقة بأنه كثير الاعتراض او عصبي داخل الملعب تحت ضغط المنافسات فيكون رد الفعل اكبر من الفعل نفسه.فيكون رد الفعل سريعاً وظالماً الي حد كبير بالإنذار وغيره.ظنا منه بأنه سيكون بذلك مسيطرا علي المباراة من بداياتها حتي يعلم اللاعبون انه حكم سريع القرار فلا يجرؤ احد علي الاعتراض. وقال مصطفي فكري عضو مجلس إدارة إتحاد الكاراتيه: بالطبع الخطأ التحكيمي وارد في كل مباريات العالم وليس مصر فقط ومن الطبيعي ان يري الكثيرون الحكام ظالمين. لاننا لا نستطيع ان ننكر ان كل منا يريد ان يكون هو الفائز فيكون التركيز مع قرارات الحكم اكثر من التركيز علي أداء اللاعبين.فبالطبع هناك معايير للحكام يقومون من خلالها بإتخاذ قراراتهم. وعلينا كمدربين ولاعبين ومسئولين عدم التدخل في عملهم. اضاف:الحكم قاضي المباراة وله معايير غير ولي الامر. فيجب ان يعلم كل منا مهمته ويلتزم بها. فالحكم عليه مراعاة ضميره المهني وعدم التحيز لأحد دون الآخر. فمن الطبيعي ان يكون هناك خاسر وفائز وما علي اللاعب إلا ان يبذل ما بوسعه للظهور بشكل لائق يرضي حكامه. ولابد ايضا ان تتنحي العلاقات الشخصية جانبا اثناء المنافسات وعدم مجاملة لاعب علي حساب الآخر. لأن بطبيعة الحال اسرة اللعبة تكون علي صلة ببعضها فيجب وضع العلاقات الشخصية جانبا. هناك قوانين تضمن للاعبين والمدربين حقوقهم فمثلا من حق المدرب الاعتراض علي الحكم في قراراته. وعليه يتم إيقاف اللعب والنظر علي إعادة اللعبة من خلال الشاشات. وإذا ثبت خطأ الحكم وعدم خطأ اللاعب يأخذ نقاطه وإذا ثبت صحة قرار الحكم يتم سحب الكارت من المدرب. بالطبع هناك رقابة شديدة علي الحكام من قبل لجنة الحكام. ومثلا في الكاراتيه يراعي انه إذا كان الحكم لاعباً قديماً في ناد بعينه. لا يقوم بالتحكيم في مباريات هذا النادي حتي لا يكون في موقف محرج يدفعه للمجاملة. فيكون قراراته ظالمة للفريق الخصم. وبالتالي نفس الوضع للحكم الدولي لا يقوم بالتحكيم في مباريات منتخبه منعا للإحراج. ودور الإتحادات الرياضية ان تقوم بعمل دورات تدريبية بصفة دورية للحكام للعمل علي ثقلهم المهني وزيادة حنكتهم من قبل متخصصين في مجال التحكيم.