إنها حرب حقيقيقة ولكنها حرب ممتعه ومثيرة ومشروعة.. وهي حرب علم لأصحاب المدارس الكروية.. وقد شهد مطلع التسعينات من القرن المنقضي وحتي الان انخراط الخبراء في العلوم المرتبطة بالجانب البدني في هذا الصراع المشروع بين المدارس الكروية المختلفة. إذ عندما بدأ العبقري ساكي مع فريق الميلان في نهايه الثمانينات وبداية التسعينات فلسفته الجديدة في كرة القدم والتي اطلق عليها حينذاك بكرة الأشباح كانت فلسفته مبنية علي الاعتماد علي المجموعات وتضييق المساحات وكان لابد في هذا الوقت من مواصفات بدنية معينة تساعد اللاعبين علي تلك الطريقة. وسوف نتخطاه لان ساكي بدأ الشرارة الأولي لهذه الحرب الكروية التي بدأت فعليا عقب كأس العالم 94 . حيث كانت المدرسة الفرنسية قد تمكنت من التألق في الجانب البدني مع العبقري ايميه جاكيه بفلسفته التي بنيت علي التحرر في كرة القدم وتعتمد علي تقسيم اللاعبين الي مستويات ثلاثة وأحيانا أربعة مستويات. هذه المستويات كانت عن طريق احدي اختبارين الأول سمي نسبة الي صاحبه فاميفال وكان يسمي "فاميفال تست"والثاني سمي "ليجر تست او بيب تست" ومن وقتها الغي تماما اختبار كوبر والميني كوبر من قاموس المعدين البدنيين. وكان هذا الاختبار يقيس شيئين مهمين جدا في كرة القدم الأول هو قياس السرعة الهوائية القصوي "فيتس ماكسمام ايروبي" والثاني كان يقيس نسبة استهلاك الأكسجين في كل كيلو جرام للاعب وبعدها يتم تقسيم اللاعبين إلي مستويات وكل مستوي يأخذ الجرعة البدنية المناسبة واعتمدت الجرعة بنسبة تزيد عن 95% علي التدريبات الهوائية "ايروبي" وكانت تحذر دائما التدريب اللاهوائي مع تكوين الأحماض. هذه الطريقه في الأعداد ساعدت كثيرا الفرنسيين علي الجري الكثير جدا في الملعب حتي إننا قبل هذه الطريقة كان العالم يتفاخر باللاعب الذي يجري 6 كيلو مترات وكنا نسميه بصاحب الجهد الكبير. ولكن بعد هذه الطريقة من الإعداد اصبح اللاعب يجري 12 كيلو . وبالطبع هذا جعل المدرسه الفرنسيه تستحوذ علي الفلسفة البدنية حتي 2006 الذي شعر فيه الألمان بان المدرسة الفرنسيه ومدربيها بدأوا في الانتشار واضحو يدربون في مختلف البلدان وأضحي المعد البدني الفرنسي هو الاساس في اي جهاز فني. الالمان والامريكان. فكروا كثيرا واستعانوا بالامريكان في بناء مدرسه جديدة اخذت جزءاً بسيطاً من الفرنسيين وحذفت جزءاً اكبر لتبدأ فلسفه بدنيه جديدة ظهرت في 2006 وتتطورت في 2010 ثم تتوهجت في 2014 عندما تعامل الالمان يماهو غريب في الاعراف البدنية حيث اعتمدوا علي المحظور عند الفرنسيين كجزء رئيسي وأساسي. وشملت هذه التدريبات - المحظورة عند الفرنسيين - التدريبات اللاهوائية مع تكوين الأحماض بل واصبحت هذه التدريبات اساسية كوسيلة سحرية للوصول الي حالة الاستشفاء السريع إثناء المباراة الواحدة. وتتشابه المدرسة الالمانية مع الاسبانية ايضا في المدرسة البدنية وكلاهما تختلف في الجوهر مع المدرسه الفرنسيه وأن كانتا تتفقان معها في جزء واحد وهو استخدام الكرة في كل التدريبات البدنية وتتسم المدرسه الالمانية والاسبانية بزيادة كثر استخدام الكرة. * ومن الغريب أنه في عام 2015 تخلي الفرنسيون عن قناعاتهم القديمه وبدأوا في ملاحقة الألمان والاسبان. وهنا لابد ان نسأل انفسنا اذا تخلت المدرسه الفرنسيه عن قناعتها وهي صاحبة مدرسة كانت قريبا هي الأهم والاكثر سيطرة منذ عشر سنوات.. فمتي تتخلي الكرة المصرية عن قناعتها ومواريثها العقيمة في الجانب البدني المسيطر علينا منذ السبعينيات.